شركة تركية تقطع الكهرباء عن أعزاز بريف حلب حتى بعد رفع أسعارها
ريف حلب- نورث برس
يقول سكان وباعة في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي إن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة مع بدء فصل الشتاء، يتسبب بتعطل شؤون حياتية لهم وبخسائر في أعمالهم.
وعام 2018، منح المجلس المحلي في أعزاز شركة Ak Energy التركية الخاصة حق الاستثمار لتزويد المدينة وريفها بالكهرباء، وذلك عبر تمديد أكبال توتر عالِ عن طريق معبر باب السلامة الحدودي بمنطقة سجو شمال المدينة.
وكانت شركة الكهرباء قد رفعت سعر الكيلو واط الواحد من 85 قرشاً إلى ليرة تركية، وذلك بعد انخفاض سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار وعدم ثباتها في الآونة الأخيرة.
لكن ارتفاع السعر لم يمنع الشركة من تكرر انقطاعات طويلة تسببت بتعطل أعمال باعة وصناعيين.
وقال خالد رمضو (43 عاماً)، وهو اسم مستعار لصاحب محل لبيع المواد الغذائية في أعزاز، إن الألبان والأجبان فسدت في براده الأسبوع الماضي.
وأضاف أن الشتاء ساعد في عدم فساد بعض الأغذية، إلا أن بعضها الآخر تلف بسبب ساعات انقطاع الكهرباء.
والأسبوع الماضي، عللت شركة الكهرباء في تعميم على حسابها في موقع فيسبوك قطع الكهرباء ليومين من التاسعة صباحا وحتى السابعة مساء ولمدة يومين، بالعمل على إصلاحات ضمن الأراضي التركية.
ولا يملك “رمضو”، الذي يقول إن خسارته تجاوزت 200 ليرة تركية، مولدة خاصة أو طاقة شمسية أو أي مصدر آخر للكهرباء في محله.
ويعتمد سكان أعزاز بشكل كبير على الكهرباء بعد تمديدها لنواحي المدينة وريقها، سواء في الزراعة أو تعبئة المياه، أو الأعمال المنزلية والتدفئة، لا سيما مع الارتفاع الكبير لأسعار المحروقات في المدينة.
وفي أوقات سابقة من العام، شهدت المدينة خروج احتجاجات ضد شركة الكهرباء كان آخرها في الثالث والعشرين من شهر آب/ أغسطس الماضي.
وقال محمود الياسين (36 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة ويعيش في أعزاز، إنه كان يعتمد على “وشيعة كهربائية” لتأمين بعض الدفء لطفليه، لكن الانقطاع لفترات طويلة منعه من ذلك.
وأضاف أنه بعد خسارته لمنزله وأرضه بعد النزوح لا يمتلك مصادر دخل تمكنه من شراء مادة المازوت أو الحطب للتدفئة.
وتجاوز سعر اللتر الواحد من المازوت في مناطق سيطرة فصائل المعارضة بريف حلب 11 ليرة تركية، بينما وصل سعر الطن الواحد من الحطب إلى 170 دولاراً أميركياً.
يقول إنه لا يمتلك حتى مدفأة صالحة، لأن سعرها يتجاوز 30 دولاراً أميركياً، وهو لما لا يتمكن من توفيره من عمله بأجر يومي.
ورغم أن سليم الطويل (43 عاماً)، وهو اسم مستعار لصاحب محل لصناعة الحديد وتدويره، لا يعاني مشكلات مادية، إلا أن انقطاع الكهرباء أدت لتوقف عمله لساعات طويلة.
ويخشى أن يؤدي عدم تسليم البضاعة لأصحابها في الوقت المحدد بفقدان الزبائن لثقتهم في محله، بينما يؤدي تشغيله للمولدة الخاصة لزيادة التكلفة عن السعر المتفق عليه أو المعتاد سابقاً.
يقول إنه يضطر أحياناً لقبول الخسارة، “لأن الاسم أهم من بعض المال”.