أهداف قصف إسرائيل لمطار "تي فور" ودوافعه

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

قالت مصادر أمنية في تل أبيب لـ"نورث برس" إن القصف الذي نفذته طائرات حربية إسرائيلية على مطار "تي فور" العسكري في ريف حمص الشرقي الليلة الفائتة، استهدف مخازن أسلحة إيرانية في المطار، يتم نقلها لاحقاً إلى حزب الله في لبنان.

 

واعتبرت هذه المصادر أن مطار "تي فور" يُعتبرُ عنوان التموضع الإيراني في سوريا بل ويساويه؛ لذلك فإن استهداف إسرائيل لهذا المطار يعني مكافحة ومحاربة معنوية ومادية لهذا التموضع.. فهذا المطار يمثل مركز ومقر العمليات الإيرانية في سوريا، علاوة على تواجد قوات إيرانية فيه ومجموعات مسلحة موالية لها.

 

الصحفي من عرب إسرائيل عمر ربيع أكد لـ"نورث برس"، أنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل هذا المطار في حمص، وسبق لها أن تبنت بعض عمليات القصف التي نفذتها ضده.

 

ولعل المكالمة الهاتفية التي أجراها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الليلة الماضية، بعد وقت قصير من قصف مطار "تي فور"، توحي ضمناً أن إسرائيل تقف خلف القصف الأخير. وتحدث بومبيو في تغريدة على تويتر عن اتصاله مع نتنياهو، مشدداً فيه على التزام واشنطن بحماية أمن إسرائيل.

 

ويؤكد عمر ربيع أن مطار "تي فور" له أهمية كبيرة للإيرانيين ويُعتبر استراتيجياً بالنسبة لتموضعهم بالمنطقة.. ففيه مستودعات أسلحة تجلبها الجمهورية الإسلامية وتنقل بعضها إلى لبنان وهو ما يقض مضجع إسرائيل ويقلقها بشكل دائم، الأمر الذي يجعل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في وضعية المراقبة الدائمة له ولأي تحرك فيه.

 

يأتي هذا القصف الإسرائيلي وسط تقييم لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مفاده "أن الفرصة مواتية الآن لتكثيف القصف ضد القوات الإيرانية في سوريا".

 

ويفسر عمر ربيع لـ"نورث برس" دوافع التقييم الاستخباري الإسرائيلي المذكور، بأن الدوائر الأمنية في تل أبيب تعتقد أن احتمالية الحرب مع إيران باتت ضئيلة وأقل مما سبق لثلاثة عوامل رئيسية، أبرزها:

 

أولاً: إيران تعيش أسوأ أوضاعها منذ الثورة الخمينية عام 1979، وذلك بفعل العقوبات الأمريكية التي خنقت إيران اقتصادياً وسياسياً.

 

ثانياً: البلاد التي تمتلك إيران نفوذا فيها مثل لبنان وسوريا والعراق تشهد احتجاجات ضد التأثير الإيراني والطبقة السياسية الموالية لطهران، ناهيك عن احتجاجات مطلبية في قلب الجمهورية الإسلامية نفسها.

 

ثالثا: اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني شكل ضربة معنوية ومادية لمشروع تصدير الثورة الإيرانية العابرة للحدود.

 

ولهذا، تبدو ما سبق بمثابة عوامل تعتبرها إسرائيل فرصة سانحة لتكثيف ضرباتها لإيران، وبالتالي فإن المعادلة حسب الجيش الإسرائيلي "كلما قتلنا أكبر عدد ممكن من الجنود الإيرانيين، فإن طهران ستمتنع عن إرسال عدد إضافي وبالتالي تخفيف أعداد الموجودين في سوريا".

 

إلى ذلك، كشف مصدر واسع الاطلاع لـ"نورث برس"، عن أن بعض المعلومات الاستخباراتية "الدقيقة" التي تحصل عليها إسرائيل عن التحركات الإيرانية في سوريا، يكون مصدرها جهات تعمل في الجيش الروسي، فيما مصادر أخرى تمثل اختراقاً في الجيش السوري والميليشيات الموالية لإيران.

 

من ناحية ثانية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين إن إسرائيل تعلم جيدا تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد ساعات من تقرير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الذي رجح امتلاك إيران للسلاح النووي في غضون عامين إذا استمرت بتخصيب اليورانيوم بنفس النسبة.