كوخٌ عسى أن يغدو منزلاً
غالباً ما يجتمع الأطفال أمام الأنهار والشواطئ ليصنعوا قلاعاً وقصوراً من الرمال, لكن أطفال مخيم “المزيونة” في الريف الغربي لمدينة الرقة يجتمعون في ساحة المخيم، بجانب بركة من المياه، حتى يصنعون أكواخاً من أقمشة مهترئة، يجمعونها من بقايا الخيام، التي لم تعد صالحة للاستعمال، ويثبتونها بأحجارٍ وأعواد خشبية.
“أحلم بأن يكون لي ولعائلتي منزلاً يأوينا، أرتبه كما أرتب خيمتي الآن”. جملةٌ تقولها طفلة لم تبلغ عامها السادس بعد، وهي تحمل قطعة قماش لتغطي بها خيمتها الصغيرة.
فرَ هؤلاء الأطفال مع عائلاتهم منذ سنوات من مناطق كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة بعد تقدم القوات الحكومية، ويقطنون حالياً في مخيمٍ عشوائي على أطراف ريف الرقة.
لم تسنح الحرب لهؤلاء الأطفال أن يتعرفوا على مفهوم المنزل، فهم لم يكبروا في بيوتٍ ولم يلهوا في أزقة الشوارع، إنما طفولتهم على أطراف الخيم لا تزال تمضي.