عائلات في مخيم روج بريف ديرك بلا احتياجات شتوية

ديرك- نورث برس

 تقول أسماء بري (29 عاماً)، وهي لاجئة كندية تسكن في مخيم روج قرب مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، إنها وأفراد عائلتها لا يمتلكون معاطف شتوية لتدفئة أنفسهم خارج الخيمة، ولا أغطية للنوم داخلها.

ويشتكي اللاجئون في المخيم من نقص الاحتياجات الشتوية كالأغطية والإسفنجات والملابس، إلى جانب اهتراء الخيم التي يتسرب إليها الهواء البارد مع انخفاض درجات الحرارة لما دون الصفر ليلاً.

تشير “بري” إن استجابة المنظمات الإنسانية لاحتياجاتهم الشتوية “ضعيفة”، فهم يحتاجون لملابس شتوية وشوادر لدعم خيامهم, ” كما أننا نمتلك ست بطانيات فقط ولا تكفينا في ظل هذا البرد”.

تضيف: “أحتاج إلى معطف وطفلي كذلك بحاجة إلى ملابس شتوية فقد أصيب بالأنفلونزا نتيجة البرد”.

وخلال العام الماضي، بدأت الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا بنقل دفعات من عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مخيم الهول شرق الحسكة إلى مخيم روج.

وتهدف الإدارة الذاتية من عمليات النقل تخفيف الضغط عن مخيم الهول وإبعاد عائلات عن تأثير المتشددات في قسم المهاجرات بمخيم الهول، بحسب تصريحات رسمية لمسؤولين في الإدارة الذاتية.

ويضم مخيم روج حالياً 806 عائلة تضم 2.800 فرد بين عرب وأجانب من نساء وأطفال عناصر “داعش” الذين يتحدرون من 62 دولة، بحسب إدارة المخيم.

لا ملابس شتوية

وقالت نورا عبدو، وهي مديرة المخيم، إنهم تلقوا وعوداً من منظمة اليونيسف الأممية بتوزيع ملابس شتوية على اللاجئين في المخيم, “إلا أنه لم يتم التوزيع حتى الآن  في ظل انخفاض درجات الحرارة”.

وأضافت، لنورث برس، أنهم وزعوا مدافئ كهربائية على اللاجئين المصابين بالربو والحساسية، “إلا أن الكهرباء غير متوفرة بشكل دائم وهي مشكلة عامة في جميع مناطق شمال شرقي سوريا”.

ورغم أن عمل المنظمات في المخيم يبدو أفضل من مخيمات تضم فارين من الهجمات التركية في شمال وشرق سوريا، إلا أن لإغلاق معبر اليعربية “تأثير كبير” على كميات المساعدات المقدمة للاجئين حتى في مخيم روج.

 تقول إدارة المخيم إن أعداد الأغطية والإسفنجات التي يتم توزيعها لا تتكافأ مع عدد الأشخاص الذين يسكنون في خيمة واحدة.

وفي كانون الثاني/ يناير 2020، ألغى مجلس الأمن التفويض الممنوح للأمم المتحدة باستخدام معبر اليعربية الحدودي بين العراق وشمال شرقي سوريا.

وقلل هذا من قدرة منظمات الإغاثة على دعم نظام الرعاية الصحية المتعثر هناك والتصدي لجائحة كورونا، بحسب هيومان رايتس ووتش.

ورغم مناشدات منظمات ودول أعضاء في الأمم المتحدة لإعادة التفويض، إلا أن تكرر الفيتو الروسي الصيني أدى لرفض المقترحات أو تعديلها، حتى قبل التصويت أحياناً.

وقالت أميرة محي الدين صادق (32 عاماً)، وهي مصرية الجنسية وتسكن مع طفليها في المخيم، إن الملابس التي استلموها العام الماضي كانت “مقاساتها غير مناسبة ونوعيتها غير جيدة”.

وطالبت بألبسة ومزيد من البطانيات إذ إن الأغطية التي تملكها مهترئة وعددها لا يكفي.

وأضافت باستياء: “يرتدي طفلي نحو أربع كنزات وبيجامات فوق بعضها البعض حتى لا يبرد، لكن حركته تصبح صعبة”.

خيام قديمة

وأشارت “صادق” أن إدارة المخيم بدلّت خيمتها مرتين كانت آخرها العام الماضي، “لكن نوعية الخيمة غير جيدة، باتت قديمة ويجب تبديلها ودعمها بالشوادر والمواد العازلة لتغطيتها وتثبيتها من أجل توفر نسبة من الدفء فيها”.

ويعمل في مخيم روج عدد من المنظمات، منها “بلومنت” التي تشرف على الوضع الخدمي، و”إنقاذ الطفل” التي تستهدف تعليم الأطفال حتى سن الثامنة عشرة، بينما يشرف الهلال الأحمر الكردي على الوضع الصحي.

وتعد لجنة الصليب الأحمر الدولي المسؤولة عن تقديم الخيام للاجئين الأجانب, في حين أن المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين هي التي تتكفل بتأمينها للاجئين العرب.

ووفقاً لإدارة المخيم، فإن المخيم يشهد نقصاً في عدد الخيام، إضافة إلى أن هناك 400 خيمة تحتاج إلى استبدالها بعد أن أصبحت قديمة.

ومع حلول فصل الشتاء، وزعت منظمة “بلومنت” المدافئ والكاز بكمية 25 لتراً للعائلة التي يتراوح عدد أفرادها ما بين شخص وسبعة أشخاص و50 ليتراً للعائلة التي يبلغ عدد أفرداها أكثر من ذلك.

ولكن “صادق” وآخرين اشتكوا من رداءة نوعية المدافئ، فبعد حصولهم عليها تبيّن أن بعضها لا تعمل وأخرى مكسورة، كما أن استخدام الكاز في المدفأة له مخاطر عديدة.

وأضافت “صادق” بينما كانت تجلس بجانب المدفأة: “أشعل المدفئة لمدة ساعة فقط وأراقبها بشكل كامل لأن طفلي يعاني من الربو والتحسس”.

إعداد: سولنار محمد- تحرير: سوزدار محمد