الشوندر السكري من أهم الزراعات إلى علف للماشية في سهل الغاب
حماة – نورث برس
تحول الشوندر السكري من أهم الزراعات في سهل الغاب إلى علف للماشية بعد نزوح معظم السكان فضلاً عن خروج معمل سكر جسر الشغور غرب إدلب عن العمل بشكل نهائي عام 2016 بسبب تعرضه للقصف.
ومنذ عام 2015، تراجعت الزراعات بشكل عام في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وتقدمها الشوندر السكري، بسبب عمليات القصف المتبادل، بين فصائل المعارضة السورية وقوات الحكومة، الذي تشهده المنطقة.
ومنذ ثلاث سنوات، عزف نايف الخلف (43 عاماً) وهو من قرية القاهرة بسهل الغاب، عن زراعة الشوندر.
وقال إنها بدأت بالتراجع بشكل تدريجي إلى أن توقفت بشكل شبه كامل مطلع عام 2020، بعد أن فاقت تكاليف زراعتها مردود بيعها وغياب مصادر التصريف.
وتسبب القصف المتبادل والمكثف على كافة مناطق سهل الغاب، بإغلاق الطريق الوحيد إلى معمل سكر سلحب غرب حماة، حيث تم إغلاقه عام 2015، بحسب ما قال “الخلف” لنورث برس.
وتشتهر منطقة سهل الغاب بإنتاج الشوندر السكري على مستوى سوريا، نظراً لوفرة المياه فيها وخصوبة تربتها، إلّا أنّ سنوات الحرب انعكست سلباً عليها.
وقبل بدء الحرب في البلاد، كان يزرع “الخلف” سنوياً، “أكثر من عشرين دونماً من الشوندر وكانت تدر عليه أرباحاً كبيرة”.
ويضم سهل الغاب ناحيتين أساسيتين لزراعة الشوندر، وهما ناحية قلعة المضيق وتمتد من مدينة قلعة المضيق جنوباً حتى بلدة الحواش شمالاً، وناحية الزيارة في القسم الشمالي وتمتد من قرية القرقور شمالاً حتى قرية العمقية جنوباً.
وتخضع ناحية قلعة المضيق لسيطرة الحكومة السورية، في حين تخضع ناحية زيارة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
تكاليف كبيرة
ويحتاج الشوندر لرعاية كبيرة على عكس المحاصيل الأخرى، إذ يحتاج لكميات كبيرة من المياه والأسمدة والمبيدات الحشرية، “والتي باتت أسعارها مرتفعة جداً”، بحسب محمد الياسين (52 عاماً” وهو من مزارعي ناحية الزيارة.
وقال “الياسين” لنورث برس: “سعر برميل المازوت المستورد يزيد اليوم عن (175 دولاراً)، وطن السماد بمختلف أنواعه لا يقل عن 750 دولاراً، وهاتين المادتين من المواد الأساسية لزراعة الشوندر والتي لا يمكن التخلي عنهما”.
وبحسبة بسيطة، يرى المزارع أن تكلفة الدونم الواحد اليوم باتت تزيد عن 250 دولاراً في حين أن سعره في موسم الحصاد لا يتجاوز الـ 120 دولاراً “إن أردت بيعه لرعاة الأغنام”.
وأجبر ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية والأسمدة والمحروقات، “الياسين” على الانتقال إلى زراعات أقل تكلفة، كالزراعات التي تتحمل العطش، وبعض أنواع الخضراوات الشتوية التي تعتمد على مياه الأمطار.
واستغنى عن زراعة الشوندر التي كانت وعلى مدى أكثر من 25 عاماً مصدر دخله الأساسي، شأنه في ذلك شأن الكثير من المزارعين في المنطقة.
ووصف خالد الأطرش وهو مهندس زراعي من نازحي سهل الغاب في إدلب، المنطقة بأنها تعتبر من مناطق الاستقرار الأولى والمناسبة لزراعة الشوندر السكري علاوة أن الأرض خصبة.
ولكن الذي يحول ويمنع الزراعة هو عدم وجود سوق تصريف لعدم وجود معامل للسكر وخاصة معمل جسر الشغور الذي خرج عن نطاق الخدمة منذ العام 2014.
وأشار إلى أن أحد الأسباب الأخرى التي أجبرت المزارعين على العزوف عن زراعة الشوندر هو “فقدان البذار الموثوق”.
وكانت الحكومة السورية تستورد البذار البلجيكية والألمانية ووحيد الجنين، وكان يزرع على عروتين عروة خريفية تزرع في كانون الأول وعروة ربيعية تزرع في شهر شباط.
وفي السابق، كانت منطقة سهل الغاب تزرع نحو 20 بالمئة من الخطة الزراعية المقررة لكل عام.
وكان يقدر إنتاج الدونم الواحد بنحو 10 أطنان، وما كان يزيد عن الخطة السنوية إما يتم تسويقه لمعامل أخرى أو يضمن للأغنام، وفقاً لـ”الأطرش”.