القامشلي ـ نورث برس
يقود رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب، والذي انشق عن الحكومة السورية في 2012، حراكاً لقوى المعارضة السورية، لعقد “ندوة” في العاصمة القطرية الدوحة، في شباط/ فبراير المقبل، لبحث مسارات الحل السياسي “للأزمة”.
ويأتي تحرك حجاب، لتحريك الوضع السياسي في المشهد السوري المعارض، ويعتقد معارضون، أنه ربما يسعى لإنتاج هيئات ومنصات سياسية جديدة.
ومؤخراً، سربت تقارير صحفية، معلومات عن مشروع إعادة هيكلة يباشره رئيس الحكومة السوري الأسبق، المنشق، رياض حجاب، بإشراف مباشر من أنقرة والدوحة.
وخلال أكثر من عقد على الحرب السورية، فشلت المعارضة على اختلاف مكوناتها بتوحيد صفوفها وتقديم بديل جدي “للنظام” القائم في سوريا. وعلى وقع خسائر ميدانية متتالية، بات صوتها خافتا وقياداتها مشتتة وتتحرك وفق ما تمليه عليها أجندات داعميها.
ومن المقرر دعوة العديد من الشخصيات السورية المعارضة من مختلف التيارات للمشاركة في جلساتها التي ستعقد في الدوحة.
وتتولى تنظيم الندوة ثلاثة مراكز دراسات معارضة وهي (حرمون، جسور وعمران)، تعمل على تجهيز 25 ورقة بحثية لتناقش في 8 جلسات”، بحسب تقارير إعلامية.
وأشارت التقارير إلى “أن هناك أوراقاً بحثية من عدد من الأكاديميين تتناول مسارات الحل السياسي، سواء في جنيف أو أستانا، وما وصلت إليه”.
وكشفت عن أن أكثر من 60 شخصية سورية معارضة مدعوة لحضور الندوة، أبرزها الرئيس الأسبق للائتلاف السوري معاذ الخطيب والمعارض جورج صبرا وبعض الشخصيات التي شاركت في اجتماع المعارضة في مؤتمر الرياض 1 الذي عقد في عام 2015 واستبعدت لاحقاً من مؤتمر الرياض 2 الذي عقد في عام 2017.
كما سيشارك رئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط، ورئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة، والرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة.
ونقلت تقارير صحفية عن مصادرها، أن الندوة “ستناقش أغلب الملفات السياسية المتعلقة بالعملية التفاوضية”.
وأضافت أنه “من المبكر الحديث عن نتائج هذه الندوة، فربما تتمخض عن منصة سياسية جديدة، وربما تبقى في السياق البحثي لا أكثر”.
وبداية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، التقى رياض حجاب مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، في الدوحة، خلال زيارة قام بها الأخير إلى قطر.
وهذا الاجتماع الثاني خلال العام الحالي الذي يجمع بين وزير الخارجية التركي ورئيس الوزراء المنشق، إذ التقيا في الدوحة في آذار/ مارس الماضي، دون تقديم أي معلومات عن القضايا التي تمت مناقشتها خلال الجلسة.
ومشروع حجاب، حول إعادة هيكلة للمعارضة يباشره بنفسه، لا يحمل دعوة إلى التوحد مع منصات موسكو والقاهرة ولا يُدخل في حساباته التشارك مع “حكومة الإنقاذ”، يتضمّن تخلياً عن فكرة إسقاط “النظام السوري”، كطريق أساسية للوصول إلى “سوريا الجديدة”، التي يُراد لها أن تكون ذات سياسات “وسطية”، وتعزل نفسها عن صراعات الإقليم، تحت شعار “المصلحة الوطنية”، والذي يعني عملياً التطبيع مع إسرائيل، والابتعاد عن “محور المقاومة”.
ويُقصي المشروع الكثير من الشخصيات المعارِضة البارزة، ويُقدّم رياض حجاب كشخصية تقود كياناً موازياً للحكومة السورية.