سرقة الكابلات تحرم أحياء في منبج الكهرباء
منبج ـ نورث برس
منذ قرابة الشهرين لم يتمكن محمد السلال من سكان مدينة منبج شمالي سوريا، من تشغيل الغطاس لتعبئة مياه الشرب لمنزله من البئر الموجود أمامه بسبب انقطاع الكهرباء عن الحي بعد عملية سرقة لكابلات المحولة الكهربائية قام بها أشخاص مجهولون.
ولا يطيق الرجل الستيني تحمل تكاليف شراء صهاريج المياه كل يومين أو ثلاثة.
يقول لنورث برس: “كنت أعطي الماء لجميع سكان الحي وأسدّ احتياجات منزلي واليوم أنا بلا ماء بسبب انقطاع الكهرباء”.
وتتكرر حوادث سرقة كابلات المحولات الكهربائية في بعض أحياء منبج، ما ينتج عنها انقطاع التيار الكهربائي وخروج المحولات عن الخدمة أياماً وأسابيع ريثما تتم أعمال الصيانة.
يقول “السلال” إن شركة الكهرباء استجابت لمطالب السكان بعد جهد كبير وعدة محاولات، وقاموا بوضع كابلات وفاصمات جديدة ولكن قبل ثلاثة أيام أعيد سرقة الكابلات والفاصمات بعد كسر أقفال المحولات.
وبلغ عدد المراكز التي سرقت منها الكابلات والفاصمات في منبج ١١ مركزاً بلغت قيمتها نحو ٣٣ ألف دولار، بحسب شركة الكهرباء في منبج.
وتتركز معظم حوادث سرقة كابلات الكهرباء في فترات انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة.
وتقع الأحياء التي تتعرض لسرقة الكابلات الكهربائية على أطراف المدينة، بحسب السكان.
عدم تنسيق واستجابة
ويستخرج سارقوا الكابلات النحاس بعد حرقها وبيعها لتجار الخردة، بحسب سكان في المدينة.
ويرى الرجل أن على شركة الكهرباء التنسيق مع القوات الأمنية في منبج لوضع حد للسرقات التي أصبحت ظاهرة تتفشى بشكل كبير.
من جهته تذمر جمعة مصيطف (٤٠ عاماً)، من عدم استجابة شركة الكهرباء في منبج، لمطالبهم بتزويد كابلات ولوازم كهربائية أخرى، فمنذ نحو شهر لم تصل الكهرباء حي الحزاونة الذي يسكنه.
وقال لنورث برس، إن معظم حالات السرقة تحدث في فترات انقطاع الكهرباء عن المدينة اذ يستغل السارقون هذه الفترة كي يقوموا بقطع الكابلات تجنباً لصعقات كهربائية.
ويضم حي الحزاونة في منبج قرابة ألف منزل تصلها الكهرباء من ثلاثة محولات كهربائية.
والآن لا تعمل إحدى هذه المحولات الثلاثة في الحي نتيجة سرقة كابلاتها ما تسبب بقطع التيار الكهربائي عن نحو ٣٥٠ منزلاً، بحسب “مصيطف”.
يقول الرجل إن سكان الحي تشاركوا فيما بينهم في شراء كابلات جديدة قبل شهر، “شركة الكهرباء لم تستجب لمطالبنا بالاستبدال بحجة عدم وجود ميزانية كافية”.
إمكانيات محدودة
من جهتها قالت مها أحمد، وهي الرئيسة المشاركة لشركة الكهرباء في منبج، إن السارقين اتّبعوا طرقاً خاصة لتفكيك المحولات وسحب النحاس من الأكبال وبيعه.
وقامت شركة الكهرباء بصيانة ثمانية مراكز في المدينة، من أصل ١١ مركزاً تعرضت للسرقة، بحسب مديرية الكهرباء في منبج.
فيما لم تتم صيانة مراكز الأسدية، وقبان الحمام، والعجلاني، جنوبي المدينة، بحسب أحمد.
ومراكز الكهرباء في منبج هي غرف موزعة على نحو ٢٥ حي في المدينة لتغذي المحولات بالكهرباء القادمة من الشركة.
ورغم تكرار حالات السرقة لمراكز الكهرباء في منبج لم تخصص شركة الكهرباء حراساً لها، وفقاً لسكان المدينة.
وبحسب “أحمد” إن نظام التقنين المتبع لدى شركة الكهرباء في منبج أصبح 12 ساعة، لمنع حوادث السرقة.
وتصل الكهرباء إلى المدينة من الرابعة عصراً وحتى الرابعة صباحاً، بحسب شركة الكهرباء.
وقالت إن الشركة نسقت مع القوات الأمنية في المدينة لتسيير الدوريات ليلاً في أحياء المدينة تفادياً لحدوث السرقات إضافة إلى تركيب أقفال للمراكز الكهربائية.
وأضافت لنورث برس، أن سبب تأخر إصلاح الأضرار الناجمة عن عمليات السرقة في بعض الاحياء إلى قلة الآليات والإمكانات المتاحة.
وتحوي شركة الكهرباء في منبج ورشتين للصيانة، يبلغ عدد موظفيها ١٨ موظفاً، وتعمل فيها ثلاث رافعات في المدينة وواحدة في الريف الجنوبي.
وطالبت “أحمد” السكان في منبج بالتعاون مع شركة الكهرباء ومراقبة المحولات الكهربائية وحمايتها من السرقة، فإمكانيات الصيانة قليلة أغلب الأحيان وسيضطر السكان للانتظار حتى توفرها.