أقسام جديدة غير مخدمة في مخيم بديرك لاستيعاب الفارين من القصف التركي
ديرك- نورث برس
تعيش عائشة محمود (46 عاماً) التي فرت مع عائلتها من القصف التركي على بلدة أبو راسين، منذ ثلاثة أشهر، في ظلام خيام نصبت على عجل في مخيم نوروز بريف ديرك شمال شرقي سوريا.
ومع الحاجة لأقسام جديدة في المخيم لاستيعاب الوافدين الجدد، يقول نازحون إن الخدمات غائبة عن الخيام الجديدة.
وتتحدر “محمود” من قرية الدردارة بريف بلدة أبو راسين شمال الحسكة.
تقول إن القسم الجديد الذي يأويها مع زوجها وأطفالها التسعة يفتقر للخدمات ومقومات الحياة الأساسية المتوفرة في أقسام أخرى بالمخيم.
وتضيف لنورث برس: “نستلم سلة غذائية كل شهرين، كيف ستكفي محتوياتها المحدودة الكمية والأنواع عائلة تضم 11 فرداً”.
فارون من القصف التركي
وتحمّل المرأة المنظمات وإدارة المخيم مسؤولية عدم توفر المياه والمطابخ والحمامات في القسم المفتتح حديثاً.
ويضم مخيم نوروز (تأسس عام 2014) حالياً 925 عائلة تضم 4.724 فرداً.

ونزح غالبية هؤلاء من مناطق سيطرت عليها تركيا والفصائل الموالية لها عامي 2018 و2019 في عفرين وسري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.
وبسبب تصعيد القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها من وتيرة قصفها مؤخراً على قرى مأهولة ومرافق حيوية في بلدتي تل تمر وأبو راسين وأريافهما، يتواصل وفود عائلات جديدة للمخيم.
وتعرضت عائلة”محمود” سابقاً لسرقة مواش من عناصر فصائل المعارضة الموالية لتركيا على خطوط التماس بريف الحسكة الشمالي، بحسب قولها.
وقال نديم عمر، وهو مسؤول العلاقات في المخيم، إن توافد النازحين الجدد مازال مستمراً بسبب تكرر القصف التركي.
وأضاف، لنورث برس، أن المنظمات العاملة في المخيم لا تقدم الدعم الكافي، وأن النقص يشمل السلال الغذائية والخدمات الأساسية.
ويتسبب وصول العائلات في الأيام اللاحقة لإعداد جداول الإغاثة الغذائية بحرمانها حتى البدء بتوزيع السلال للشهر التالي.
مشروع توسيع
وأشار المسؤول في المخيم إلى قسم يضم 300 خيمة على أرضية غير مؤهلة للسكن شتاء، ودون كهرباء ومطابخ وحمامات.
وقال إن المنظمة المسؤولة عن الخدمات لم تنتهِ بعد من تمديد شبكة كهرباء وتجهيز أرضية الخيام.
وأمام المخيم، تتجمع عائلات تطلب مأوى، تحمل بعضها وثائق رسمية تثبت بأنهم من سكان أبو راسين وريفها، لكن لم يسمح لبعضهم بالدخول حتى الآن.
وتتبع إدارة المخيم معايير لتحديد “الأكثر حاجة” بالتنسيق مع المجالس المحلية في المناطق التي تعرضت لقصف تركي.
وقال “عمر” إنهم لا يستطيعون استقبال العائلات دون التنسيق مع المجالس المحلية ومركزي تنسيق في كل من الدرباسية والحسكة.
ويتكفل المركزان بإيصال النازحين إلى مخيم نوروز في حال اتخاذ قرار بإيوائهم هنا، لتجنب تحمل العائلات لتكلفة ومشاق الطريق.
وحصلت إدارة المخيم على موافقة لإنشاء ستة أقسام (وحدات) جديدة، بحسب “عمر”.
وكلما هطل القليل من المطر، تسربت المياه إلى خيمة تسكنها روعة عبدالرحمن (40 عاماً) مع وزوجها وأطفالها الخمسة.
تمتلئ الأرضية الترابية بالأوحال ويصل البلل للأفرشة والأغطية.
ومنذ أشهر قليلة، فرت المرأة من القصف التركي على قريتها الدردارة بريف أبو راسين، بعد أن دمر القصف التركي منزلها.
ويعاني ابن “عبدالرحمن” البالغ سبعة أعوام من نوبات الربو، وتزداد حالته سوء بسبب الرطوبة والبرد.
تقول والدته: “لا نملك حتى حصائر وأغطية كافية”.