العراق يضاعف أمن حدوده ويتابع مجريات الحسكة
أربيل- نورث برس
رأى باحث سياسي عراقي أنه لا يمكن فصل الأحداث في الحسكة شمال شرقي سوريا عن العمليات التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق.
وقال إحسان الشمري، وهو باحث سياسي عراقي ورئيس مركز التفكير السياسي في بغداد، لنورث برس، إن الحدود الطويلة المشتركة بين الجانبين السوري والعراقي يجعلهما “مطالبين” بزيادة التنسيق لهزيمة التنظيم.
وحذر من ارتداد أحداث الحسكة على الأراضي العراقية، مشدداً على أن التنسيق المطلوب هو أكبر مما هو عليه الآن.
وقبل يومين، وقعت مجزرة راح ضحيتها 11 شخصاً من الجيش العراقي إثر هجوم شنه عناصر “داعش” في محافظة ديالى، وذلك بالتزامن مع الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة الحسكة منذ يومين نتيجة هجوم على سجن يأوي آلاف العناصر من التنظيم ومحاولة فرار بعضهم.
ويوم أمس الجمعة ، عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة العمليات المشتركة لمناقشة الهجوم.
ونقل بيان رسمي عن “الكاظمي” تشديده على ضرورة عدم تكرار مثل هذه الخروقات الأمنية، وتوجيه الأجهزة الاستخبارية والأمن الوطني لمضاعفة الجهود.
وقال الباحث “الشمري” إن العراق ينظر إلى ما يجري في الحسكة من أحداث بقلق كبير، لأن “داعش” ركز عملياته في جغرافية الدولتين.
وأشار إلى أنه لا يمكن فصل ما جرى في الحسكة عما شهدته محافظة ديالى العراقية من هجوم للتنظيم أودى بحياة عدد من الجنود العراقيين أول أمس.
وأضاف أن الاحداث هذه تشير إلى أن “داعش” تمثل خطراً رغم فقدانه القدرة على إعادة سيناريو السيطرة على المدن كما 2014، “لكن الهجمات تشكل حافزاً لتنفيذ المزيد من العمليات وهذا ما يستدعي وضع خطط أمنية تقوض هذا النشاط”.
ورأى الباحث العراقي أن عوامل ظهور “داعش” في العراق لازالت متوفرة في ظل الأزمة السياسية وعدم وجود مصالحة بين الفرقاء السياسيين إضافة إلى ضعف التنسيق والتأثير السياسي على الملف الأمني وانسحاب قوات التحالف، “وكل هذه الأمور تستدعي إعادة التقيم الأمني في المنطقة”.
في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات العراقية يحيى رسول القبض على ستة عناصر من التنظيم في سلسلة عمليات شملت نينوى وبغداد وكركوك وأربيل.
وقال “رسول”، في تصريحات صحفية، إن من الضروري تفعيل الجهد الاستخباراتي وتنفيذ العمليات الاستباقية ضد خلايا التنظيم.
وقبل ذلك، قالت قيادة عمليات غرب نينوى إن عناصر “داعش الهاربين” من السجون السورية لا قدرة لهم على تجاوز الحدود العراقية.
وقال قائد عمليات غرب نينوى اللواء الركن جبار الطائي، لوكالة العراقية الرسمية، إن “هناك استعداداً وجاهزية كاملة لصد أي حالة تسلل خصوصاً في ظل التعاون الكبير من قبل المدنيين”.
والتنسيق بين الجانبين السوري و العراقي أسهم بضبط الحدود وطولها 610 كم، وأدى إلى إحباط الكثير من العمليات وخاصة عمليات التسلل، بحسب المتحدث باسم العمليات العراقية المشتركة تحسين الخفاجي.
وقال “الخفاجي” في تصريح سابق لنورث برس إن بلاده لم تتوقف عن تنفيذ عمليات ضبط الحدود بالتنسيق مع قوات الحكومة السورية في الجزء الذي يقع تحت سيطرتها.
أما بالنسبة للحدود التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية فإن القوات العراقية تنسق معها عن طريق التحالف الدولي.