بعد ثلاثة أعوام على هزيمته.. “داعش” يسعى لتخليص معتقليه في سجن الصناعة بالحسكة

الحسكة- نورث برس

ما تزال الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بالتحالف الدولي من جانب ومهاجمين من خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مع معتقلين فارين مستمرة في محيط سجن الصناعة بحي غويران في الحسكة، شمال شرقي سوريا، وذلك عقب هجوم لخلايا التنظيم بهدف إنجاح محاولة فرار جماعي من السجن.

ويوم أمس الجمعة، فرضت “قسد” طوقاً أمنياً في محيط سجن الصناعة، على خلفية مهاجمة خلايا من “داعش” السجن، وتزامناً مع ثلاثة انفجارات بالقرب من السجن.

واستهدف عناصر من الخلايا النائمة لـ”داعش” حراس سجن الصناعة، ما أسفر عن إصابة اثنين من الحراس، بحسب ما نقل مراسل نورث برس عن مصدر أمني.

ودارت اشتباكات متقطعة في محيط سجن الصناعة وعلى أطراف حي الزهور جنوبي الحسكة بعد أن فر إليه عناصر من “داعش”.

وقالت القيادة الوسطى الأميركية إنها تراقب التطورات في سجن الصناعة بالحسكة.

نزوح من الأحياء

وتسببت الاشتباكات المتواصلة بين “قسد” وعناصر “داعش”، بحركة نزوح جماعي لسكان أحياء غويران وحي الزهور والنشوة وفيلات الحمر إلى الأحياء الوسطى والشمالية من الحسكة.

وتعرض مراسل نورث برس في الحسكة، جيندار عبدالقادر، لإصابة في الكتف نتيجة حادث سير خلال تغطيته لأحداث الاشتباكات الجارية.

كما تعرض مراسل وكالة هاوار باسل رشيد، لإصابة بطلقتين إحداهما في منطقة الصدر وأخرى في البطن، بالإضافة لإصابات في مناطق متفرقة من جسده بسبب الشظايا.

وسارع عناصر من “ٌقسد” لنقلهما إلى أحد المشافي العسكرية في الحسكة.

ومنع مسلحون يتبعون تنظيم “داعش” مغادرة أكثر من 289 عائلة من حي الزهور غرب السجن للوصول إلى مناطق واقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بحسب المركز الإعلامي لـ”قسد”.

بينما تمكن آخرون من مغادرة حي غويران وتجمعوا في منطقة قرب جسر البيروتي في المدينة.

ولم تتمكن نورث برس من الحصول على إحصاءات دقيقة لضحايا الهجوم، بينما تحدث مصدر في قوى الأمن الداخلي عن ثلاثة قتلى مدنيين على الأقل.

تصفيات داخلية

وبعد ظهر اليوم، استهدف طيران التحالف الدولي لمحاربة “داعش” موقعاً في حي الزهور قال سكان إن عناصر للتنظيم تمركزوا فيه.

وسبق إطلاق قذائف من طائرات التحالف، اشتباكات متقطعة في محيط سجن الصناعة وعلى أطراف حي الزهور بعد أن فر إليه عناصر من “داعش”.

ومن جانبها، فرضت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي لشمال و شرق سوريا (الأسايش)، حظراً كلياً للتجول في مدينة الحسكة مع إغلاق الدخول والخروج للمدينة.

وقال بيان “للأسايش” إن الإغلاق سيستمر “حتى إشعار آخر”، نتيجة هجوم خلايا “داعش” على سجن الصناعة في محاولة لتأمين هروب معتقلي التنظيم، وترافق ذلك مع “تهديد لأمن وأمان كافة أحياء المدينة بمحاولة الخلايا الاختباء ضمن المدنيين”.

ودعت “الأسايش” السكان للالتزام بالتعليمات التالية ليكونوا عوناً في الحفاط على أمان المدينة، والإبلاغ عن أي حركة مشبوهة ضمن المدينة على الرقمين: (0997512356 – 0935142722).

وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن “موجة من التصفيات الداخلية اندلعت بين مرتزقة داعش في سجن غويران بالحسكة”.

وقتلت مجموعة من “داعش” داخل السجن أكثر من سبعة معتقلين آخرين حاولوا التقدم باتجاه قوات سوريا الديمقراطية وتسليم أنفسهم، بحسب المركز الإعلامي لقسد.

وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، الجمعة، من إلقاء القبض على نحو 110 من معتقلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كانوا قد تمكنوا من الفرار من سجن الصناعة.

وأعادت “قسد” العناصر الفارين إلى أحد سجونها في المنطقة.

كما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية، من سحب جثتين لعناصر من تنظيم “داعش” قتلا خلال الاشتباكات التي دارت في محيط سجن الصناعة والأحياء القريبة منه، أحدهما من الجنسية الآسيوية.

