بعد عامين من تسببها بخسائر.. "الدودة الشوكية" تهدد زراعة القطن في الرقة

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

يتخوف مزارعو قطن في أرياف الرقة، شمالي سوريا، من تلف محاصيلهم أو قلة الإنتاج هذا العام بسبب انتشار الدودة الشوكية، بالإضافة لتكبدهم تكاليف إضافية لرش المبيدات الخاصة بمكافحة هذه الآفة.

 

ورغم أن دودة القطن الشوكية تظهر في كل موسم، إلا أن مزارعين يشتكون من انتشارها بنسب أكبر خلال العامين الماضيين، فيما تحذر لجنة الزراعة والري في مدينة الرقة من فشل المحصول إذا زاد انتشار الدودة الشوكية.

 

وتعرف الدودة الشوكية أو دودة القطن بأنها حشرة لا يتجاوز طولها /3/ سم، بيضاء اللون تأكل جوز القطن والزهرة فور صدورها مما يؤدي الى فشل محصول القطن، مثلما حدث في موسم 2018 في الرقة، بحسب لجنة الزراعة والري في مدينة الرقة.

 

وقال المزارع عواد العميري (45عاماً)، الذي زرع /18/ دونماً من محصول القطن في قرية مزرعة الرشيد، /30/ كم غرب مدينة الرقة، إن الدودة الشوكية تهدد الموسم بالتلف، "لأنها تظهر في فترة ظهور أزهار القطن من كل موسم، مسببة تساقط لأجراس القطن قبل نضوجها".

 

ويعتبر "العميري" الدودة الشوكية  أكبر تحدٍّ لمزارعي القطن في الرقة ، "كونها  لا تظهر إلا بعد شهرين من زراعة القطن ووصوله إلى مرحلة الأزهار،  نكون قد أنفقنا تكاليف باهظة من أسمدة ومخصبات وبذور وغيرها من الأيدي العاملة".

 

ويقوم مزارعو القطن في الرقة برش محصول القطن بالمبيدات الحشرية للقضاء على الدودة الشوكية والتي تشكل عبئاً إضافياً  على المزارعين، "فالمبيدات ذات تكاليف مرتفعة من حيث ثمن الدواء وأجرة رش المبيد"، بحسب العميري.

 

وأشار العميري إلى أن اللتر الواحد من المبيدات الحشرية يتراوح سعره ما بين/7/ إلى /15/ دولار، حيث يكفي اللتر الواحد لرش عشرة دونم من القطن، في حين تبلغ أجرة عملية الرش ألف ليرة سورية للدونم الواحد.

هذا ويحتاج محصول القطن خلال الموسم إلى أربع رشات من المبيدات الحشرية كحد أدنى، بمعدل مرة كل أسبوعين من بداية تموز/يوليو وتستمر إلى فترة ما قبل موسم القطاف، للقضاء على الدودة الشوكية، بحسب مزارعين من ريف الرقة.

 

من جهته، قال أحمد العلي(51عاماً)، والذي زرع هذا العام /20/ دونماً من محصول القطن من قرية الجزرة، /5/ كم غرب مدينة الرقة، إنه قام بشراء اللتر الواحد من المبيد الحشري بـ/12/ دولار، "وصلت تكلفة الدونم الواحد إلى الآن أكثر من/100/ ألف ليرة من أسمدة ومبيدات حشرية وبذور وحراثة ومستلزمات أخرى".

 

وتعتبر زراعة القطن من الزراعات الرئيسية في مدينة الرقة والتي تحتل المرتبة الثانية بعد زراعة القمح من حيث المساحات المزروعة.

 

وقدر مكتب الوقاية التابع للجنة الزراعة والري في مدينة الرقة انتشار الدودة الشوكية بنسبة لا تتجاوز 5 % ، مشيراً إلى أن هذه النسبة لا تؤثر بشكل كبير حالياً، لكنها قد تفشل محصول القطن لهذا العام اذ تجاوزت هذه النسبة.

 

وبحسب محمود الخلف، رئيس مكتب الوقاية التابع للجنة الزراعة في مجلس الرقة المدني، فإن للعوامل الجوية  دوراً أساسياً في نسبة انتشار هذه الآفة الموسمية، حيث تنتشر أكثر في المواسم التي تتصف بانخفاض درجات الحرارة، "لقد كانت درجة الحرارة منخفضة بداية هذا الصيف، الأمر الذي ساعد على انتشار هذه الآفة بشكل كبير".

وأشار الخلف إلى قيام منظمتين مدنيتين بتزويد مزارعي القطن في ريف الرقة الشرقي ومنطقة خنيز في الريف الشمالي "بالمبيدات الحشرية ليتم رش الحقول على نفقتها، في حين لم تستهدف الحقول في الأرياف الأخرى".

 

وأضاف "الخلف" أن على المزارعين اتباع الأساليب الزراعية الصحيحة، من بينها الحفاظ على رطوبة الأرض من خلال تحقيق توازن في عدد مرات ري القطن، بحيث تبقى الأرض رطبة بشكل مستمر.