ما لم تدمره الحرب في حلب يسقطه الإهمال الحكومي

حلب- نورث برس

ما زال جمال المَعّاز (اسم مستعار) يتفقد موقع البناء الذي كان يضم منزله، والذي انهار أمام عينيه بعد أن فر سكانه للخارج دون اصطحاب أي أمتعة.

ويوم أمس الاثنين، انهار بناءان في حي الصالحين بمدينة حلب شمالي سوريا، بينما هدمت السلطات بناء ثالثاً قربهما قالت إنه كان على وشك الانهيار.

و”المعّاز” هو أحد سكان الأبنية الثلاثة، شاهد منزله الذي عاش فيه منذ 25 عاماً يسقط دون أن يتمكن من فعل أي شيء.

يقول الآن: “لم يستطع المسلحون إخراجي من منزلي في أحلك أيام الحرب، وها أنا اليوم أخرج منه على مرأى ومسمع من الحكومة التي لا تحرك ساكناً”.

اقرأ أيضاً:



وتعد حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، وهي ذات كثافة سكانية عالية، تقع قرب الحدود التركية في الشمال السوري، ويشتهر سكانها بالصناعة والتجارة.

وعاشت المدينة أكثر من عشرة سنوات تحت سطوة مافيات الحروب وتجار الأزمات، كانت خمس منها تحت حكم مسلحي المعارضة.

ويشتكي الحلبيون مما وصلت إليه حال بلدهم الآن، فلا كهرباء ولا محروقات ولا خدمات.

وترزح حلب ومناطق سيطرة الحكومة تحت وطأة غلاء فاحش وفقد للمواد ونقص حاد في أساسيات الحياة، أبرزها الخبز والوقود والكهرباء.

وتضررت أبنية كثيرة في مدينة حلب جراء الحرب، بينما ينتقد سكان في أحياء المدينة تأخر المؤسسات الخدمية الحكومية في إصلاح الأضرار في شبكات المياه والكهرباء وتطبيق معايير سلامة فيما يخص المباني المعرضة للسقوط.

والشتاء الماضي، شهدت المدينة سقوط أبنية في المدينة بعد أمطار وعواصف تسبب بعضها بسقوط ضحايا بحسب وسائل إعلام حكومية.

وفي آب/ أغسطس الماضي، أصيب سائق سيارة أجرة في حي السكري بمدينة حلب، عقب سقوط شرفة مبنى على سيارته أثناء عاصفة مصحوبة بأمطار يندر هطولها صيفاً.

وانحسرت أعمال تجار العاصمة الاقتصادية للبلاد حلب، فتوقفت مصانع ومنشآت مع التدهور الاقتصادي في البلاد عموماً.

ويقول سكان إن كثيراً من العائدين إلى المدينة حزموا أمتعتهم مجدداً هذا العام وعادوا لأماكن النزوح أو فروا خارج البلاد بسبب التدهور المعيشي وعدم عودة الخدمات لأحيائهم، بحسب  تقرير سابق لنورث برس رصد واقع المدينة في الذكرى الخامسة لما تصفه الحكومة بـ”التحرير”.

ويقول حسن هنداوي، وهو اسم مستعار لرب عائلة تعيش في الحي، إن السلطات أرسلت من يهد المنازل بمؤازرة عناصر من مخفر الصالحين، “ومنعونا من أخذ أي شيء من أثاث المنازل خشية تسبب الجلبة بتسريع الانهدام”.

ويضيف: “في الشارع وإلى الطرقات، نهيم على وجوهنا بلا مأوى، هل تنتقم الحكومة منا لأننا بقينا في بيوتنا وبلدنا؟”

إعداد: معتز شمطة- تحرير: محمد القاضي