الحسكة ـ نورث برس
سمع صوت إطلاق نار كثيف، مساء الاثنين، في محيط سجن الصناعة في حي غويران جنوب الحسكة.
وجاء إطلاق النار بعد ساعات من هدوء حذر تخلله استهداف قوات سوريا الديمقراطية نقاط تمركز لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في محيط سجن الصناعة.
وتزامن استهداف “قسد” لتمركزات “داعش”، مع تحليق لمروحيات التحالف الدولي ألقت خلاله قنابل ضوئية في محيط السجن.
ومنذ الخميس الماضي، يشهد محيط سجن الصناعة في مدينة الحسكة اشتباكات متقطعة بين قوات سوريا الديمقراطية وخلايا تنظيم “داعش”، على خلفية هجوم شنته خلايا التنظيم في محاولة لإنجاح فرار جماعي للمعتقلين.
واليوم، قال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إن 300 عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كانوا قد شاركوا في استعصاء سجن الصناعة في حي غويران جنوب الحسكة، سلموا أنفسهم لـ”قسد”.
وأضاف بيان المركز الإعلامي لـ”قسد”: “على خلفية المداهمة، سيطرت القوات على أحد المباني واستسلم نحو 300 عنصر من داعش”.
وشددت قوات سوريا الديمقراطية على أن “العملية مستمرة وفق الخطة المقررة”.
وقال مصدر في التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، اليوم الاثنين، إن وحدات خاصة لقوات سوريا الديمقراطية اقتحمت سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة شمال شرقي سوريا، واعتقلت نحو 100 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وأضاف، لنورث برس، أن من اعتُقلوا ومن سلموا أنفسهم اليوم هم معتقلون سابقون حاولوا الفرار من السجن خلال هجوم خلايا “داعش” في العشرين من هذا الشهر والاضطرابات الأمنية بعده.
ومساء أمس الأحد، قالت القيادة العامة لقسد إن حملة تمشيط في حي غويران المحيط بالسجن ستستمر بحثاً عن أفراد ثلاث خلايا للتنظيم ممن نفذوا هجوماً قبل ثلاثة أيام.
“تهديد داعش يتعاظم”
من جانبه، شدد مجلس سوريا الديمقراطية، على أن تهديد تنظيم “داعش” يتعاظم في مناطق شمال شرقي سوريا.
وقال المجلس إنه ورغم تحمل قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) مع دول شريكة في التحالف الدولي، مسؤولياتها حيال عناصر التنظيم وعائلاتهم، “إلا أن المؤامرات لم تتوقف من قبل دول الجوار تجاه الإدارة الذاتية”.
ودعا “مسد” إلى استثناء مناطق شمال وشرقي سوريا من العقوبات الدولية ودعمها اقتصادياً، وتوفير إمكانات تأهيل البنية التحتية، لتوفير فرص العمل للناس وإبعادهم عن الفكر التكفيري.
وشدد على ضرورة التعامل بجدية أكثر مع ملف الإرهاب بدءاً من تقديم المعتقلين للمحاكمات وانتهاء بعمليات إعادة التأهيل.
ودعا البيان الأمم المتحدة إلى تركيز اهتمامها على إنهاء الحصار عن مناطق شمال وشرق سوريا، من خلال فتح معبر رسمي لإيصال المساعدات الإنسانية بنسبة مخصصة للمنطقة.
كما دعا دول الناتو وروسيا والأمم المتحدة إلى وضع حد للانتهاكات التركية وخرقها لحرمة الحدود السورية وارتكابها المجزرة تلو الأخرى بقصفها المستمر للمنطقة بالمدافع والمسيّرات.
وطالب “مسد” المجتمع الدولي بدعمهم من أجل التخلص من “مجموعات في المناطق المحتلة”، في إشارة إلى فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا.
واعتبر أن بعض الدول ومنها تركيا “لم تقطع دعمها عن تنظيم داعش”، وأن المناطق السورية شمالاً الخاضعة لسيطرة تركيا “هي بالفعل خاضعة لسيطرة داعش وليس مجموعات المعارضة”.
وأضاف أنه ظهر بشكل جلي أن عملية استهداف سجن الصناعة تم التخطيط لها في سري كانيه وتل أبيض وبدعم من مجموعات قادمة من الحدود العراقية.
كما اتهم مجلس سوريا الديمقراطية تركيا بإشغال الرأي العام وتشتيت “قسد” عن معارك سجن الصناعة في الحسكة عبر استهدافها للمدنيين في قرى بلدة عين عيسى.
“تركيا مسؤولة”
وحمّلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الحكومة التركية مسؤولية الهجمات الأخيرة التي استهدفت سجن الصناعة الخاص بمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في حي غويران بالحسكة.
وقال المجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في بيان، إن “الذهنية التي تحكم تركيا وتتحكم بها ماهي إلَّا وليدة رغبات ومطامع توسعيّة وعدوانية تستهدف الأرض والإنسان في سوريا ولاسيما في شمالها الشرقي”.
وأضاف: “تركيا عملت تركيا ليل نهار عبر مرتزقتها من أصحاب الفكر الخارجي الداعشي على زعزعة الأمان والاستقرار ومحاولة إفشال المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.
وأشار البيان إلى أن تركيا ومن اجل إحكام السيطرة على مدينة الحسكة وتأمين “ممر إرهابي” من تل تمر إلى مخيم الهول فالأراضي العراقية، دربت “المرتزقة” في معسكرات خاصَّة في رأس العين وتل أبيض وإرسالهم إلى حي غويران في الحسكة واستهداف سجن “داعش”.