سكان في مدينة الباب يتخوفون من عملية عسكرية للقوات الحكومية

الباب- نورث برس

تجددت مخاوف سكان ونازحين في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، من عملية عسكرية للقوات الحكومية، وذلك بعد تداول أنباء عن فتح معبر أبو الزندين الواصل مع المناطق الحكومية، وسط تحليق للطيران الروسي في أجواء المنطقة.

ومؤخراً، شهدت الباب وريفها حالة استياء بعدما تداولت مواقع وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، أنباء عن فتح المعبر ونشرت صوراً لعناصر فصائل “الجيش الوطني السوري” قرب المعبر غرب المدينة وقالت إن تجهيزات تجري لإعادة افتتاحه.

ورغم نفي الحكومة السورية المؤقتة وقيادة “الجيش الوطني” صحة الأنباء حول فتح المعبر وتأكيدها أن الصور المتداولة قديمة جداً وليس هناك أي تجهيز لفتحه، إلا أن ذلك لم يبدد مخاوف السكان وشككوا في تلك التصريحات.


والأسبوع الماضي، شهدت أجواء منطقة الباب تحليقاً للطيران الروسي بعلو منخفض، ما زاد مخاوف السكان من التجهيز لعملية عسكرية في المنطقة.

ومنذ العام 2017، تخضع مدينة الباب، الواقعة على بعد 30 كم من الحدود التركية، لسيطرة القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها.

ولم يستبعد طارق البكري (37 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في الباب، شن القوات الحكومية عملية عسكرية في المنطقة، “طالما أن تركيا وروسيا تتشاوران بالقضية السورية بعيداً عن السوريين”.

واعتبر أن جميع التفاهمات التي تجري بين تركيا وروسيا حول المنطقة، “لا ناقة لنا في اتخاذ القرار فيها ولا جمل، وكأنهم أصحاب الأرض ومالكوها ولهم حرية التصرف فيما يملكون”.

وأشار النازح الذي ينحدر من ريف إدلب إلى أن تحليق الطيران المروحي الروسي في أجواء المنطقة يذكرهم بما حدث سابقاً، “حيث سيطرت القوات الحكومية على مناطق كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، دون تدخل تركي لمنع ذلك”.

وعبّر عن مخاوفه من أن يكون هناك جديدة “ليس فيها خاسر إلا الشعب”.

ونهاية شهر آذار/ مارس العام الماضي، أعلنت روسيا أنها توصلت إلى اتفاق مع الجانب التركي، ينص على إعادة افتتاح ثلاثة معابر بين مناطق سيطرة حكومة دمشق والمناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

ويشمل الاتفاق معبر سراقب في ريف إدلب ومعبر ميزناز في ريف حلب الجنوبي، ومعبر أبو الزندين جنوب غربي مدينة الباب في ريف حلب الشمالي.

وحينها، شهدت مدينة الباب وريفها عدة احتجاجات، ندد فيها سكان بفتح المعابر مع مناطق الحكومة وأعربوا عن رفضهم التام لذلك.

وأطلق ناشطون سوريون آنذاك وسم “لا لفتح المعابر” على موقع “تويتر” شارك فيه آلاف المغردين الذين عبروا عن رفضهم للاتفاق.

واستخدم معبر أبو الزندين بعد ذلك لتبادل الأسرى بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية.

وفي السادس عشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تم تبادل خمسة معتقلين من طرف الجيش الوطني واستلام خمسة من حكومة دمشق بحضور الهلال الأحمر السوري الذي أجرى عملية التبادل بين الطرفين في معبر أبو الزندين.

وفي الثاني تموز/يوليو العام الماضي، شهد المعبر عملية تبادل خمسة معتقلين لدى الجيش الوطني مقابل خمسة من طرف حكومة دمشق برعاية تركية – روسية، وبإشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدوليين.

وقال سليم عثمان (43 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان الباب إن بعض العائلات تواصلت مع أقارب لهم في مناطق شمال حلب لتأمين مسكن لهم، وذلك بعد تداول خبر افتتاح المعبر واستمرار تحليق الطيران الروسي.

ورفض “عثمان” كغيره من السكان فتح المعبر مع الحكومة، وقال إن ذلك “سيؤدي إلى تصعيد عسكري حكومي في المنطقة ونزوح آلاف العائلات”.  

إعداد: فاروق حمو- تحرير: سوزدار محمد