استذكار سليماني في حلب.. إيران تعمل جاهدة لنفوذ أقوى

حلب- نورث برس

أقامت لجان وجمعيات تابعة لإيران، يوم أمس الاثنين، إحياء للذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بينما رأى سوريون مقربون منها أنه لا جدوى من صرفها الأموال لتحقيق نفوذ أقوى.

وفي الثالث من كانون الثاني/يناير عام 2020، قتل “سليماني” ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس ومرافقون لهما في قصف جوي أميركي بالقرب من مطار بغداد الدولي.

ومع حلول الذكرى الثانية لمقتل “سليماني”، أقيمت مجالس تأبين ومسيرات في كل من إيران والعراق ولبنان وسوريا.

وفي مشهد النقطة في حي الزبدية بحلب، أقيم التأبين بحضور مسؤولين عسكريين وحكوميين للحكومة ورجال دين وعناصر تابعين لإيران.

وكان “سليماني” قد لعب دوراً هاماً ومحورياً منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، وكان مهندس التواجد الإيراني في سوريا.

ويعتبر معارضون هدف التدخل الإيراني هو فرض سيطرة على قرار الحكومة السورية، لكن تدخل روسيا إلى جانب حكومة دمشق جعلها هي المتحكم بالمفاصل الأساسية لسياسة النظام في سوريا.

وأمام هذا الواقع، عمدت إيران لتعزيز تواجدها الثقافي والديني في البلاد عبر استقطاب الشباب في فصائلها وإقامة المناسبات الدينية وتأسيس الجمعيات الثقافية الموالية لها.

“شعارات سياسية”

يقول بديع الشيخ حسن (45 عاماً) وهو اسم مستعار لمحام في حلب، إن الهدف واضح من الفعاليات التي تقام بدعم وتمويل إيراني ولا يحتاج إلى تفسيرات، فإيران تسعى لبسط ثقافتها وإيديولوجيتها.

ويعتقد “من باب تعدد الثقافات والقبول بالآخر أن لا مانع من الحضور الإيراني بالشكل الثقافي والديني المعقول”.

وحضر “الشيخ حسن” عدة نشاطات ثقافية ودينية أقامتها إيران في المدينة، سواء مولد الرسول أو ذكرى الإسراء والمعراج أو ليالي القدر وأيام الأعياد.

لكنه يرى أن الشعارات السياسية المرفوعة في هذه الفعاليات مثل “الموت لأمريكا والزوال لإسرائيل، ثم مقتطفات من حياة قاسم سليماني وغيرها، لا تهم شعبنا ولا تغنيه”.

ويشير إلى أن “ما نحتاجه هو رغيف خبز ومازوت لتدفئة أطفالنا، وكهرباء ننير بها عتمة بيوتنا، وليس أقوالاً وخطباً حماسية”.

ويضيف: ” لم تنجح إيران في التغلغل في المجتمع الحلبي، رغم كل الزخم الذي توليه لبسط نفوذها، فالسكان على اختلاف طوائفهم يهتمون بالعيش وتأمين سبل الحياة الكريمة، ولا يهتمون لشيء آخر”.

“أوساط غير شيعية”

ويرى جواد حمود (59 عاماً)، وهو مدرس متقاعد من سكان بلدة  الزهراء الشيعية بريف حلب الشمالي، أن تكثيف طهران من حضورها وتواجدها الديني غير مجدٍ لهدفها “نشر فكر التشيع بمنهج ولاية الفقيه”.

ويضيف أن الفكرة العائدة للإمام الخميني لم تسد بين جميع الشيعة، “فكيف ستسوقها إيران في أوساط غير شيعية”.

ويعلل “حمود” رأيه بأن لكل مجتمع قناعاته ووجهة نظره واحتياجاته.

وينقل مشاركون في مهرجانات ومناسبات دينية أنها إيران تصرف مبالغ كبيرة عليها، كما حصل في إحياء مولد الرسول في حي الأعظمية، والذي كلف 800 مليون ليرة سورية.

تقدم هذه الجمعيات خلال نشاطاتها هدايا ومبالغ مالية لاستقطاب شخصيات دينية وحكومية ووجهاء عشائر.

ويعتقد حسين العلام (39 عاماً)، وهو عضو سابق في جمعية المصباح الإيرانية، أن الجمعيات التي ترعاها إيران في حلب وريفها لا تحقق هدفاً سوى خلق مجموعة من المنتفعين.

ويضيف لنورث برس إن الكثير من رجال الدين في حلب وريفها وحتى بعض المسؤولين يتلقون مبالغ مالية تصرف بشكل دوري لكي يشاركوا في كل فعالية تقيمها إيران.

إعداد: رامي صباغ- تحرير: حكيم أحمد