الانتشار العسكري في درعا واختلاف ولاءاته
درعا- نورث برس
تعد محافظة درعا جنوبي سوريا من المناطق ذات الانتشار العسكري مقارنة بباقي المحافظات، حيث لا تكاد تخلو أي قرية أو بلدة من قطعة عسكرية أو ثكنة.
وقال منشقون عن القوات الحكومية لنورث برس إن قوات الفيلق الأول ممثلة بالفرقة الخامسة والفرقة التاسعة وعدد من القطع العسكرية المستقلة تنتشر في محافظة درعا.
واعتبروا أن روسيا لا تثق بالقوات الحكومية بسبب ولاء جزء من هذه القوات لإيران، حيث عمدت روسيا إلى تجنيد مقاتلين معارضين سابقين لمنع التغلغل الإيراني والحد من توسعه في درعا والجنوب السوري بشكل عام.
وقال اللواء محمد الحاج علي لنورث برس تحت عنوان خط المواجهة مع إسرائيل تم وضع أعداد كبيرة من القوات الحكومية في المحافظة.
وأضاف: “بعد اندلاع الاحتجاجات في درعا 2011 حاولت الحكومة إخمادها عبر زيادة القوات الحكومية واجتياح المدن وتم الحشد من جميع تشكيلات القوات الحكومية موجودة في المنطقة الجنوبية”.
وأشار إلى “عدم قدرة هذه القوات على الرغم من أعدادها الكبيرة على إخماد الثورة والسيطرة على المنطقة التي بقيت خارج سيطرتها حتى تدخلت روسيا وضربت المنطقة بأسلحة حديثة فاضطر سكان المحافظة للرضوخ لاتفاقية التسوية الأولى صيف عام 2018”.
وشدد على “عدم ثقة حكومة دمشق بضابط الجيش فعمدوا إلى تشكيل مجموعات صغيرة بقيادة قادة الأفرع الأمنية العسكرية مثل المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية المعروفين بولائهم للحكومة.
وفيما يخص تبعية الفرق العسكرية في القوات الحكومية في درعا، قال: “هي كما باقي الفرق في الجيش حيث تتبع لحكومة دمشق وتعمل بتنسيق مع روسيا وإيران ولكل منها مهمة معينة باستثناء الفرقة الرابعة التي تتلقى أوامرها من إيران”.
وأشار إلى أن مهام القوات الحكومية نقلت إلى الأفرع الأمنية منذ بداية الحرب وليس بعد التسوية وأصبحت تعمل تحت إمرة رؤساء الأفرع الأمنية في جميع أنحاء سوريا وليس فقط في درعا.
المحلل العسكري العميد أسعد الزعبي قال لنورث برس إن ولاء الجيش في الجنوب السوري وخاصة الفرقة الخامسة والتاسعة والأولى والسابعة لإيران “لأن الأفرع الأمنية في المنطقة موالية لإيران في غالبيتها”.
وأضاف أن روسيا تدرك جيداً حقيقة ولاء هذه الفرق العسكرية إنما في النهاية الأمر العالي يأتي من روسيا الحاكم الفعلي لسوريا.
وأشار إلى “أننا نتحدث عن مولاة روسيا وإيران من قبل الجيش وهذا يعني غياب النظام وغياب الموالين للنظام ويعني أن البلد خارج سيطرة آل الاسد والعرب معاً”.
وقال إن نقل المسؤولية للأفرع الأمنية وغياب دور الجيش “لأن هناك مطالب دولية لذلك تقول انتشار الجيش بمعداته الثقيلة يشير إلى حساسية شعبية كبيرة ويعني أننا أمام مواجهه وبالتالي تعني عدم وجود هدوء في المنطقة بينما وجود مفارز أمنية صغيرة ومعداتها بسيطة لا يثير حساسية ولا يشير الى مواجهة”.
وشدد على أن “تبادل الأدوار بين الجيش الأفرع الأمنية هي حيلة من الروس فلا فرق بين الجيش والأمن في قمع الشعب السوري”.
وتنتشر في محافظة درعا الفرقة الخامسة ميكا ومقرها مدينة أزرع في ريف درعا الشرقي ويتبع لها عدة ألوية في ريفي درعا الغربي والشرقي.
كما تنتشر الفرقة التاسعة ومقرها مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، ويوجد في درعا مطار بلي العسكري الذي يحتوي على طائرات هليكوبتر عسكرية.
وجميع القوات الحكومية في الجنوب السوري تتبع لقيادة الفيلق الأول.