أربيل- نورث برس
شهد العراق في الآونة الاخيرة سلسلة هجمات استهدفت مقار أحزاب وجهات دبلوماسية في العراق، في ظل صراع سياسي تعيشه البلاد، وهي بصدد تشكيل حكومة جديدة.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لاتخاذ أشد التدابير للكشف عن مستهدفي مقار الأحزاب.
وتتزامن الهجمات مع محاولات تشكيل الحكومة وسط الخلاف الجاري بين الفرقاء، وسط تحذيرات من أن تتحول المنافسة السياسية على الحكم إلى نوع من الصراع المسلح.
وينقسم التمثيل السياسي للشيعية في البرلمان بوضوح إلى كتلتين رئيسيتين، الأولى هي “التيار الذي يقوده الصدر ويدعو إلى حكومة أغلبية، أما الكتلة الشيعية الأخرى فهي الإطار التنسيقي وهو ائتلاف مجموعة قوى بعضها منيت بخسارة في الانتخابات السابقة وتدعو إلى حكومة توافقية”.
ويضم الإطار التنسيقي قوى منضوية في ما يعرف بـ “محور المقاومة”، ما يوحي أنها تحمل نوع من التوجه الإيراني في المنطقة.
سلسلة هجمات
والجمعة الفائت، تعرض مقر حزب “تقدم” الذي يتزعمه رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي المنتخب مؤخراً لولاية ثانية على رأس البرلمان، لهجوم بعبوات ناسفة.
واستنكر حزب “تقدم” استهداف مقره في بغداد من قبل مجموعة وصفها بـ “الخارجة عن القانون”، وقال إن الهجوم يتزامن مع “الإنجازات التي نحققها بالتعاون مع شركاء الوطن”.
وقبل ذلك استهدف هجوم صاروخي، المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، حسب ما أعلنته خلية الإعلام الأمني العراقية.
أما الهجوم الأخير الذي وقع أمس الأربعاء، فقد كان من نصيب نائب رئيس البرلمان شاخوان عبدالله، المحسوب على الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث تعرض مكتبه في كركوك لهجوم بـ رمانات يدوية.
هذه الهجمات تأتي في ظل توتر ناتج عن الخلافات حول تشكيل حكومة جديدة، لا سيما بين الأطراف الشيعية.
وأتهم الصدر في تغريدة بعض المحسوبين على القوى السياسية المعترضة على الانتخابات السابقة وعلى حكومة الأغلبية الوطنية حالياً، باللجوء إلى العنف واستهداف مقار الأحزاب الموالية لحكومة الأغلبية، وقال “هذا أمر لا يرتضيه العقل والشرع والقانون”.
اتهام “مدعي المقاومة”
وأضاف، أنه “ليس من المنطقي أن يلجأ السياسي للعنف إذا لم يحصل على مبتغاه، فالسياسة يوم لك ويوم عليك”.
مبينا أنه “ليس على مدعي المقاومة أن يستهدف العراقيين فهذا يزيد من تفاقم الوضع الأمني ويشوه سمعتها بين الشعب”.
وفي رسالة مبطنة الى جهة شيعية على ما يبدو قال الصدر “أدبوا رعاياكم كما أدبنا، فالمذهب يحفظ بسمعته لا بالعنف والتعدي على الآخرين، واتقوا الله وأحسنوا ولا تفسدوا إن الله لا يحب الفساد”.
ويفسر حديث الصدر أنه موجه لجهات موالية لإيران خسرت في الانتخابات المبكرة.
ودعا النائب الثاني لرئيس البرلمان شاخوان عبدالله، أمس الأربعاء، الأجهزة الأمنية إلى ملاحقة المهاجمين ومعالجة الخروقات وتفعيل الجهد الاستخباراتي.
وقال عبد الله في بيان “ندين وبشدة العمل الإرهابي الذي استهدف مساء اليوم الأربعاء مكتبنا في محافظة كركوك”.
وعدّ الهجوم “محاولة يائسة لزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة”.
وأضاف، أن “استهداف مكتبنا في كركوك لن يثني عزيمتنا الوطنية والعمل داخل المؤسسة التشريعية لخدمة المواطنين”.
وقالت وسائل إعلام إن عبوة ناسفة انفجرت مساء الأربعاء بالقرب من المصرف الاسلامي في شارع الاستقلال في البصرة، تلتها أخرى بالقرب من شركة محلية في منطقة مناوي باشا في نفس المدينة.
وقبل يومين شهدت منطقة الكرادة انفجارين بقنابل صوتية اسفر أحده عن إصابة شخصين بجروح.
من جهته قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في تصريح صحفي إن “جهات استخبارية تعمل للتوصل لمنفذي الاستهدافات الأخيرة”، فيما أشار الى ان “القوات المسلحة تعمل بعيداً عن التدخلات السياسية”.
وأضاف، أن “واجب القوات الأمنية حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية”.