غياب توزيع مستلزمات الشتاء يزيد معاناة نازحي مخيمات عشوائية غرب الرقة
الرقة– نورث برس
يحاول خالد الدغيم (٤٢ عاماً)، وهو نازح في ريف الرقة الغربي، شمالي سوريا، جمع بعض عيدان الحطب من الأراضي الزراعية المحيطة به لتدفئة أطفاله في ظل برودة الجو وعدم توزيع مساعدات شتوية على مخيمات عشوائية في المنطقة.
ومنذ عامين، يعيش النازح مع عائلته المؤلفة من ستة أطفال في خيمة حصل عليها من إحدى المنظمات الإنسانية، لكنها لا تحميه هو وأطفاله من الرياح الشديدة في الشتاء بسبب اهترائها.
ويقول نازحون في مخيم المزيونة والخيالة، ٢٢ كيلومتراً غرب الرقة، إنهم يعيشون دون مساعدات وبلا مستلزمات تدفئة مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة منذ حلول الشتاء.
ويصل عدد العائلات المتواجدة في كل من المخيمين إلى نحو ٦٠٠ عائلة، غالبيتها من ريف حماة وحمص الواقعتين تحت سيطرة حكومة دمشق منذ العام ٢٠١٦.
ويتشارك سكان ٥٨ مخيماً عشوائياً في أرياف الرقة الحال نفسها وسط غياب المساعدات الإنسانية للمنطقة بعد إغلاق معبر اليعربية الإنساني منذ نحو عامين.
“موقد للدفء”
ومع اشتداد البرد وانقطاع أمله في وصول أي مساعدات له، وهمها مادة المازوت للتدفئة، لجأ لجمع الحطب لإشعال موقد نار لتأمين بعض الدفء لأطفاله.
يقول لنورث برس إن المساعدات لم تصلهم منذ العام الفائت وهم بحاجة شديدة لمادة المازوت، وهو أب لأطفال يخشى عليهم من البرد و اصابتهم بالأمراض.
ويضيف بلهجته المحلية: “المخيم وضعه مأساوي والحال تعبان، كل المخيمات يلي حوالينا استلموا إلا مخيمنا”.
يقول محمد العلي (٣٩ عاماً) وهو نازح في مخيم المزيونة، إن النازحين هنا لم يستلموا أي مساعدات منذ نحو عام، والمخيم يفتقر لكل المستلزمات الشتوية التي تحتاجها العائلات.
ويعيش نازحو المخيمات العشوائية في أرياف الرقة في خيام اشتروها على نفقتهم الخاصة أو قدمتها لهم منظمات محلية، ويحصلون على مساعدات بشكل متقطع من الإدارة الذاتية وتلك المنظمات.
وتفتقر غالبية الخيام للستائر والأغطية الشتوية، فترى معظمها مفروشة بأغطية مهترئة.
مداخيل متقطعة
يضيف “العلي”، لنورث برس، أن فقدان فرص العمل المستقر والأجور المتقطعة لغالبية ساكني المخيم، جعلهم لا يتمكنون من شراء الاحتياجات الأساسية لخيامهم وتأمين دفء لأطفالهم.
ويضم 58 مخيماً عشوائياً في الرقة ما يقارب 15 ألف عائلة، بعدد أفراد يزيد عن 72 ألفاً، بحسب مكتب شؤون المخيمات في مجلس الرقة المدني.
وتعمل خولة الإبراهيم (٣٧ عاماً)، وهي نازحة في مخيم الخيالة، منذ ما يقارب خمس سنوات في صناعة الطوب الطيني (اللبن) لتأمين مصدر دخل موسمي لها ولأطفالها.
ولجأت النازحة إلى العمل في هذه المهنة بعد أن فقدت زوجها في الحرب، ولتأمين قوت أطفالها وما يلزمهم من احتياجات شتوية ومازوت تدفئة في ظل غياب المساعدات الإنسانية للمخيم.
وتجاوز سعر اللتر الواحد من المازوت حاجز الألف ليرة سورية في السوق السوداء في مدينة الرقة، بينما يبلغ سعره المدعوم 410 ليرة سورية للتر الواحد.
تشير “الإبراهيم” إلى أن أطفالها يحتاجون ألبسة شتوية تحميهم من برد الشتاء، وأنها غير قادرة على شراء كافة ما يحتاجونه في ظل ارتفاع الأسعار.
خطة للعام الجديد
وقال منور ماجد، وهو عضو مكتب شؤون المخيمات والنازحين في مجلس الرقة المدني، إنه سيتم دعم جميع المخيمات العشوائية بمساعدات شتوية “خلال بداية العام الجديد ٢٠٢٢”.
وأضاف لنورث برس أن المساعدات ستشمل ألبسة شتوية وخيم واسفنجات وبطانيات.
وقال إن “المكتب يعمل على التنسيق مع المنظمات الإنسانية لدعمهم بما يحتاجونه من مواد أساسية ومستلزمات شتوية وتأمينها لهم وخصوصاً في مخيمات الريف الغربي”.