سكان في أعزاز: استهتار وترهل الأجهزة الأمنية يساهم في ازدياد الفلتان الأمني

أعزاز- نورث برس

يقول سكان ونازحون في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، إن استهتار عناصر فصائل المعارضة المسلحة المسيطرة على مداخل المدن ومخارجها وعدم تفتيش السيارات العسكرية على الحواجز، يسبب تكرار حدوث تفجيرات بعبوات ناسفة وسيارات ودراجات نارية مفخخة في مناطق سيطرتها.

ويشير هؤلاء إلى أن ترهل الأجهزة الأمنية، يساهم في ازدياد حالة الفلتان الأمني في أعزاز وغيرها من مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا في سوريا.

والخميس الماضي، شهدت مدينتي الباب وأعزاز عدة انفجارات متتالية، خلفت قتلى وجرحى.

وقتل مسؤول قسم الانضباط في فصيل الشرطة العسكرية وأصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة، إثر انفجار عبوة ناسفة موضوعة في سيارة مسؤول الانضباط أمام مبنى المواصلات في اعزاز.

وفي ذات اليوم، شهدت مدينة الباب بريف حلب الشرقي انفجارين، خلفا قتيلاً وجريحاً، بالإضافة لأضرار مادية لحقت بالمكان.

وبعده بيومين، قتل عنصران من تجمع “الجبهة السورية للتحرير” المعروفة بـ “جسل”، في انفجار عبوة ناسفة داخل مقر لهم بناحية جنديرس بريف عفرين.

وأسفر الانفجار عن أضرار مادية كبيرة في المقر، كما شهد المكان استنفاراً عسكرياً كبيراً للفصائل والشرطة العسكرية وسط إخلاء القتلى من المقر.

وفي الثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أصيب عنصر في فصيل “جيش الشمال” التابع للمعارضة الموالية لتركيا بانفجار عبوة ناسفة في سيارته بالحي الشرقي لمدينة أعزاز.

ومنذ تموز/ يوليو 2012  تخضع أعزاز والقرى المحيطة بها لسيطرة فصائل مسلحة موالية لتركيا وتضم أجهزة أمنية عدة كالشرطة العسكرية والشرطة المدنية وجهاز أمن الدولة ومكافحة المخدرات، بعضها تابعة للفصائل وأخرى للقوات التركية.

وقال محمد رمضو وهو اسم مستعار لمحامٍ في أعزاز إن الثغرة الأساسية في الملف الأمني هي التشابكات والتداخلات التي تحصل بين مجموعات الفصائل من جهة والأجهزة الأمنية كالشرطة العسكرية والمخابرات من جهة أخرى.

وأشار إلى أن عمليات التفتيش التي تحصل على الحواجز، “تخضع للمزاجية أكثر من أنها أداة أمنية” وأن السيارات العسكرية المارة على الحواجز ونقاط التفتيش لا يتم تفتيش عناصرها.

ووفقاً لسكان محليون في أعزاز، فإن الاستعدادات والاستنفارات من الفصائل وعناصر الشرطة في المدينة تتوفر فقط بعد حدوث التفجيرات وسقوط قتلى وجرحى، “ليبدأ بعدها تحقيق لا يفيد بشيء”، على حد قولهم.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2020، أحدثت مديرية أمن أعزاز التابعة لقيادة قوات الشرطة والأمن العام الوطني قسم التدخل السريع في المنطقة.

لكن سكاناً رأوا أن دور تلك القوات “لا يجدي نفعاً” رغم أنها تجوب شوارع وأحياء المدينة بشكل دوري.

واتهم عدنان عكاش (39 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة أعزاز “عملاء النظام” وخلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بالوقوف وراء التفجيرات التي تستهدف المدينة.

وأشار إلى عجز الأجهزة الأمنية في ضبط حالة الفلتان الأمني، “وتحملها جزءاً من النتائج التي تتسبب بها تلك التفجيرات”.

إعداد: فاروق حمو – تحرير: سوزدار محمد