سكان في إدلب: اجتماعات أستانا لا تهتم إلا بمصالح الدول الراعية

إدلب – نورث برس

يرى سكان في إدلب شمال غربي سوريا أن لجنة التفاوض والائتلاف المعارض لن يتمكنوا من تحقيق أي نتائج خلال اجتماعات أستانا التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران لأن تلك الدول لا تهتم إلا بمصالحها وتسعى لإطالة أمد الأزمات لتحقيقها.

ولم تتمكن 16 جولة سابقة من اجتماعات أستانا التي انطلقت مطلع العام 2017 من دفع الحل السياسي في سوريا، كما أن الدول الراعية لها لم تتقيد بقراراتها التي نصت على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار.

والثلاثاء الفائت عقدت على مدار يومين في نور سلطان عاصمة كازاخستان، الجولة السابعة عشرة من مفاوضات” أستانا، بمشاركة إيران وروسيا وتركيا، إضافة لوفود الحكومة السورية والمعارضة السورية والأمم المتحدة.

وأبرز ما تناوله البيان الختامي للجولة، هو ملفات اللجنة الدستورية والإرهاب والمساعدات الإنسانية.

ورأى محمود الجنوبي، وهو اسم مستعار لصحفي في إدلب، أن اجتماعات الممثلين عن بعض منصات المعارضة في جلسات أستانا غير مجدية لأنها “التفاف على قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة واتفاقية جنيف المتعلقة بسوريا، إذ أن روسيا اليوم تسعى إلى تعطيل مسار جنيف وإغراق القضية السورية بالتفاصيل والتأجيل”.

وقال إن هدف روسيا هو “وأد الحل السياسي كما فعلت عندما ساعدت النظام عسكرياً”.

وأشار إلى أن “الائتلاف الذي انطلق كجسم معارض للنظام السوري سجل فشلاً ذريعاً لعدم قدرته على ضبط صفه الداخلي وأمور المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ففقد كثيرون ثقتهم به”.

ويعتقد “الجنوبي” أن أي مسار سياسي خارج جنيف، وأي عمل سياسي بعيداً عن منصات وقرارات الأمم المتحدة المتعلق بسوريا لن يصدر عنه إلا “إعطاء المزيد من الفرص للنظام ليشدد قبضته الحديدية على ما تبقى من المناطق الخارجة عن سيطرته”.

وشارك في الجولة السابعة عشرة من أستانا، ممثلون عن لبنان والعراق والأردن وعن المنظمات الدولية بصفة مراقب.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية البلدان الضامنة الثلاثة تركيا وروسيا وإيران في طهران مطلع 2022.

ووصف علي العلي، وهو ناشط مدني في إدلب، اجتماعات أستانا بالعبثية “لأن النتائج معروفة لدى الجميع، فالأطراف الدولية تبدو متفقة اليوم على أن تتسم الفترة بالتهدئة بين المعارضة والنظام السوري، بضمانة روسيا و تركيا”.

واعتبر أن “الائتلاف ما زال جزءاً من الثورة السورية، إلا أنه لا يمثلها في هذه المرحلة أو لا يحاول أن يمثلها”، على حد تعبيره.

 وأعاد “العلي” سبب فقدان الثقة بالائتلاف من جانب الشعب السوري والمجتمع الدولي إلى التشرذم والانفصالات الداخلية التي يعاني منها، “وبات بنظر البعض عبارة عن أشخاص موجودين من أجل الرواتب”.

وخلال الجولة الأخيرة لأستانا، أولى وفد الائتلاف الأهمية لقضية المعتقلين بحسب ما نقلت وكالات عن أحمد طعمة رئيس وفد المعارضة في المحادثات.

وقال خالد عبد الرحمن (29 عاماً)، وهو طالب جامعي، إن من يحضرون هذه الاجتماعات من السوريين لا يملكون أي دور، فهي تدار من قبل الدول الراعية لأطراف النزاع في سوريا.

وأعاد السبب إلى أن “هذه الاجتماعات وضعت لكسب الوقت وإطالة أمد حالة اللاحرب واللاسلم الحالية”

ورأى “عبد الرحمن” أن الدول الراعية تحاول كسب أوراق سياسية في يدها لاستخدامها في أماكن ودول أخرى ومصالح مشتركة بينها، مثل ملفات الغاز الروسي والعلاقات ضمن حلف الناتو واللاجئين.

 وقال إن هذه الملفات لا علاقة لها بالسوريين “لكنهم يستخدمون كأوراق وبيادق”.

ويعتقد “عبد الرحمن” أن من الممكن أن تكون هناك نتائج إيجابية لهذه الاجتماعات “في حال قرر المؤثرون ذلك وليست بانتظار اتفاق السوريين على حل وسط”.

إعداد: براء الشامي- تحرير: حكيم أحمد