مسؤول المخيمات بشمال شرقي سوريا يحذر من الخطر القادم مع تزايد حالات القتل في مخيم الهول
الحسكة – دلسوز يوسف / جيندار عبدالقادر – نورث برس
يشهد مخيم الهول الذي يضم الآلاف من زوجات وأطفال عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية" (داعش) تزايداً في حالات القتل وحرق المخيمات، ما ينذر بانتعاش الخلايا النائمة للتنظيم مجدداً، في الوقت الذي تؤكد فيه الإدارة الذاتية على أن قرار مجلس الأمن الأخير بإغلاق معابر الحدودية مع شمال شرقي سوريا، يزيد من عبء إدارة المخيم.
وأصبح مخيم الهول الذي تديره الإدارة الذاتية بؤرة لضحايا زوجات عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث تتالت جرائم القتل، وحرق الخيم والضرب والتهديد، في الأسبوعين الأخيرين بحق اللاجئين العراقيين، وعائلات عناصر التنظيم الذين يرفضون فكر التنظيم المتشدد، دون الوصول إلى الجناة بسبب الاختلاط الحاصل في مسألة اللباس الذي ترتديه نساء التنظيم داخل المخيم.
"نورث برس" التقت مسؤول مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية بشمال شرقي سوريا، شيخموس أحمد والذي أكد على أن "زوجات عناصر التنظيم قمن بتنظيم أنفسهن من جديد، وتشكيل محاكم خاصة بهن في مخيم الهول، لمحاكمة اللواتي يحاولن الابتعاد عن التنظيم والاندماج مع المجتمع، ما خلق فوضى عارمة بأرجاء المخيم، وزاد من جرائم القتل والضرب والحرق للخيم".
وأضاف أحمد أن "خروج المنظمات الإنسانية والإغاثية من المنطقة، عقب الهجمات التركية، شكل فراغاً كبيراً بالنسبة للإدارة الذاتية لتحمل عبء إدارة مخيم الهول، خاصة مع استثناء قرار مجلس الأمن الأخير للمعابر الحدودية مع شمالي سوريا، لإدخال المساعدات".
وأعلن مجلس الأمن في جلسته السنوية عن آلية أيصال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السورية في الـ /10/ من كانون الثاني / يناير الجاري، موافقته بالاعتماد على معبرين حدوديين فقط، وهما معبرا "باب الهوى، باب السلامة" على الحدود التركية – السورية، واستثناء معابر الحدودية مع العراق والأردن، بعد فيتو روسي.
وأشار أحمد، بأن "حالة الفوضى وتمرد زوجات عناصر التنظيم سبقت مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، بمناشدة النساء في مخيم الهول بالعصيان والتمرد، ومهاجمة القوات الأمنية، ففي إحدى المرات قامت سيدة طاجيكية بقتل حفيدتها على خلفية رفضها فكر التنظيم المتشدد".
وتابع "تستمد تلك النسوة قوتهن من فكر التنظيم المتطرف، والادعاء بأن دولة الإسلام باقية، وأنها لم تنهار، مع اعتبار مخيم الهول دولتهن المصغرة، والبدء منها بنشر فكرها المتطرف في عموم العالم".
وحيال انتعاش التنظيم مجدداً داخل المخيم، قال المسؤول "النساء هم الطليعة التي تعيد أحياء التنظيم برفقة أطفالهن، الذين هم وقود الحرب القادمة، فهؤلاء الاطفال تدربوا سابقاً وبلغ تعدادهم الآلاف، ويسمون أنفسهم (أشبال الخلافة)، فيتم تدريبهم على يد أمهاتهم لخلق فوضى، لتشكل النساء برفقة أطفالهن الوجه الجديد للتنظيم".
وشدد أحمد، على أنه في حال عدم استعادة الدول المعنية لرعاياها ودعم قوات سوريا الديمقراطية للحد من تمدد الفكر "الداعشي"، "فخطر الإرهاب قادم وستشمل العالم بأسره وليس مناطق شمال وشرقي سوريا فقط".
وكانت أشارت فرنسا قبل نحو 4 أيام، إلى أن مخيمات النازحين في شمال شرقي سوريا، تعاني من وضع إنساني صعب، يحتمل أن تتحول إلى "قنبلة موقوتة".
ومع إغلاق معبرين حدوديين مع العراق مخصصين لإدخال المساعدات الإنسانية إليها، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بأن مخيمات النازحين في شمال شرقي سوريا تعاني وضعاً إنسانياً "مقلقا جدا" وقد تتحول إلى "قنبلة موقوتة".
وتحدث لودريان أمام لجنة الخارجية في الجمعية الوطنية، قائلاً: إن "الوضع الإنساني في المخيمات يثير قلقا متزايدا، وقد يتطور إلى ما يشبه (قنبلة موقوتة) تهدد بتفجير الوضع في (مخيمي) روج والهول".