كهرباء حلب تشترط على أحد الأحياء “مبادرة أهلية” لدفع تكلفة صيانة الشبكة
حلب- نورث برس
لا يجد صلاح حناوي (55 عاماً)، وهو من سكان حي المشهد في مدينة حلب شمالي سوريا، مفراً من دفع نحو مليوني ليرة سورية لشركة الكهرباء الحكومية ضمن “مبادرة أهلية” حتى يتم صيانة الشبكة في حيه.
يقول الرجل إنه وجيرانه يسعون للقاء المسؤولين من لجان ومختار الحي من أجل تمديد الشبكة الهوائية للكهرباء، إلى أن اشترطت الشركة الحكومية على السكان دفع مبالغ كبيرة لتنفيذ ذلك.
ومنذ أربعة أعوام، راجع “حناوي” شركة الكهرباء لعشرات المرات بطلب تجهيز خط التغذية الكهربائي الذي يبعد عن منزله كيلومتراً ونصف الكيلومتر.
ويقول سكان في حلب إن ادعاءات الحكومة بعودة الخدمات إلى أحيائهم التي سيطرت عليها القوات الحكومية نهاية العام 2016 غير صحيحة.
وتحتفل الحكومة هذه الأيام بالذكرى الخامسة لما تصفه بـ“تحرير حلب”، وسط غياب الخدمات وفقدان المواد الأساسية وغلاء المعيشة.
وزار وفد وزاري برئاسة رئيس الحكومة، حسين عرنوس، المدينة بالتزامن مع احتفالات ومهرجانات أقامتها الفعاليات الحكومية.
“حكومة تشارك السكان”
يقول “حناوي” إن شركة الكهرباء التي تنوي تقاسم تكلفة الشبكة مع الأهالي تحت مسمى “مبادرة أهلية” لم توفر خلال السنوات السابقة حتى إنارة للشوارع.
ويصف الحي الذي يسكنه بـ”المرعب” ليلاً، إذ لا ينزل أحد للشوارع إلا للضرورة.
وتغيب الكهرباء عن غالبية أحياء حلب الشرقية، باستثناء مواقع يقول السكان إنها تابعة للحكومة أو يسكنها موالون لها.
وقال محمد قصاب (40 عاماً)، وهو من سكان حي المشهد بحلب، إن شركة الكهرباء ثبتت الأعمدة في الجهة المقابلة لمنزله منذ عام ونصف، “ونحن ننتظر حتى الآن”.
وأضاف: “موظف الجباية يأتي لفك الساعات الكهربائية المتبقية بحجة تراكم الفواتير وعدم تسديد أصحابها الذمم المالية المترتبة عليهم خلال سنوات الحرب”.
وتعتمد شركة الكهرباء على متعهدين في قطاع الشركات لتمديد الشبكة الهوائية، ليتم وضع المحولات حين توفرها.
ويصف “قصاب” زيارات المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام الحكومية لتصوير فتح طريق أو شطف آخر بـ “متل يلي يعمل مكياج لوحدة متوفية”.
لكن غسان إدريس (40 عاماً)، وهو من سكان ساحة المشهد بحلب ، قال إنه لن يدفع الملايين ثمناً لمحولة لتوفير الكهرباء.
وحتى في الأحياء الغربية لحلب التي لم تتدمر شبكة الكهرباء فيها بالكامل، تتراوح ساعات القطع فيها بين 18 و 20 ساعة متواصلة، مقابل ساعة أو ساعتي وصل ليلاً، بحسب سكان.
وتعتبر مدينة حلب هي الأدنى في مستوى حصولها على الكهرباء الموزعة بين المحافظات ويصل إليها ما يقارب (170) ميغا فقط بحسب إحصاء أخير من شركة الكهرباء بحلب.
وتغذي الكمية الواصلة للمدينة المشافي العامة والجامعات والجهات الأمنية وفرع الحزب وبناء المحافظة والمناطق الصناعية داخل وخارج المدينة من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً.
يقول ” إدريس”: “مضى 11 عاماً على آخر مرة استخدمت فيها الكهرباء في منزلي، وأنا مطالب بدفع فواتير تلك السنوات للشركة، رغم أنني أعتمد في بيتي على مولدة خاصة (أمبيرات) قريبة وأدفع عشرة آلاف ليرة أسبوعياً”.
وقال مصدر في شركة الكهرباء الحكومية، لنورث برس، إنه “ما من قانون ينص على مبادرات أهلية تجبر المواطنين على تحمل تكلفة إيصال الكهرباء إليهم، لكن الحرب والعقوبات المفروضة على البلاد تتطلب ذلك”.
وأضاف: “على الأهالي التقدم إلى الشركة بطلب التغذية الكهرباء لمناطقهم ودفع ما عليهم من ذمم متراكمة حتى يتسنى للشركة مع مبادرات مشتركة إعادة التيار الكهربائي إلى الأحياء”.