حصر العلاج في دمشق يكبد مرضى السرطان في درعا تكاليف إضافية

درعا- نورث برس

يقول مرضى سرطان في مدينة درعا وريفها، إنهم لا يقوون على التكاليف الباهظة لعلاج المرض، في ظل عدم توفر الأدوية الخاصة به والجرعات الكيميائية في مشافي المحافظة، ما يضطرهم لتحمل عناء السفر، والتكاليف المترتبة عليه، إلى العاصمة دمشق لتلقي العلاج.

وكغالبية المحافظات السورية لا تقدم المراكز الطبية والمشافي العامة والخاصة الموجودة في درعا، أي خدمات علاجية لمرضى السرطان الذين يضطرون للذهاب إلى العاصمة دمشق وتكبد مبالغ إضافية لأجور المواصلات والمنامة.  

وتضم درعا ست مشافٍ حكومية وأربعة خاصة، إلا أنها جميعها تخلو من أي خدمات يمكن تقديمها لمرضى السرطان.

وخلال الأعوام الماضية، ارتفع عدد مرضى السرطان في درعا بنسبة تقدر بـ10%، حيث وصل عددهم إلى ما يقارب 700 مريض معظمهم من الرجال، بحسب كوادر طبية تعمل في المشافي الحكومية.

وتعتبر سرطانات الكولون والرئة والجلد والبروستات وسرطان الثدي وعنق الرحم والدم من أن أكثر أنواع المرض شيوعاً في درعا.

ويقول زكريا الحمود (45  عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة درعا، إنه يضطر لاستدانة المال من أقاربه وأصحابه لعلاج طفله المريض بالسرطان في دمشق.

ويشير الوالد إلى أن طفله يخضع لجلسات علاج كيميائي شهرياً في العاصمة، تصل تكلفة الرحلة الواحدة إلى ما يقارب 400 ألف ليرة سورية، ما بين أجور مواصلات وأدوية يضطر لشرائها على نفقته الخاصة.

ومنذ أربعة أعوام، يعاني طفل “الحمود” البالغ من العمر (14 عاماً) من سرطان بالدم وابتعد عن مقاعد الدراسة بسبب الآلام التي يعانيها وتصيب جميع أنحاء جسده.

ويعمل “الحمود” في ورشة لنجارة الباطون مقابل أجر يومي لا يتجاوز عشرة آلاف ليرة سورية، “وهو غير كافٍ لتأمين حاجيات عائلتي الأساسية بشكل يومي”.

ويضيف الوالد، المغلوب على أمره، إن المنزل الذي يسكنه ليس ملكاً له “لو كنت أملك منزلاً لما ترددت في بيعه مقابل تأمين الأدوية والعلاج لطفلي”.

ويقول مرضى سرطان إن “المركزية المفرطة” في القطاع الصحي الخاص في علاج الأورام الخبيثة، جعلت المرضى ينتظرون في طوابير طويلة ولساعات داخل قسم العلاج الكيميائي في مشافي دمشق الحكومية، إضافة إلى تكبيدهم تكاليف السفر إلى دمشق.

ويرجع معتصم الجبر (46 عاماً) وهو اسم مستعار لطبيب اختصاص أورام في مدينة درعا، غياب الرعاية الصحية بمرضى السرطان في درعا إلى عدة أسباب أبرزها “غياب دعم وزارة الصحة الحكومية لمراكز صحية تعنى متابعة أحوال المرضى من أدوية وتحاليل وجرعات كيميائية”.

ويشير الطبيب إلى أنه هناك نقصاً كبيراً في الكوادر الطبية المختصة في الأورام، حيث سجلت درعا خلال الأعوام الأخيرة مغادرة أكثر من 20 طبيباً البلاد، بهدف البحث عن فرص عمل أفضل في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في المحافظة.

ورغم انتهاء عمليات التسوية الثانية في درعا منذ قرابة شهرين، إلا أن الوضع الأمني يستمر في التدهور إذ تسجل المحافظة بشكل يومي حوادث اختطاف وقتل واغتيال إلى جانب الاعتقالات التي تنفذها القوات الحكومية، دون الكشف عن المتورطين في هكذا عمليات.

وتنوي مريم الحسن (65 عاماً) وهو اسم مستعار لمريضة بسرطان الثدي، السفر إلى السعودية واستكمال علاجها حيث يتواجد أحد أبناءها هناك.

وتقول السيدة الستينية، إن الخروج من سوريا لم يكن ضمن مخططاتها، إلا أن المتاعب التي تعاني منها نتيجة ذهابها بشكل شهري إلى دمشق لتلقي العلاج، دفتعها للتخطيط للسفر.

وتضيف “الحسن” التي تعاني من المرض منذ ثمانية أعوام: “تعبت من الحالة التي وصلت إليها بالرغم من دخولي المشافي الخاصة في الكثير من الأحيان وتلقي العلاج والجرعات الكيميائية، إضافة لغلاء العلاج في المشافي الخاصة فسعر الجرعة الواحدة والأدوية تصل لأكثر من مليوني ليرة سورية”.

إعداد: مؤيد الأشقر- تحرير: سوزدار محمد