أكبر محاولة للفرار

ويضم سجن الصناعة الآلاف من معتقلي “داعش”، الذين اعتقلتهم “قسد” خلال سنوات الحرب ضد التنظيم المتشدد.

وشهد “سجن الصناعة” في الحسكة، حالات عصيان متكررة نفذها معتقلو التنظيم، كان آخرها في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، أدى إلى إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى السجن، من قبل قوى “الأسايش”، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران مروحي تابع للتحالف الدولي.

ويعتبر هجوم يوم أمس، أكبر محاولة للفرار الجماعي من السجن منذ إعلان هزيمة التنظيم قبل ثلاثة أعوام في الباغوز بريف دير الزور.

وفي نيسان/ أبريل 2020، قالت غرفة عملية العزم الصلب التابعة للتحالف الدولي، إنها سلمت معدات إلى قوات سوريا الديمقراطية، لحماية السجن أو مواجهة أي أعمال شغب.

وفي أيار/ مايو الماضي، أنهت “قسد” بدعم من قبل قوات التحالف الدولي، عمليات تنظيمية وتقنية أمنية وصحية في سجن الصناعة.

وشملت العمليات، التي جرت في الفترة ما بين السابع والثاني عشر من أيار/ مايو الحالي، “معاينة بناء السجن، وإعادة تنظيم سجلات المعتقلين، وكذلك إصلاح التقنيات الأمنية ضمن المهاجع، واتخاذ المزيد من الإجراءات الأمنية المناسبة”.

وفي الثامن والتاسع من أيلول/ سبتمبر من العام الفائت، نفذ معتقلو التنظيم في السجن نفسه، عصياناً وسط طوق أمني فرضته قوات التدخل السريع التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في محيط المنطقة.

ودخل وفد من التحالف الدولي إلى السجن، حينها، وسط استنفار أمني في محيطه.

ونقل مراسل نورث برس، عن مصدر في السجن، أن مطالب معتقلي “داعش” تنحصر في توضيح مصيرهم وفيما إذا كان سيتم محاكمتهم أم لا؟.

وتطالب قوات سوريا الديمقراطية بإنشاء سجون ذات بنية تحتية جيدة تتيح إمكانية تأمين حماية أفضل للمئات من عناصر التنظيم.

هجوم في العراق

وفي العراق، نفذ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فجر الجمعة، هجوماً في محافظة ديالى قضى فيه 11 عنصراً من الجيش العراقي بينهم ضابط.

ونعت قيادة العمليات المشتركة ضابطاً وجنوداً من السرية الأولى في لواء المشاة الثاني بالفرقة الأولى في الجيش العراقي بمنطقة أم الكرامي بناحية العظيم التابعة لديالى.

وتوعد الجيش العراقي منفذي الهجوم بـ”القصاص العادل قريباً”، وشدد على أن الرد سيكون “قاسياً”.

وقالت قيادة عمليات غرب نينوى، إن عناصر “داعش” الهاربين من السجون السورية لا قدرة لهم على تجاوز الحدود العراقية.

وشدد الناطق باسم القوات العراقية يحيى رسول في تصريحات صحفية، على ضرورة تفعيل الجهد الاستخباراتي وتنفيذ العمليات الاستباقية ضد خلايا التنظيم.

إلى ذلك، قال مصدر أمني في شنكال غربي نينوى العراقية، الجمعة، إن طائرة مسيرة تركية نفذت هجوماً بالقرب من وادي شيلو استهدفت عربتين.

وقال المصدر لنورث برس، إن القصف المسير استهدف عربتين وأدى إلى احتراقهما.

وقضى في الهجوم عنصران من وحدات مقاومة شنكال وأصيب اثنان آخران، بحسب المصدر.

وفي الخامس والعشرين من الشهر الفائت، قال المركز الإعلامي لقسد، إن وحدات المهام الخاصة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية وبدعم ومشاركة من قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش” اعتقلت محمد عبد العواد الملقب بـ“رشيد”، المكلف بالتخطيط لاقتحام سجن غويران في مدينة الحسكة.

وأضاف أن مخططاً للهجوم، حينها، تضمن عمليات “إرهابية” واسعة تشمل تفجير سيارات مفخخة في بوابة السجن ومن ثم الاقتحام بواسطة 14 انتحارياً، وإدخال المتفجرات والأسلحة “165 كلاشينكوف وجعب كاملة الذخيرة والقنابل” وتوزيعها على المعتقلين بعد كسر البوابات وإحداث الفوضى، ومن ثم السيطرة على السجن والمنطقة المحيطة.

ورغم الإعلان عن اعتقال الخلية التي كان يقودها “العواد”، شن التنظيم هجومه يوم أمس بالاعتماد على خلايا أخرى له في المنطقة.

وما تزال الاشتباكات تتكرر في الزهور، بينما تستهدف وحدات لقوات سوريا الديمقراطية وطيران التحالف الدولي مواقع محددة.

إعداد: جيندار عبد القادر- تحرير: حكيم أحمد