انطلاق احتجاجات حاشدة في السودان تطالب بالحكم المدني وترفض العسكري
أربيل- نورث برس
شهد الشارع السوداني موجة احتجاجات أخرى، الخميس، بطلب من تنسيقيات “لجان المقاومة” وتجمع المهنيين السودانيين، وبتأييد من أحزاب سياسية.
والاحتجاجات اليوم،هي الحادي عشر من الاحتجاجات الكبرى منذ استيلاء الجيش على السلطة في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، الذي شهد عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
ولم تتوقف الاحتجاجات في السودان رغم الاتفاق الذي أعلن عنه قائد الجيش السوداني مع رئيس الحكومة عبدالله حمدوك في الثاني والعشرين من تشرين الثاني /نوفمبر الفائت، والذي أتاح للأخير العودة إلى مهامه كرئيس للحكومة بعدما انقلب عليه الشهر الذي سبقه.
وتهدف الاحتجاجات إلى التأكيد على رفض الاتفاق السياسي باعتباره لم يعطِ للحكومة الصفة المدنية الكاملة.
ويطالب المحتجون بعودة الحكم المدني وألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.
وأطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيلة للدموع في مواجهة آلاف المحتجين الذين نزلوا إلى الشارع في الخرطوم ضد الحكم العسكري بحسب أخبار عاجلة من مواقع عربية.
وتعرض المحتجون لهذه القنابل على بعد بضع مئات الأمتار من القصر الرئاسي، مقر الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش.
ورفعوا لافتات ورددوا هتافات تطالب باستعادة ما وصفوها بالشرعية والحكم المدني الكامل وإنهاء هيمنة العسكريين على السلطة.
وتم الاستعداد لهذه الاحتجاجات، التي بدأت في الأحياء الجنوبية من الخرطوم، من قبل قوات الأمن، التي قامت بإغلاق الجسور والطرق الرئيسية التي تؤدي إلى محيط القيادة العامة للجيش.
وكثفت الشرطة من وجودها وانتشارها في مواقعها الهامة وقطعت السلطات خدمة الإنترنت والاتصالات.
ويوم السبت الماضي، وصل محتجون مناهضون للحكم العسكري إلى منطقة قريبة من القصر الجمهوري في العاصمة رغم إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة وانقطاع وسائل الاتصالات.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن أكثر من 200 شخص أصيبوا بجروح خلال احتجاجات يوم السبت، ستة منهم بالرصاص الحي.
وقالت اللجنة إنها سجلت 48 حالة وفاة في الحملة الأمنية على المحتجين على الحكم العسكري منذ تشرين الأول/ أكتوبر.
وطالبت السفارة الأميركية، الأربعاء، “بضبط النفس الشديد في استخدام القوة”، ودعت السلطات إلى “عدم اللجوء إلى الاعتقالات التعسفية” بالتوازي مع إعلان النشطاء عن مداهمة منازلهم ليلا، كما يحدث في عشية كل تظاهرة.