مدينة بريف إدلب “معاقبة” لمناهضتها هيئة تحرير الشام

إدلب نورث برس

يقول سكان في مدينة كفرتخاريم القريبة من الحدود السورية التركية شمال غرب إدلب، إن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) تتعمد عدم تخديم المدينة بسبب مناهضتها ورفضها لسياسة الهيئة.

ومنذ أعوام، تعاني كفرتخاريم من غياب معظم الخدمات فيها من الكهرباء ورداءة الطرق وتوقف الدعم عن القطاع التعليمي والصحي وعدم دعم الفرن الوحيد في المدينة، على عكس المدن المجاورة التي تسيطر عليها الهيئة.

وتعرف مدينة كفرتخاريم بمناهضتها لـ”تحرير الشام”، إذ شهدت المدينة أواخر العام 2019 احتجاجات ضد الهيئة تطورت لاحقاً إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الأخيرة وسكان المدينة.

وحينها شهدت المدينة خروج احتجاجات ضدّ حكومة الإنقاذ وتوجه المحتجين نحو معاصر الزيتون ومخفر المدينة التابع للهيئة، وطردوا لجان الزكاة التابعة للإنقاذ وعناصر المخفر والحواجز على أطراف المدينة.

ولكن الهيئة وبعد يومين من المظاهرة، اقتحمت كفر تخاريم بعد فشل المفاوضات بينها وبين السكان الذين رفضوا حينها  مطالب الهيئة بتسليم أشخاصاً من المدينة وتسليم الحواجز لها.

ووفقاً لسكان محليين فإن المدينة وسكانها منذ ذلك الوقت تعدُّهم الهيئة وحكومة الإنقاذ من “المغضوب عليهم”، لتعمل على حرمان المدينة من معظم الخدمات الأساسية.

وقال ثائر جبس (44 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان كفرتخاريم، إن مدينته قريبة من الحدود السورية التركية، “ومن السهل تمديد شبكة الكهرباء إليها كباقي المدن المجاورة، لكن حكومة الإنقاذ تمتنع عن ذلك”.

وكانت المؤسسة العامة للكهرباء في إدلب، قد عملت على استجرار الكهرباء من تركيا بالاتفاق مع شركة تركية خاصة، في آذار/ مارس 2020 وتم تخديم المدن المجاورة لكفرتخاريم مثل سلقين وحارم ودركوش وغيرها.

وطالب وجهاء المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، حكومة الإنقاذ أكثر من مرة بتخديمهم بالكهرباء ولكن “مطالبنا كانت دون جدوى إلى اليوم”.

وقال سالم الحسن (38 عاماً) وهو من سكان كفرتخاريم إن معظم الطرق الرئيسية والفرعية في المدينة سيئة للغاية وغالباً ما تتسبب بحوادث مرورية بشكل شبه يومي، إضافة إلى الأعطال التي تلحق بالآليات.

وأشار إلى أن حكومة الإنقاذ دعمت جميع الأفران في المناطق المجاورة بمادة الخبز المدعوم، باستثناء كفرتخاريم التي تضم فرناً واحداً مدعوماً من قبل إحدى المنظمات الإنسانية ويشهد ازدحاماً وتتشكل أمامه يومياً طوابير طويلة.

وتعاني العديد من المشافي في مدينة كفرتخاريم من توقف الدعم عنها منذ نحو أربعة أشهر.

وعلى الرغم من عشرات المطالب والوقفات الاحتجاجية التي نظمتها الكوادر الطبية في تلك النقاط التي تخدم أكثر من ربع مليون شخص بين نازح ومقيم، لكن “حكومة الإنقاذ لم تقدم أي حلول حتى اليوم”، بحسب سليمان أحمد وهو اسم مستعار لأحد سكان المدينة.

وقال “أحمد” إن القطاع التعليمي في المدينة متهالك ويعاني منذ سنوات من توقف الدعم حاله كحال القطاعات الأخرى.

وتسبب توقف الدعم بعزوف معلمين عن مهنة التعليم وتوجههم للبحث عن مهن أخرى تساعدهم في تأمين قوت أطفالهم.

وأشار إلى أن توقف الدعم عن القطاع التعليمي، “فتح الباب أمام المدارس الخاصة التي تعود أغلبها لأشخاص تابعين أو محسوبين على هيئة تحرير الشام”.

ولا يملك معظم سكان المدينة الإمكانية المالية لتسجيل أطفالهم في المدارس الخاصة التي تزيد أقساطها عن 30 دولاراً شهرياً.

وفي كانون الثاني/ يناير العام الماضي، أقدم مجمع حارم التربوي، التابع لحكومة الإنقاذ، على تأجير مدرسة عامة وتحويلها إلى مدرسة خاصة للتعليم المأجور، في مدينة كفر تخاريم.

وقالت مصادر محلية لنورث برس، حينها، إن مجمع حارم التربوي استولى على مدرسة كف الطيار، ليقوم بتأجيرها لأشخاص مقربين من حكومة الإنقاذ ليحولوها إلى مدرسة خاصة.

ووفقاً لذات المصادر، فإن المجمع التربوي عمل على تأجير المدرسة بمبلغ 200 دولار أميركي شهرياً، لتقوم الجهة المُستأجِرة بفرض رسوم 80 ليرة تركية على الطالب شهرياً.

وعبر “أحمد” عن اعتقاده أن حكومة الإنقاذ لا تدعم أي قطاع عام سواء كان تعليمياً أو صحياً لأنه “لا يعود بأرباح لها”.

وتوقع أن يخرج السكان في كفرتخاريم وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، “في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، نسبة الفقر والبطالة مرتفعة جداً وسياسة الهيئة وتضييقها على السكان سيؤدي حتماً إلى انفجار قريب يطيح بها”.

 إعداد: براء الشامي –  تحرير: سوزدار محمد