ممتلكات سكان بريف السويداء تتضرر بسبب تهريب المخدرات إلى الأردن
السويداء- نورث برس
تشهد منطقة الحدود السورية الأردنية في ريف السويداء الجنوبي اشتباكات شبه يومية بين حرس الحدود الأردني ومهربين يعملون على تهريب المواد وخاصة المخدرات إلى المملكة الأردنية.
وتتعرض القرى الحدودية لآثار الاشتباكات وإطلاق النار وتسقط أحياناً مقاذيف نارية وسط تلك القرى مسببة أضراراً مادية في المنازل السكنية وخاصة القريبة من الحدود.
وفي هذه الفترة من كل عام، تتزايد عمليات التهريب، حيث تستغل عصابات التهريب سوء الأحوال الجوية وتشكل الضباب وضعف الرؤية لتهريب المواد المخدرة من الداخل السوري إلى الأردن.
وتقول مصادر محلية من السويداء إن مهربين تابعين لحزب الله اللبناني يقومون بعمليات تهريب المخدرات عبر درعا والسويداء إلى المملكة الأردنية.
وتقوم قوات حرس الحدود الأردنية بتمشيط المناطق الملاصقة للساتر الترابي وهو الحد الفاصل بين سوريا والأردن، بالأسلحة المتوسطة والقنابل المضيئة بشكل دائم وخاصة في أوقات تشكل الضباب في فصل الشتاء.
وتمتد الحدود السورية الأردنية على طول 375 كم من الجنوب مع مرتفعات الجولان على طول نهر اليرموك، وتصل للشرق حيث تمر بين الرمثا ودرعا إلى مركز نصيب الحدودي، وتمر في خط مستقيم عبر الصحراء السورية التي تنتهي في الحدود الأردنية–السورية-العراقية.
وتبلغ مسافة الحدود الأردنية التي تمر بمحاذاة القرى المأهولة في السويداء كخربة عواد والمغير وشنيرة والعانات، قرابة 30 كيلومتر.
منازل متضررة
وقال سامح غرز الدين (29 عاماً) وهو من سكان بلدة خربة عواد التي تبعد عن الساتر الأردني أقل من 500 متر إن مقاذيف أسلحة الهجانة الأردنية الناتجة عن الاشتباكات مع المهربين أو التمشيط، تسقط بشكل شبه يومي على القرية في فصل الشتاء.
وتُلحق تلك المقاذيف أضراراً في منازل القرية، حيث تضرر 11 منزلاً خلال الشتاء الماضي، إضافة لسقوط مقذوف متوسط على سيارة مركونة أمام منزل وسط القرية، بحسب سكان محليين.
وأشار “غرز الدين” إلى أن حرس الحدود الأردني يطلق النار أحياناً على قطعان الأغنام في وضح النهار “لسبب لا نفهمه، حيث خسر رعاة القرية أعداداً من رؤوس أغنامهم نتيجة إطلاق النار من حرس الحدود الأردني عليهم”.
والعام الماضي، تضررت مدارس ومنازل مدنيين في قرى حدودية مثل المغير وخربة عواد، نتيجة الرصاص المتفجر الذي أطلقه حرس الحدود الأردني عند محاولتهم التصدي لعصابات التهريب.
وفي الثاني والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، أعلنت “إدارة مكافحة المخدرات” في المملكة الأردنية الهاشمية، عن إحباط عدة عمليات تهريب مخدرات من سوريا إلى الأردن.
وعبر صفحتها على فيسبوك نقلت الإدارة عن مصدر عسكري قوله إن “المنطقة العسكرية الشرقية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات، أحبطت عدة محاولات تسلل وتهريب من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية”.
وأشار المصدر العسكري إلى إصابة عدد من المهربين بعد تطبيق قواعد الاشتباك، بينما تمكن آخرون من الفرار إلى داخل الأراضي السورية.
وتقول وسائل إعلام إن كمية المخدرات التي دخلت الأردن عبر الحدود مع سوريا عام 2020 قُدرت بنحو 40 طناً من الحشيش وأكثر من 83 مليون حبة “كبتاغون”.
ومنتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، صادرت السلطات الأردنية، كمية كبيرة من المواد المخدرة قادمة باتجاه الأراضي الأردنية من جهة الحدود السورية.
حالات قتل
وقال ريان معروف وهو مدير تحرير شبكة “السويداء 24” إنهم وثقوا مقتل ستة مهربين على الحدود السورية الأردنية في عام 2021، بينهم خمسة من أبناء العشائر المقيمة قرب الحدود وواحد من قرية حدودية.
وأشار “معروف” لنورث برس، إلى أن هذه الحصيلة تشمل فقط من قُتلوا على الحدود الواقعة جنوب محافظة السويداء، “إذ أن هناك قتلى آخرون في المناطق الحدودية الواقعة ضمن البادية السورية”.
وأضاف أنه خلال العام الحالي، سجلوا مقتل ضابط أردني وإصابة عدة عناصر من حرس الحدود الأردني في حادثتين وقعتا على واجهة حدودية غير شرعية تقع بين محافظتي درعا والسويداء.
بالإضافة إلى توثيق مقتل جندي سوري من حرس الحدود جنوب السويداء أثناء اشتباكات بين المهربين والقوات الأردنية، وفقاً لما ذكره “معروف”.
وتعد “السويداء 24” شبكة إخبارية أسسها ناشطون من السويداء لنقل أخبار المحافظة.
وقال عامر الصفدي (47 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان بلدة المغير الحدودية في الريف الجنوبي للمحافظة، إن عدم اعتراض حرس الحدود السوري للمهربين الذين يمرون من طريق القرعة وهو بالقرب من محارس الهجانة السوريين، “يدعو للاستغراب”.
وأشار هو الآخر إلى أن عدة منازل في بلدته تضررت بفعل المقاذيف التي سقطت على البلدة.