نصف الدخل في مدينة الباب بريف حلب لشراء الخبز

ريف حلب- نورث برس

لا يعلم مرهف الرحمون (41 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من ريف دمشق يعيش في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، إلى متى سيدفع ثمن الخبز وفق أدنى مستوى لهبوط الليرة التركية رغم تحسن قيمتها هذا الأسبوع.

يقول الرجل إن الخبز مادة لا يستطيع الاستغناء عنها أو تقليل استهلاكها لعائلته التي تضم ستة أفراد والذين يحتاجون أربع ربطات.

وتخضع مدينة الباب بريف حلب الشرقي لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا منذ العام 2017.

وفي التاسع عشر من هذا الشهر، رفع المجلس المحلي التابع لفصائل المعارضة الموالية لتركيا سعر ربطة الخبز (700 غرام) إلى ليرتين تركيتين (نحو 600 ليرة سورية)، بعد أن كان بليرة تركية واحدة وبوزن 500 غرام.

وتشهد المدينة سخطاً بسبب استمرار قرار رفع تسعيرة الخبز ونقص الكميات المنتجة، رغم التحسن النسبي في قيمة الليرة التركية المعتمدة في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.

والثلاثاء الماضي، احتج العشرات من السكان في دوار السنتر وسط مدينة الباب ضد قرار المجلس المحلي التابع للمعارضة الموالية لتركيا على رفع تسعيرة ربطة الخبز المنتج في الفرن الآلي بالمدينة.

ورفع، حينها، المحتجون لافتات تندد بالوصاية التركية وطالبوا بالسعي لإنشاء إدارة سورية دون أي تدخل خارجي، متهمين المجلس المحلي بالتبعية والانقياد للأوامر التركية.

نصف الراتب للخبز

ولا يتجاوز المدخول اليومي لمرهف الرحمون 20 ليرة تركية، يدفع ما يقارب نصفها لتأمين الخبز.

يقول: “وهذا لا يعني أنني لا أحتاج أمور أخرى رئيسة غير الخبز، كالأدوية والطعام والكثير من المتطلبات الأخرى”.

ويرى الرجل أن “الحجة التي طبل لها المجلس كانت ارتفاع الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي وعدم ثبات قيمتها، لكن ارتفاع السعر يستمر رغم تحسن الليرة التركية”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر تدهورت قيمة الليرة التركية إلى مستوى 18.3674 مقابل الدولار الأميركي الواحد، لكنها تحسنت لتبلغ يوم أمس الأحد إلى حوالي 11 مقابل الدولار الواحد، بحسب موقع الليرة اليوم المختص بالعملات.

ويشير “الرحمون” إلى عدم تحرك “الفصائل المسيطرة التي نصبت نفسها ولاة أمر على الناس لعزل الفاسدين أو إيجاد حل لغلاء ونقص الخبز”.

ويتم إمداد الفرن الآلي في الباب بمادة الطحين من الأراضي التركية عبر المؤسسة العامة للحبوب التابعة للحكومة السورية المؤقتة الموالية لتركيا.

“تحت رحمة المجلس المحلي”

وقال أحمد واكي (37 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان المدينة، إن العائلات معدومة الدخل أو منخفضة الدخل تعيش الآن تحت رحمة المجلس المحلي.

وتساءل عن المدة التي سيستمر فيها الغلاء “وتستمر الفوضى بدون متابعة ولا رقابة ولا محاسبة”.

ويعتقد “واكي” أن على المجلس المحلي في الباب أن يحذر من التصرفات “التي تساوي بين ممارساته وما كانت حكومة البعث تفعله بالسوريين، فينهض عليكم الناس ويسقطون شرعيتكم كما فعلوا بالنظام السوري”.

ومن جانبه، قال محمود العثمان (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لمدرس في  الباب، إن المجلس المحلي في الباب سار على خطا المجالس الأخرى التابعة للمعارضة في رفع تسعيرة الخبز لكنه زاد عليها.

وأضاف أن المجلس المحلي في مدينة مارع شمال حلب أصدر تسعيرة مادة الخبز بليرتين تركيتين بوزن 1200 غرام، لكن مجلس الباب وضع التسعيرة نفسها لـ 700 غرام.

 ويعتقد الرجل أن الأمر كله متعلق “بالتسلط والفوقية ونهب قوت الضعفاء”.

وأشار “العثمان” إلى وقفة احتجاجية لمدرسي المنطقة منتصف الشهر الحالي للمطالبة بتحسين الرواتب.

لكن عدم حصول المحتجين على استجابة لمطالبهم أدى لإعلان إضراب مفتوح يوم أمس الأحد، بإضراب مفتوح لمدة أسبوع اعتباراً من اليوم، كانت دعت إليه أمس، بسبب عدم الرد على مطالبهم.

ورأى “العثمان” أن الاحتجاجات على تسعيرة الخبز ستلاقي المصير نفسه، “عدم الاستجابة حتى يحقق الفاسدون ما يبغون”.

إعداد: فاروق حمو- تحرير: حكيم أحمد