حوادث خطف متكررة في درعا وسط غياب ضبطها

درعا- نورث برس

تعيد عائلة الطفل محمد القطيفان (ستة أعوام)، وهو من سكان بلدة أبطع بريف درعا الأوسط، جنوبي سوريا، منذ الأحد الماضي، مشاهدة مقطع فيديو يظهر فيه الطفل وهو يذكر تاريخ تصويره ويقول إنه بخير.

والثلاثاء الماضي، تواصل مجهولون مع ذوي الطفل بعد إرسالهم لمقطع الفيديو وطلبوا 500 مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنه.

وكان الطفل قد اختطف على يد مجهولين يستقلون دراجة نارية في الثاني من الشهر الفائت أثناء ذهابه إلى المدرسة، بحسب مقربين من العائلة.

ورغم انتهاء عمليات التسوية الثانية في درعا منذ قرابة شهرين، إلا أن الوضع الأمني يستمر في التدهور إذ تسجل المحافظة بشكل يومي حوادث اختطاف وقتل واغتيال إلى جانب الاعتقالات التي تنفذها القوات الحكومية، دون الكشف عن المتورطين في هكذا عمليات.

وفي السادس من أيلول/ سبتمبر الماضي، بدأ تنفيذ الاتفاق في درعا البلد، تلتها مدن وبلدات أخرى، حيث أنشأت الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية في المحافظة 23 مركزاً تمت فيها تسوية أوضاع لمئات الأشخاص.

واتهم محمود الحريري، وهو من وجهاء درعا، القوات الحكومية أو متعاونين معها بأنها من تقوم بعمليات الخطف.

وقال إن أغلب عصابات الخطف تمر عبر الحواجز العسكرية التابعة للقوات الحكومية “ولا يتم تفتيش سياراتهم على عكس ما يتم مع المواطنين”.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية تتحدث عن حالات الخطف دون السعي للكشف عن “مرتكبي هذه الجرائم”.

عمليات خطف متكررة

والسبت الماضي، داهم مجهولون منزل يوسف الزعبي في بلدة الطيبة في ريف درعا الشرقي واقتادوه إلى جهة مجهولة.

وذكرت مصادر مقربة من المختطف، لنورث برس، أنهم وجدوا آثار دماء على سرير “الزعبي”، ما يرجح إصابته قبل اختطافه.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن “الزعبي” مدني ولم ينضم إلى أي جهة عسكرية أو سياسية، إذ أنه كان يعمل في دولة قطر ويعيش هناك مع عائلته قبل أن يعود بمفرده إلى منزله بعد سيطرة القوات الحكومية على الجنوب السوري صيف العام 2018.

وفي الثامن من الشهر الجاري، اختطف الشاب أحمد البردان على يد مجهولين على أطراف مدينة طفس بريف درعا الغربي.

وذكر مصدر محلي في طفس، لنورث برس، إن الخاطفين طالبوا ذويه المتواجدين في مخيم الزعتري بالأردن بـ 175 مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنه.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، اختطف مجهولون الطفل مضر القباطي (13 عاماً) من مدينة أزرع بريف درعا الشرقي والتي تعتبر من أكثر المدن ذات الكثافة الأمنية في ريف درعا الشرقي.

وقال علي الزعبي (65 عاماً)، وهو من سكان ريف درعا الشرقي، إن الخاطفين غادروا المدينة عبر أحد الحواجز العسكرية التابعة للقوات الحكومية دون أن يتم تفتيشهم والكشف عن الطفل المختطف في السيارة.

وذكر أن الجهة الخاطفة طالبت ذوي الطفل بمبلغ مالي كبير قبل أن يتم تحريره منهم، دون الكشف عن الطريقة.

وحينها، وجه أهالي المدينة أصابع الاتهام إلى عناصر في فرع الأمن العسكري التابع للقوات الحكومية في مدينة أزرع.

مصير مجهول

ولا يزال مصير الطفلة سلام الخلف (ثمانية أعوام)، وهي من سكان بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي، مجهولاً حتى الآن رغم مرور أكثر من عام ونصف على اختطافها.

وكانت الطفلة قد اختطفت على يد مجهولين يستقلون سيارة من نوع “فان هوندايH1 أسود اللون” في العاشر من آذار/ مارس العام الماضي أثناء عودتها من المدرسة، وفقاً لمقربين من العائلة.

ويقول سكان محليون إن القرى والمدن التي تتواجد فيها القوات الحكومية بكثافة هي التي تشهد عمليات الخطف على الرغم من كثرة الحواجز العسكرية التابعة لها.

ويشير هؤلاء إلى أن المناطق التي يسيطر عليها اللواء الثامن المدعوم من روسيا مثل مدينة بصرى الشام وما حولها لم تسجل حالات خطف كغيرها.

وفي وقت سابق، قال قيادي في اللواء الثامن لنورث برس إن “الوضع الأمني في مناطق سيطرة اللواء الثامن، مستقر مقارنة بالوضع الأمني في القرى والبلدات التي تسيطر عليها القوات الحكومية”.

كما ولم يتم معرفة مصير جهاد عيّاش (35 عاماً) وهو من سكان درعا البلد حتى الآن، رغم مرور نحو أكثر من عام على اختطافه.

وفي الثالث والعشرون من آب/ أغسطس العام الماضي، اختطف “عيّاش” بعد خروجه من  حي المنشية بدرعا البلد مع سيارته التي يعمل عليها كسائق تاكسي أجرة، حيث كان متوجهاً نحو منزله.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: سوزدار محمد