مزارعو التفاح في السويداء يواجهون صعوبات لتسويق محصولهم

السويداء- نورث برس

يواجه مزارعو تفاح في مدينة السويداء وريفها، جنوبي سوريا، ممن حفظوا محصولهم في برادات، صعوبة في التسويق ما يعرضهم لخسائر بسبب تلف قسم من المحصول في ظل انقطاع الكهرباء المتكرر ونقص الوقود.

وقال حسام حديفة (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لمزارع من بلدة الكفر، جنوب السويداء، إن محاولة تسويق محصول التفاح ذاتياً إلى دمشق أمر صعب ومكلف، “فالكيلوغرام الواحد من التفاح يكلف 400 ليرة سورية ليصل إلى سوق الهال بدمشق”.

وأشار إلى أن أجرة نقل سيارة من التفاح إلى دمشق تبلغ 250 ألف ليرة سورية، “إلى جانب ما يتم دفعه للحواجز الحكومية على الطريق الواصل بين السويداء ودمشق”.

 وفي هذه الأثناء، يضطر مزارعون لبيع محصولهم للمؤسسة السورية للتجارة التي تحدد السعر والنوع الذي ترغب به، بحسب “حديفة”.

ووفقاً لمزارعين محليين، فإن السورية للتجارة لا تشتري من المزارعين غير ثلث محصولهم، “فلا تأخذ غير النوعية الأولى والثانية من التفاح ولا تدفع الثمن إلا بعد شهر أو شهرين”.

ويتراوح سعر الكيلوغرام من النوعية الأولى للتفاح في السويداء ما بين 1500 و1600 ليرة سورية.

وتضم المحافظة أكثر من ثلاثة ملايين شجرة تفاح تتوزع في مناطق ظهر الجبل وعرمان وسالي وقنوات وبوسان.

ويبيع بعض المزارعين موسمهم أثناء القطاف لتجار غالباً ما يشترون بسعر أعلى بقليل مما تحدده “السورية للتجارة”، بالإضافة لأن التاجر يشتري كل أنواع التفاح من النوع الأول إلى الرابع.

إلا أن أغلب التجار يشترون المحصول وفق ما يعرف محلياً بـ “الدوغما”، أي يشتري التاجر كامل الإنتاج بجميع أنواع التفاح، ولكن قد تقدر الكمية بأقل من وزنها الحقيقي بنحو طنين أو ثلاثة لصالح التاجر، بحسب مزارعين.

وفي هذه الأثناء، لا يبقى لمزارعي التفاح سوى بيع محصولهم لمعمل “عصير الجبل” ولكن عدم استيعاب المعمل لكافة الكميات، يبقي أطناناً مكدسة من التفاح يصعب تصريفها.

فيما يلجأ آخرون ولتعويض خسائرهم لصناعة دبس التفاح ولكن عدم توفر سوق لتسويق هذا الدبس يعرضهم لخسائر أكبر.

ومع بدء التحضيرات لرش أشجار التفاح بالمبيدات الحشرية، يشتكي مزارعون من سوء نوعية المبيدات وغلاء تكاليف تقليم الأشجار.

 ويصل تقليم الدونم الواحد من أشجار التفاح لأكثر من 60 ألف ليرة سورية، بالإضافة لتكاليف الحراثة وتأمين وقود المازوت (الديزل) الذي يصل سعر الليتر الواحد منه في الأسواق لأكثر من ثلاثة آلاف ليرة.

وقال هشام كيوان (40 عاماً)، وهو اسم مستعار لمزارع في قرية مياماس في الريف الشرقي للسويداء، إنهم يضطرون لرش كميات كثيرة من المبيدات “لقلة فعاليتها”.

وأشار إلى أن أشجار التفاح تحتاج لما يقارب لستة رشات في العام الواحد لمعالجتها من الأمراض وتتراوح تكلفة رشة الدونم الواحد كل مرة ما بين 50 ألفاً و60 ألف ليرة سورية.

إعداد: لما العلي-  تحرير: سوزدار محمد