خدمات طبية محدودة يرافقها تكاليف إضافية تثقل كاهل مرضى مخيم شمال الرقة
الرقة – نورث برس
أعرب ذوو مرضى في مخيم تل السمن شمال الرقة، عن تذمرهم من سوء أوضاع مرضاهم وتكبدهم تكاليف مادية مرتفعة للعلاج أثناء نقلهم خارج المخيم في المشافي الخاصة أو عيادات الأطباء.
وقالت كوثر الخليل (37 عاماً) وهي من سكان مخيم تل السمن وأم لستة أبناء، إنها منذ عدة أشهر لم تستطع تأمين الجلسات الخاصة بالعلاج الفيزيائي لابنتها المصابة بضمور دماغي يرافقه تشنجات في العضلات والأوتار في أطرافها.
ودون كلل، تواصل “الخليل” مطالبة إدارة المخيم بتأمين احتياجات طفلتها من أدوية تشنج وبعض الفيتامينات ووسائل نظافة شخصية، لكنها لم تحصل على متطلباتها.
ويبلغ عدد سكان مخيم تل السمن، الذي خصص للنازحين من مدينة تل أبيض وريفها، أكثر من ستة آلاف شخص موزعين على 1200 عائلة، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بينهم نحو 120 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب إدارة المخيم.
ولانعدام الدواء والعلاج، يضطر عبد الكريم العثمان (40 عاماً)، وهو أب لعشرة أطفال، للسفر مرتين إلى ثلاث مرات في الشهر باتجاه مشافي مدينة الرقة لتقديم العلاج لابنه ذو الـ 13 عاماً والمصاب بمرض تلاسيميا الدم.
وفقد “العثمان” إحدى بناته العام الماضي بعمر (11 عاماً) بالمرض ذاته، بعد أن عجز عن تأمين العلاج لها وأكياس الدم التي تحتاجها بشكل متواصل.
وأضاف “العثمان” لنورث برس، إن تكلفة رحلة العلاج الواحدة باتجاه مدينة الرقة تبلغ 50 ألف ليرة سورية، لكنه لا يقوى على دفعها بشكل مستمر بحكم أنه من سكان مخيمات اللجوء ولا يحصل على أي فرصة عمل.
وأقر علي العبو وهو مسؤول قسم الخدمات في مخيم تل السمن، بقلة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى في المخيم، وخاصةً أصحاب الأمراض المزمنة وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويعود نقص الخدمات الطبية لمحدودية إمكانات إدارة المخيم، والضغط الكبير عليها، بالإضافة إلى شح المساعدات الواردة للمخيم، على حد قول “العبو”.
وأضاف “العبو” لنورث برس، أن إغلاق معبر اليعربية/تل كوجر أثر سلبًا على الخدمات المقدمة لسكان المخيم بما فيها الخدمات الصحية وتأمين احتياجات المرضى.
وتعيش معظم مخيمات شمال شرقي سوريا، وضعاً مأساوياً منذ إغلاق معبر اليعربية/تل كوجر قبل نحو عامين، بحسب تصريحات لمسؤولين في الإدارة الذاتية.
وأمس الاثنين، أعلنت الأمم المتحدة، عن تمديد إجراء إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لسوريا بحكم الأمر الواقع لمدة ستة أشهر من دون تصويت جديد في مجلس الأمن، ودون تصريح للحكومة السورية.
ونصّ القرار الجديد على “تمديد لستة أشهر إضافية حتى العاشر من تموز/ يوليو القادم، من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، رابطاً ذلك بتقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً حول المسألة”، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وخلال سنوات الحرب في سوريا، افتتحت الإدارة الذاتية عدة مخيمات في المناطق التي تديرها شمال شرقي البلاد، منها مخيمات “الهول والعريشة ونوروز وواشوكاني وروج”.
وبعد الهجمات العسكرية التركية عامي 2018 و2019 على عفرين وتل أبيض وسري كانيه، افتتحت مخيمات “العودة، وسردم، والشهبا، وعفرين، وتل أبيض، المحمودلي، ومخيمين في مدينة منبج”.