تعامل بالعنف من جهة قوات الأمن في السويداء منذ تولي المحافظ الجديد

السويداء- نورث برس

يقول سكان وجهات محلية في السويداء، جنوبي سوريا، إن المدينة تشهد منذ أكثر من شهر تغيراً في طريقة تعاطي فروع الأمن الحكومية والشرطة مع الحوادث المختلفة.

ويعيدون التغير هذا لاتخاذ السلطات الحكومية إجراءات أمنية جديدة بذريعة “مكافحة الفلتان الأمني”، وذلك منذ تولي نمير مخلوف منصبه الجديد كمحافظ للسويداء.

وتمثلت الحوادث المشار لها بمناوشات ليلية بين فصائل محلية مسلحة وقوات الأمن التابعة للحكومة عند المشفى الوطني الذي تم تحويله لما يشبه “ثكنة عسكرية” وعند مبنى قيادة الشرطة.

 وأسفرت بعض الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى بسبب إطلاق النار مباشرة من جانب القوات الحكومية بمجرد قراءتها للوضع على أنه “خلل أمني”.

وتقول مصادر في المدينة إن المحافظ الجديد نمير مخلوف، الذي جرى تعيينه في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعطى أوامر مباشرة بالرد بعنف على أي نشاط مدني أو مطلبي في السويداء.

 والذريعة هي “تفعيل القانون”، بحسب ما سربه أحد أعضاء اللجنة الأمنية التي اجتمع بها “مخلوف” في مقر حزب البعث فور استلامه منصبه.

تفويض باستخدام العنف

وقال رامي الحسن، وهو اسم مستعار لناشط سياسي في السويداء، لنورث برس، إن “تعيين النظام لمحافظ مقرب من العائلة الحاكمة وتفويضه بصلاحيات استخدام العنف ضد الأهالي جاء في وقت غليان بين السكان بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية.

واعتبر أن هذا يهدف “لتفجير الأوضاع في المحافظة”.

ورغم أن السويداء لم تشهد مواجهات حادة مع قوات الحكومة السورية خلال سنوات الحرب، إلا أنها شهدت احتجاجات معيشية عدة مرات.

وكغيرها من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، تعاني السويداء ذات الغالبية الدرزية من التدهور الاقتصادي جراء السياسات المتخذة من قبل الحكومة في جميع المجالات الحياتية.

 وأضاف “الحسن” أن الحكومة بعد دعمها لعصابات وإجراء تسويات لأفرادها ومنحهم صلاحيات جديدة تسمح بتماديهم في عمليات الخطف والسلب، تسعى لفرض هيبتها على مركز المدينة وشوارعها الرئيسة.

ويعتقد “الحسن” أنه لا يمكن حل الأوضاع الأمنية بمعزل عن الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وتضم السويداء جماعات محلية مسلحة وينتشر السلاح فيها على نطاق واسع.

وخلال أقل من شهر، تمت مهاجمة مبنى المحافظة أربع مرات وسط السياسة الجديدة للحكومة.

دماء واحتجاجات

وسقط ضحايا في الاصطدامات بين قوات حفظ النظام وفصائل محلية، آخرها في العشرين من كانون الأول/ ديسمبر الفائت.

وأدى إطلاق النار آنذاك على تجمع لفصيل محلي لإصابة أحد قادته ( شادي علبة) أثناء محاولته وعناصره إغلاق مدخل المدينة وقطع طريق السويداء-دمشق.

ووصف عمار سند، وهو اسم مستعار لموظف في مشفى السويداء الوطني، حال المشفى بداية هذا العام بـ”أشبه بثكنة عسكرية”.

وأضاف: “منذ قدوم نمير مخلوف كمحافظ انتشر عشرات عناصر الأمن السياسي على مداخل ومخارج وبعض أقسام المشفى”.

وأشار إلى أن قسم التوليد نُقل الى قسم أمراض الدم، لتحويله إلى مهجع لمنامة عناصر الأمن.

وفي الثامن والعشرين من الشهر نفسه، خرج العشرات من سكان السويداء في احتجاجات مناوئة ضد الحكومة السورية، طالبت بالإفراج عن معتقلين.

‎وقالت مصادر محلية، لنورث برس آنذاك، إن المحتجين جابوا شوارع حي الدبيسي وسط المدينة، “ورددوا هتافات مناوئة للحكومة، وطالبوا بالإفراج الفوري عن المعتقلين”.

تدهور معيشة وفساد

ورأى عصام غرز الدين، وهو رجل دين في السويداء، أن تشجيع المحافظ الجديد على التعامل بعنف وتسببه بسيلان الدماء بدا واضحاً منذ أسبوعه الأول.

وقال “غرز الدين”  لنورث برس إن الصدامات التي تبدو كتمثيلية قد تؤدي لتفجر الوضع في السويداء التي تعاني من صعوبات معيشية وتضييق خانق.

بينما قال مصدر في الجناح الإعلامي لحركة رجال الكرامة إن الفساد الحكومي فاقم من “الوضع المعيشي المزري للسكان وأوصله لمرحلة صعبة للغاية دون السعي لإيجاد حلول”.

ورأى أنه يجدر بمن يفكرون بإجراء تغييرات عبر استبدال أصحاب المناصب، “فهم وضع المحافظة العام والتقرب من السكان البسطاء بالمحبة والاحترام وليس بالترهيب”.

 وقال إن حركة رجال الكرامة “تراقب بعين الحذر التطورات”.

إعداد: عمار زين الدين- تحرير: حكيم أحمد