تكاليف مرتفعة لعلاج الأسنان تدفع مرضى للبحث عن بدائل

إدلب- نورث برس

يكتفي علاء الناصر (39 عاماً)، وهو نازح من مدينة سراقب يعيش في مخيم على أطراف مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، بمسكنات ومضادات حيوية ليقلل من آلام أسنانه بسبب عدم قدرته على تأمين تكاليف المعالجة.

وبعد زيارة طبيب أسنان، علم عامل المياومة الذي يحصل على 30 ليرة تركية من عمله يومياً أن معالجة السن تحتاج مبلغ 100 دولار أميركي.

ويبحث مرضى أسنان من ذوي الدخل المحدود في إدلب عن بدائل مؤقتة لعلاج الأسنان بهدف تجنب تكاليف مرتفعة لا يتمكنون من تأمينها.

يقول “الناصر” لنورث برس: ” أحتاج شهراً كاملاً من العمل لجمع مبلغ 100 دولار لدفعها لطبيب الأسنان، عدا عن احتياجات المعيشة الأخرى .”

ويستخدم الرجل إلى جانب المسكنات الدوائية وصفات مكونة من الملح والقرنفل ليهدئ من آلامه.

ورغم أنه يعتبر تحمل الألم أهون من التكاليف الباهظة، إلا أنه يخشى من تهالك أسنانه الأخرى وتسببها بأمراض.

أما عيوش الزيدان (48 عاماً)، وهي نازحة تعيش في مخيم بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، فترتاد مركز الرعاية الصحية الأولية الموجود في البلدة لعلاج ضرسها الذي يحتاج لتركيب حشوة مؤقتة.

 تقول: ” طلب طبيب الأسنان مبلغ 20 دولاراً كتكاليف العلاج، لذلك فضلت ارتياد مركز الرعاية الذي يقدم خدمات بسيطة منها القلع وسحب العصب وتركيب الحشوات .”

وكل صباح يتوجه صلاح الحاكورة (51 عاماً)، وهو نازح من مدينة معرة النعمان، مع حقيبة المعدات إلى المخيمات لممارسة مهنة تصليح الأسنان بطرق غير طبية.

 يقول إن الخبرة لا تنقصه، فهو يمارس هذه المخنة منذ 30 عاماً حين تعلمها من والده.

ويضيف أنه يقوم “بالحفر وسحب العصب وتركيب الحشوات والتلبيس وتركيب أطقم الأسنان الصناعية والجسور، بتكاليف ومبالغ بسيطة لا تتعدى نصف المبالغ التي يطلبها الأطباء” .

ومن جانبه، قال هيثم الأحمد (41 عاماً)، وهو طبيب أسنان في إدلب المدينة، إن مرضى كثيرين لا يتوجهون للعيادات السنية إلا بعد فقدان الأمل بالتسكين الدوائي، الأمر الذي يفاقم حالاتهم ويؤزم أوضاعهم.

وأشار إلى أن عدم استقرار بعض النازحين يعيق حصولهم على العلاج، على اعتبار أن المعالجة السنية تحتاج لعدة جلسات لإتمامها.

وتتباين تكلفة علاج السن بحسب جودة المواد المستخدمة، حيث  تتراوح تكلفة المعالجة العادية للسن الواحد بين 10 و15 دولاراً، بينما تبلغ تسعيرة تاج الخزف حوالي 15 دولاراً، وتاج الزيركون يتراوح بين 50 و60 دولاراً.

 كما تختلف الأسعار نسبياً بين عيادة وأخرى.

ويعزو الطبيب سبب غلاء المعالجات السنية إلى تدني قيمة الليرة التركية أمام الدولار، ما أدى لارتفاع أسعار المواد الطبية المستخدمة في العلاج، مثل مواد التخدير والمعقمات والحشوات بمختلف أنواعها.

ويحذر “الأحمد” من العلاج بالطرق البدائية لأنها “غير آمنة وتجري عبر عمليات غير معقمة، الأمر الذي يعتبر من الأساسيات المهمة في عيادات الأسنان لتلافي نقل الأمراض المعدية” .

إعداد: حلا الشيخ أحمد- تحرير: حكيم أحمد