أضرار في المحاصيل الزراعية بإدلب بسبب الصقيع

إدلب نورث برس

تسببت موجات الصقيع التي تشهدها مناطق شمال غربي سوريا منذ نحو أسبوع، بتضرر مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية الشتوية في منطقتي بنش شرق إدلب وسهل الروج في الغرب.

ويتخوف مزارعو المنطقتين من استمرار موجات الصقيع التي قد تتسبب بفقدان كامل محاصيلهم وتكبدهم خسائر كبيرة.

وتعتبر منطقة سهل الروج غرب إدلب والأراضي الزراعية في ناحية بنش شرقها من المناطق التي تشتهر بالزراعة بكافة أنواعها نظراً لخصوبة التربة هناك، إضافةً إلى وفرة المياه، كما تعتبر هذه المناطق السلة الزراعية الأخيرة للسكان في إدلب.

وقال مهنا الحميد (40 عاماً) وهو مزارع من سهل الروج إن محاصيل الفول والبطاطا والفاصوليا والخس وغيرها تأثرت لديه بشكل كبير بسبب موجات الصقيع.

وأشار إلى أن أعراض التلف ظهرت بشكل واضح على محاصيله خاصة محصول الفول الذي كان يعيش مرحلة ما قبل الحمل وتسمى بالزهر أو العقد، إذ تسبب الصقيع بتلف نسبة أكثر من 90% من الزهور.

ويتخوف “الحميد” من استمرار موجات الصقيع في الأيام القادمة، حيث “سيؤدي ذلك إلى تلف محصول الفول بشكل كامل”.

وعلى الرغم من محاولة “الحميد” تفادي موجات الصقيع من خلال إشعال الإطارات في محيط المحاصيل، إضافةً إلى ريها بعد منتصف الليل وقبل الفجر، وهي طرق بدائية لتفادي تعرض المحصول للصقيع، إلا أن محاولاته باءت بالفشل بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى خمسة ما دون الصفر.

“إنتاج متدني”

ووفقاً لمزارعين في بنش فإن غالبية الخسائر تركزت في الأراضي الزراعية شرقي بنش وتأثرت أشجار الحمضيات كما  محصول البطاطا ومحاصيل خضروات أخرى، وصلت أضرارها في بعض المزارع إلى 100 %.

ولا يختلف حال محمد يونس (34 عاماً) وهو مزارع من بنش عن سابقه، فقد خسر هو الآخر 20 دونماً من محصولي البطاطا والفاصولياء بفعل موجات الصقيع.

وأشار المزارع الثلاثيني إلى أن الأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية وأشجار الحمضيات في المنطقة سوف تتسبب في نهاية العام بتدني الإنتاج بشكل كبير فضلاً عن سوء جودة المنتجات الأمر الذي سينعكس أيضاً على أسعارها.

وأضاف: “سيتسبب ذلك بخسائر كبيرة للمزارعين الذين يواجهون في الأساس صعوبات كبيرة منها ارتفاع أسعار الأسمدة والمحروقات”.

وترتبط أسعار الأسمدة والمحروقات كما باقي السلع الأساسية في إدلب بسعر صرف الليرة التركية التي شهدت تراجعاً كبيراً أمام الدولار الأميركي خلال الآونة الأخيرة.

ومنذ حزيران/يونيو من العام الماضي، صدر قرار من حكومتي السورية المؤقتة والإنقاذ باستعمال العملة التركية بدلاً من الليرة السورية.

وأصبح أي انخفاض يلحق بالليرة التركية عاملاً أساسياً في ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد، بينما لا تتأثر عادة عند أي تحسن في العملة كما حدث خلال الأسابيع الأخيرة.

ويبلغ سعر طن السماد الروسي المركب 820 دولاراً والمركب الأردني 800 دولار ويوريا (46) الأوكراني 920 دولاراً، فيما يباع السماد العضوي التركي بـ160 دولاراً.

في حين يصل سعر برميل المازوت المستورد نوع أول لنحو 175 دولاراً، بحسب التسعيرة الرسمية لشركة “وتد للبترول” المحتكرة لسوق المحروقات في شمال غربي سوريا.

إجراءات للحماية

ووفقاً لمهندسين زراعين فإن الصقيع يتسبب بتجمد عصارة الشتلة وتلفها، وأن الزراعات المكشوفة والحساسة للبرودة كالكوسا والبطاطا تتأثر بتدني درجات الحرارة، وبشكل عام الصقيع يؤثر بالدرجة الأولى على المحاصيل التي تكون في مرحلة الأزهار مثل الفول والفاصولياء.

ولم تقتصر الأضرار على المحاصيل المكشوفة مثل الخضراوات والحمضيات، بل تأثرت الزراعات الشتوية في الأنفاق البلاستيكية (البيوت البلاستيكية) أيضاً، وهو ما حصل مع المزارع لؤي سميسم (٥٠ عاماً).

وهذا العام، اشترى المزارع الخمسيني بذور هجين مستوردة لعدة أصناف من البطيخ الأحمر والأصفر والبندورة وزرع نحو أربع دونمات في بيوت بلاستيكية نظراً لأن هذه الأصناف لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة ولا حتى العالية أثناء مرحلة النمو.

وعادةً يقوم مزارعو مشاريع البيوت البلاستيكية بوضع مدافئ تعمل على الفحم في هذه البيوت لتشغيلها أثناء موجات الصقيع.

ولكن “سميسم” أشار إلى أن تشغيل المدافئ لم يجدِ نفعاً بسبب انخفاض درجات الحرارة ووصولها إلى ما دون الثامنة تحت الصفر في السابع عشر من هذا الشهر.

وذكر أن نسبة تضرر الشتلات لديه تجاوزت السبعين بالمئة وتجاوزت خسارته الألفي دولار أميركي.

أمريكي”، حسب قوله.

ونصح عبدالرحمن الخالد وهو مهندس زراعي، المزارعين بري مزروعاتهم ورشها بالمبيدات الفطرية قبل موجات الصقيع مما يخفف من الأضرار.

كما يمكن قبل الزراعة إضافة أسمدة البوتاسيوم “لأن من مواصفاته زيادة مناعة النباتات ضد الإجهادات الطبيعية ومنها الصقيع”، بحسب المهندس الزراعي.

إعداد: براء الشامي- تحرير: سوزدار محمد