جولة مكوكية للإطار التنسيقي في أربيل سعياً إلى حكومة توافقية

أربيل- نورث برس

لجأت قوى شيعية إلى القيادات في إقليم كردستان العراق، بهدف التوصل إلى توافقات مبدئية حول تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، قبل أيام قليلة من جلسة مقررة للمحكمة الاتحادية بشأن نتائج الانتخابات.

ومن المتفق عليه منذ تأسيس العراق الفيدرالي، هو أن يكون منصب رئيس الحكومة من نصيب القوى الشيعية والبرلمان للسنة والجمهورية للكرد.

لكن هذه المحاصصة في المناصب لا تمنع إمكانية تأثير القوى الكردية والسنية على ميزان تشكيل الحكومة التي أصبحت مؤخراً موضوع جدل حول كيفية حسمها ما بين حكومة “أغلبية” يطالب بها زعيم التيار الصدري مقتدى لصدر أم “توافقية” يدعو إليها الإطار االتنسيقي.

والإطار التنسيقي هي كتلة شيعية كانت من أبرز المعارضين لنتائج الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من أيلول/سبتمبر الفائت، وتضم ائتلاف دولة القانون، النصر، الفتح وعصائب أهل الحق والحكمة، وتيارات أخرى.

وفي مسعى لاستلام دفة الحكم، يجري الإطار التنسيقي مباحثات مع القوى الأخرى لكسب الود وضمان قوته في الحكومة المقبلة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي لم يصدر من جانب المحكمة الاتحادية قرار نهائي بالطعن في نتائج الانتخابات، والتي لا يمكن أن تؤدي إلى المصادقة وتشكيل الحكومة.

ومن المقرر أن تعقد المحكمة الاتحادية جلسة، يوم الأحد المقبل، لإصدار قرارها بشأن الطعون المقدمة في نتائج الانتخابات التي جرت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ويتوقع محللون أنه في حال توصلت الأطراف العراقية إلى توافقات بشأن الحكومة المقبلة، سترد المحكمة الطعون وتصادق على النتائج النهائية كما هي.

وزار وفد الإطار التنسيقي، أمس الأربعاء، مدينة أربيل، وأجرى خلالها لقاءات مع قيادات الحزبين الكرديين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين.

وأشار الاجتماع، الذي جرى بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني ووفد الإطار التنسيقي برئاسة نوري المالكي، بحسب بيان الأخير، إلى إعادة النظر بنظام الحكم في العراق، والاستفادة من التجارب السابقة، والأخذ بالاعتبار مبدأ الشراكة والتوافق والتوازن في عملية الحكم”.

وتبادل الطرفان الآراء حول التحديات أمام مستقبل العراق، وموضوع الخدمات وتهديدات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

كما شددا على استمرار المحاولات في “تقريب وجهات نظر الأطراف واستحقاق المكونات لأجل إيجاد حلول مناسبة للمرحلة القادمة وتجاوز التحديات أمام تشكيل الحكومة العراقية الجديدة”.

والتقى الوفد الشيعي مع نظرائه في الاتحاد الوطني الكردستاني، بمبنى المكتب السياسي للأخير في مدينة أربيل، وبحثا آخر المستجدات السياسية ومرحلة ما بعد الانتخابات وجهود تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة.

ويعتزم وفد من الاتحاد الوطني الكردستاني إجراء زيارة إلى بغداد خلال الفترة المقبلة، لإجراء حوارات مع الأطراف السياسية، بشأن تشكيل حكومة قادرة على مواجهة مخاطر تنظيم “داعش” والقضاء على الفساد وإجراء إصلاحات حقيقية، بحسب بيان الاتحاد الوطني.

وأيضاً، اجتمع الوفد التنسيقي خلال زيارته إلى أربيل، مع رئيس الإقليم نيجرفان بارزاني الذي قال في بيان عقب اللقاء، إن “نتائج الانتخابات النيابية العراقية أكدت بأن العراق له وضع خاص وأن إقليم كردستان لن يكون أبداً جزءاً من المشكلات بل هو دوماً عامل مساعد لحل واقعي وللوصول لشراكة حقيقية بين الأطراف العراقية.”

ووفق النتائج النهائية للانتخابات، فإن الكتلة الصدرية فازت بـ73 مقعداً، يليها تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي 37 مقعداً، تبعه تحالف دولة القانون بزعامة نوري المالكي 33 مقعداً ومن ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني 31 مقعداً.

إعداد وتحرير: هوزان زبير