الغلاء بريف الحسكة يثقل على مزارعين أودى الجفاف بدخلهم

تل تمر – نورث برس

لم يفلح عبدالكريم آيو ، وهو من سكان تل تمر شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، عن مادة السكر في محال بيع المواد الغذائية ضمن سوق البلدة.

يقول الرجل الأربعيني، الذي قطع مسافة أكثر من 15 كيلومتراً للوصول من قريته “الكبير “إلى تل تمر، إنه جال على جميع المحال للحصول على عدة كيلوغرامات من السكر لكن دون جدوى.

وتعاني منطقة شمال وشرق سوريا، هذه الأيام نقصاً في توفر مواد غذائية وأساسية وغلاء أخرى، وهو ما يعيده سكان وتجار لعوامل مختلفة أبرزها الاحتكار وإغلاق المعابر والجفاف ونقص الوقود.

ويتهم سكان محليون التجار باحتكار المواد وسط الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وفي ظل إغلاق معبر  سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان الشهر الفائت واستمرار تضييق حواجز حكومة دمشق على الشحنات القادمة من مناطق سيطرتها.

ويشير هؤلاء إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت في الأيام الأخيرة رغم عدم تسجيل ارتفاع لافت في أسعار صرف العملات.

ويعتمد السكان المحليون على زراعة المحاصيل الزراعية التي لم تبلغ الحصاد في الموسم الماضي بسبب الجفاف، وهو ما أطاح لاحقاً بدخلهم من تربية المواشي بسبب فقدان الأعلاف وانخفاض أسعار المواشي الحية.

“أسعار مرتفعة”

يقول ‘‘آيو’’ وهو يقف أمام محل للخضار: ‘‘الأسعار جميعها مرتفعة في السوق، ولم يعد باستطاعتنا شراء احتياجات عائلاتنا بالقدر الكافي، غالبية المواد التموينية متوفرة لكن أسعارها باهظة”.

ويعتمد الرجل في معيشة عائلته، كما معظم سكان المنطقة، على تربية المواشي والزراعة اللتين تكبدتا خسائر في من العام الماضي.

تراجع مستوى دخل بالنسبة لـ ‘‘آيو’’ وضعه أمام تحديات لتأمين مستلزمات العيش لأفراد أسرته.

يتهم الآن الباعة بإيقاف بضاعة قديمة في محالهم في انتظار أسعار أعلى.

وحصل عبدالكريم حيدر، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، على طنين من مادة السكر من شركة نوروز الاستهلاكية التي وزعت قبل أيام كمية على المحال بالتساوي، لكن سرعان ما انتهت بسبب زيادة الطلب عليه.

ومنذ الشهر الفائت، ازداد الطلب على مواد غذائية، أبرزها السكر، بينما تسبب غلاء بعض الأصناف بتراجع الطلب عليها، بحسب باعة في تل تمر.

يقول البائع “حيدر” إن تكاليف الشحنات الواصلة من منطقة سيطرة الحكومة عبر مدينة منبج أصبحت مرتفعة جداً.

المشكلة بقيت واضحة في السوق رغم تكثيف لجنة التموين لدورياتها في البلدة بهدف ضبط الأسواق.

ويعتقد أصحاب محال في تل تمر أن نقص كمية السكر أثر قلقاً بين السكان، وأن الارتياح لن يعود للأسواق إلا بتوفير كميات أكثر من المعتاد من المادة.

متضررون من الجفاف

يقول ‘‘حيدر’’ إن مادة السكر هي المطلب الأساسي حالياً في السوق، بينما تتوفر المواد الأخرى مثل الشاي والزيوت الغذائية، لكنها أسعارها ارتفعت مؤخراً.

ويشير الشاب الثلاثيني إلى أن الخسائر في الزراعة وتربية المواشي جعلت مداخيل سكان المناطق الريفية لا تكفي احتياجات عائلاتهم.

ويضيف: ‘‘حركة السوق ضعيفة جداً، سابقاً كنا نبيع أضعاف ما نبيعه الآن، السبب هو أن البضاعة تدخل المنطقة عبر طرق تهريب مرتفعة التكاليف”.

‘‘ستدمر معيشتنا’’

ووسط الغلاء، يمني المزارعون أنفسهم بتغير في الطقس منذ يوم أمس الاثنين، ما يبشر بتساقط أمطار قد تعوضهم قليلاً هذا العام عن خسائر الموسم الفائت.

يقول محمد الحسن (60 عاماً) إنه بحث “مطولاً” عن السكر في محال البلدة، لكن يبدو أنه سيعود فارغ اليدين إلى منطقة جبل عبدالعزيز التي قدم منها.

ويشير المزارع إلى أنه يشتري الأعلاف بثمن باهظ ليبيع الماشية بسعر قليل لا يكفي ما يلزم عائلته من أغذية.

ويضيف أنه يشتري كيلوغرام التبن بألف ليرة، بينما ثمن رأس الماشية لا يكفي لصفيحة الزيت النباتي، والسكر مفقود في الأسواق.

إعداد: دلسوز يوسف- تحرير: حكيم أحمد