سوء البنزين يشعل استياء سائقي السويداء والحكومة تتغافل عن الحل والغش
السويداء – NPA
يشتكي أصحاب السيارات في محافظة السويداء بجنوب سوريا، من سوء نوعية البنزين الواصل لمحطات الوقود، الأمر الذي يتسبب بالعديد من الأعطال في سياراتهم، ويكلفهم مبالغ مالية كبيرة.
يقول حسام (36 عاماً)، مالك متجر لبيع قطع الكمبيوتر، تحدث لوكالة “نورث برس”: “قبل أزمة البنزين الأخيرة كنت أشتري المازوت وأسطوانة الغاز من السوق السوداء، إلا أنني لم أكن أقبل بشراء البنزين إلا من محطة الوقود، حتى لا يتسبب البنزين بأعطال في سيارتي”.
وأضاف “مع أزمة الوقود أصبح حتى البنزين الذي أحصل عليه من محطة الوقود، سيئاً بكل المقاييس” لافتاً لقراره إيقاف سيارته حتى التوصل لحل بخصوص أزمة البنزين.
من جانبه، قال حكمت (40 عاماً)، سائق سيارة أجرة “سيارتي كانت تقطع نحو 220 كلم من خلال استهلاك تنكة بنزين (سعة 20 لتر)، في حين أن السعة ذاتها اليوم، وفقاً للبنزين الجديد السيء، لا يمكِّن السيارة سوى من قطع مسافة من 170 – 180 كلم”.
وأضاف: “الميكانيكي أكد لي أن سبب الأعطال في سيارتي، خلط البنزين بالماء” واضطررت لدفع مبلغ 30 ألف ليرة لإصلاحها، وقبلها بأيام دفعت 15 ألف ليرة لأعطال مشابهة، كما أضرمنا النار في كمية من البنزين التي سحبناها من خزان السيارة وبالكاد اشتعلت النيران فيها”.
ولفت حكمت إلى أن “نجبر على رفع أجرة الطلب، بالرغم من أن عمل سيارات الأجرة تراجع، بسبب تقلص الزبائن وطلب السكان”.
أما أبو محمود، ستيني العمر، ويعمل سائق سيارة أجرة، تساءل في حديثه لنورث برس، عن أسباب أزمة توزيع البنزين، وعدم وجود جهة تنظّم المسألة، وتراقب غش البنزين.
وأضاف: “نقف في طوابير أمام شركة التكامل، المسؤولة عن البطاقات الذكية، جراء أعطال البطاقة أيضاً، إذ تفاجأت خلال مراجعة الشركة، بوجود أكثر من 150 شخص في الطابور، وازداد استغرابي، عندما علمت أن هناك من يقفون أمام الشركة منذ الساعة الخامسة صباحاً، مع أن العمل لا يبدأ حتى التاسعة صباحاً”.
بدوره، قال مصدر في أحد محطات الوقود في المدينة -طلب عدم الكشف عن هويته- “نوعية البنزين التي تصلنا هي بالأصل نوعية سيئة، وبالطبع قد يكون هناك محطات هي من تغش البنزين”.
وأكد المصدر: “تم إغلاق محطتين خلال الأيام الماضية بسبب الغش”.
ولفت المصدر ذاته، إلى أن “الازدحام أمام محطات الوقود سببه قلة كميات البنزين، التي تصل إلى المحافظة، حيث تصطف عشرات السيارات، إن لم نقل مئات قبل يوم من الموعد، أمام المحطة المكلَّفة بتوزيع البنزين، ناهيك عن أزمة الدراجات النارية، والأشخاص الذين يحملون العبوات البلاستيكية”.
وقال إن “هذه الأزمة كل الجهات المسؤولة والمعنية بالأمر، تاركين المواطنين يواجهون بعضهم البعض، ما يتسبب بوقوع كثير من المشكلات، وبعضها سقط جراءها عدد من الجرحى”.
وكالة نورث برس كانت نشرت يوم الأربعاء الـ 8 من أيار / مايو الحالي، أن عدد من سائقي سيارات الأجرة العامة، اعتصموا أمام مبنى محافظة السويداء، مطالبين بتأمين مادة البنزين في محطات الوقود.
وقال عدد من السائقين، المعتصمين أمام المحافظة، إنهم يعانون من صعوبة تأمين مادة البنزين، وينتظرون ساعات طويلة للحصول على الوقود من المحطات، في حين تشهد الأخيرة تجاوزات في عملية التوزيع، إذ وقعت أكثر من حادثة شجار فيها، تطورت بعض الأحيان إلى إطلاق نار متسببة بوقوع جرحى.