سبعة معامل للألبان في منبج وسكان يصفونها بطعام الأغنياء

منبج- نورث برس

ينتظر محمد حمام (45 عاماً)، وهو صاحب معمل لإنتاج الألبان والأجبان في مدينة منبج شمالي سوريا، كل يوم السيارة التي تقوم بجمع الحليب من الأرياف وتنقله إلى معمله بحي السرب في الجهة الشمالية للمدينة، آملاً أن تكون الكمية كافية.

يقول إن كميات الحليب “قليلة جداً” بسبب تراجع إنتاج المواشي، وهي لا تكفي لمعمله.

ويرى أن ارتفاع أسعار منتجات معمله في الآونة الأخيرة يعود لنقص كميات الحليب الواردة من المربين في الأرياف، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج من عمال وأجور شحن وثمن مستلزمات للإنتاج.

ويعيد منتجو ألبان في منبج قلة الكميات المنتجة وارتفاع أسعارها إلى أسباب موسمية مرتبطة بنقص الإنتاج شتاء، وأخرى تتعلق بنقص الوقود وارتفاع تكاليف العمل.

وتنتج سبعة معامل مرخصة في منبج مشتقات اللبن والجبن والزبدة واللبنة والسمن.

صناعة زمن الجفاف

ويشتري “حمام” الحليب البقري من مربي المواشي في ريف منبج بما يقارب 1200 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وتجوب سيارة للمعمل القرى والمزارع لشرائه.

لكن تربية المواشي وإنتاجها تراجعت مؤخراً بسبب موجة الجفاف وحبس تركيا لتدفق مياه الفرات والتدهور الاقتصادي في البلاد عموماً، بحسب مربين ومنتجين.

وقد يتفاوت سعر الحليب تبعاً لجودته، على حد قول صاحب المعمل الذي له فرعان أحدهما في منبج والآخر في كوباني.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمعمل “حمام” قرابة طن واحد من مشتقات الحليب يومياً، حيث ينتج اكثر من 20 صنفاً للجبنة، إلى جانب لبن الأبقار والأغنام.

وعند دخول المعمل تلفت الأنظار أنواع متعددة من الجبنة والزبدة والسمن العربي واللبن منسقة، كل منها على حدة، ومنها ما يباع معبأ في أوان معدنية أو بلاستيكية أو غير معبأة مما تم عرضه على طاولة.

ويبيع المعمل سطل لبن البقر (سعة أربعة كيلوغرامات) بخمسة آلاف ليرة، والكيلوغرام الواحد من الحليب بـ 1.400 ليرة والجبنة الخضراء بثمانية آلاف ليرة سورية.

 أما السمن البلدي، فيباع المنتج من حليب الأبقار بـ 20 ألف ليرة ومن حليب الأغنام بـ 30 ألفاً، بينما تباع الزبدة ب 20 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد.

ووراء ستارة من القماش يشرف عشرة عمال بشكل متواصل على آلات غلي الحليب والتبريد والتعبئة لإنتاج الأصناف.

وتتراوح أجرة العمال اليومية في المعمل بين عشرة آلاف ليرة سورية و15 ألفاً، بحسب طبيعة عمل كل منهم.

نقص وقود

أما عبد الرحمن حمزة (40 عاماً)، وهو صاحب معمل لإنتاج الألبان والأجبان في قرية خرفان بريف منبج الشرقي، فيقول إن مشكلة معمله الرئيسة هي نقص كميات وقود المازوت (الديزل) المخصصة لمعمله، “فهي لا تكفي ونضطر في غالبية الأحيان لشراء المازوت من السوق السوداء”.

ويضيف لنورث برس أن حاجة معمله لكميات كبيرة من الوقود تعود لتردي وضع التيار الكهربائي في الريف وزيادة ساعات التقنين.

ويشير إلى أن وضع الكهرباء في المدينة أفضل من الريف، حيث تتوفر هناك مولدات خاصة تعمل وفق نظام الأمبيرات.

وأعاد محمد جميل، وهو نائب الرئاسة المشاركة لمديرية المحروقات في منبج، سبب  عدم حصول معامل الأجبان والألبان وبقية المعامل على احتياجاتهم من الوقود إلى الضغط الموجود حاليا على توزيع مادة المازوت للتدفئة .

وقال إن المشكلة ستحل بمجرد الانتهاء من توزيع مازوت التدفئة .

وتقدم مديرية المحروقات وقود المازوت بسعر 110 ليرات سورية لسبعة معامل أجبان في منبج، ليحصل كل منها على ما يتراوح بين 1.200 و2.200 لتراً من المازوت كل 15 يوماً، بحسب طبيعة الآلات الموجودة في كل معمل وبسعر 110 ليرات سورية .

ويعمل معمل “حمزة”  باستمرار على مدار 24 ساعة لإنتاج مختلف أصناف مشتقات الحليب.

لكن صاحبه يقول إنهم لا يتمكنون من تلبية كافة الطلبات لكثرتها بالمقارنة مع كميات الحليب التي يحصل المعمل عليها.

أسباب مختلفة

وقال حسن الحجاج (34 عاماً)، وهو مربي مواش في ريف منبج الشرقي، إن من الطبيعي انخفاض كميات الحليب شتاءً، لا سيما مع استخدام أعلاف بكميات “تنفع فقط لإبقاء المواشي حية”.

وتشهد منطقة شمال وشرقي سوريا نقصاً في المنتجات الزراعية، أبرزها الطحين والأعلاف، بسبب عام جفاف وإغلاق المعابر.

 إضافة لذلك تؤثر درجات الحرارة المنخفضة على إنتاج الحليب لا سيما في فترة راحة للمواشي قبل الولادات.

واعتبر محمد بكرو (26 عاماً)، وهو عامل من سكان مدينة منبج، ان أسعار الأجبان والألبان مرتفعة جداً، وأنها باتت من “أطعمة الأغنياء التي لا يطالها عامة الناس”.

وقال إن أصحاب الدخل المحدود وعمال المياومة لا يستطيعون شراء الأجبان والألبان، فثمن الكيلوغرام الواحد من الجبنة يحتاج لعمل يومين متتاليين دون شراء احتياجات أخرى للمنزل من خبز وخضار ومواد غذائية .

وطالب بكرو مديرية التموين بضرورة تحديد الأسعار والوقوف على الأسباب الحقيقية لغلائها حتى يتسنى للجميع شرائها .

إعداد: صدام الحسن- تحرير: حكيم أحمد