سياسيون سوريون: تصريحات المقداد تتناغم مع الموقف التركي تجاه الإدارة الذاتية

الرقة – نورث برس

قال سياسيون سوريون، الخميس، إن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد، تتناغم مع الموقف التركي تجاه مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

واتهم المقداد عبر وسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية بتنفيذ مشروع انفصالي تحت الوصاية الأميركية.

وقال المقداد إن المشكلة مع “قسد” هي “أننا نتفق معهم على شيء وعندما يعارضه الأميركي يرفضون”.

وأضاف: “على قسد ألا تراهن على واشنطن”، وشدد على أنه “لا يمكن أن يمر أي مشروع انفصالي في سوريا أيا كان من يقف وراءه، وأن سوريا لا يمكن أن تقبل بفصل ولو ذرة تراب عن أرضها”.

وقال عبد الرحمن العيسى، وهو باحث سياسي من مدينة الرقة، إن الخطاب الإعلامي للحكومة السورية تجاه مناطق شمال شرقي سوريا “لم يتغير ولن يتغير على المدى القريب”.

وأضاف “العيسى” لنورث برس، إن المسؤولين في حكومة دمشق “يريدون الضغط على المنطقة من خلال إطلاق التصريحات السلبية تجاه الإدارة الذاتية وقسد متناسين الإنجازات التي تحققت في المنطقة بوجودهم”.

واعتبر “العيسى” أن تصريحات وزير خارجية الحكومة السورية هي محاولة “للتقرب من الحكومة التركية لتقوية التنسيق الأمني الذي لم ينقطع طوال السنوات الماضية والمستهدف هو قسد والإدارة الذاتية”.

وأشار “العيسى” إلى أن وسائل الإعلام السورية الرسمية تحاول “شيطنة” تجربة الإدارة الذاتية انطلاقاً من الموقف الرسمي السوري الذي يبحث عن إرجاع سوريا إلى ما قبل العام 2011.

وذكر “العيسى” أن “لا حل في سوريا إلا في تبني رؤية الحوار والاعتراف بمطالب الشعب السوري ومنها وجود إدارة ذاتية في شمال شرقي البلاد وحل سياسي وفق القرار الدولي 2254”.

وصدر القرار 2254 نهاية العام 2015، ونص على الوقف الفوري لإطلاق النار في سوريا، والبدء في مفاوضات سياسية وإجراء انتخابات في غضون 18 شهراً.

وقال فراس القصاص رئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، إن تصريحات المقداد يريد من خلالها “توجيه رسالة مباشرة لأنقرة بتقارب الموقفين التركي والسوري الرسمي تجاه الإدارة الذاتية”.

وأضاف: “تصريحات المقداد تتناغم بشكل مريب مع مخرجات مفاوضات أستانا والتي تكشف عن نظرة عدائية تجاه المنطقة التي تديرها الإدارة الذاتية”، وفقاً لما ذكره “القصاص”.

وركزت مخرجات مؤتمر “أستانا” التي انتهت الجولة الـ 17 منها قبل أيام على “محاربة المشاريع الانفصالية والحفاظ عل استقلالية ووحدة الأراضي السورية”.

وأضاف “القصاص” لنورث برس، أن “النظامين السوري والتركي يحملان ذات الأديولوجية القومية التي تعادي التجارب الديمقراطية بوصفهما نظامان مستبدان”.

واعتبر “القصاص” أن الحكومتان السورية والتركية “تتخوفان من نجاح تجربة الإدارة الذاتية كتجربة ديمقراطية وسط هذا المحيط الاستبدادي”.

وذكر “القصاص” أن تصريحات “المقداد” أتت بذات اللهجة التي تخرج فيها التصريحات التركية بـ “عنصرة” الإدارة الذاتية ومعاداتها على أساس العرقية القومية.

وخلال الأشهر الأخير تداولت مواقع إعلامية أنباء تتحدث عن جلسات مفاوضات جمعت مسؤولين في الحكومة السورية مع موفدين من مجلس سوريا الديمقراطية، ليعود الأخير وينفي تلك الأنباء ويقول إن ما جرى هو جلسات نقاش ولا يمكن وصفها بالمفاوضات.

ومنتصف كانون الأول/ديسمبر الحالي، قالت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمسد إن الحوار مع الحكومة السورية والدعوات لهذا الحوار لا يعني شرعنة الحكومة.

واعتبرت “أحمد” أن مسألة نجاح الحوار مع الحكومة السورية لا تزال غير واضحة ويكتنفها الكثير من الغموض بسبب تعنت الحكومة السورية، بحكم أنها تنظر إلى نفسها بمنظور القوة وأنها خرجت من الصراع منتصرة.

إعداد: عمار عبد اللطيف ـ تحرير: زانا العلي