قبل أن ينتهي العام.. آلية أخرى لتوزيع الخبز في دمشق

دمشق- نورث برس

أثار إعلان وزارة التجارة الداخلية في الحكومة السورية، مطلع هذا الأسبوع، آلية جديدة لتوزيع مخصصات الخبز، سخطاً بين سكان العاصمة دمشق.

وتقضي الآلية الجديدة تخصيص يومين في الأسبوع لاستلام العائلة مخصصاتها التي خضعت لعدة قرارات تقنين وتوطين وتغيير لآليات التوزيع.

وخلال حديثها لإذاعة “شام إف إم” المرخصة من الحكومة، قالت مديرة المواد في الوزارة، ناهد الحجي، إنه بحسب الآلية المتبعة حالياً “لوحظ أن كل يوم خميس يكون هناك ازدحام شديد على المخابز”.

ووفق الآلية الجديدة، المقرر تطبيقها في الخامس والعشرين من هذا الشهر، سيحصل السكان على مخصصاتهم كل يومين في الأسبوع.

“تبريرات غير منطقية”

وقالت أروى صابر (35عاماً)، وهي عاملة نظافة في مشفى حكومي وتعيش في حي مزة-شيخ سعد: ” ننذل مئة مرة في اليوم، بتنا نشتهي الموت بدل الخبز”.

وأضافت: “مرة يخترعون البطاقة الذكية، ومرة يحددون عدد الأرغفة التي علينا تناولها، والآن يخصصون أياماً محددة للحصول عليها”.

وتعتقد أروى، الأم لطفلين، أن جميع التبريرات الحكومية “غير منطقية لاتخاذ هذا القرار الذي يطال لقمة عيش الفقراء بعد عشرة أعوام من الحرب والفقر”.

وتقصد المرأة الأفران لأن شراء الخبز مباشرة سيكلفها 200 ليرة سورية، بينما شراؤه من المعتمد عبر البطاقة الذكية فيكلف 400 ليرة سورية.

وتتنقل أحياناً بين عدة أفران دون أن تتمكن من الحصول على ما يكفي عائلتها الصغيرة من الخبز.

وتعد مشكلة نقص الخبز إحدى الأزمات التي فاقمت أزمات السوريين في مناطق سيطرة الحكومة السورية، إلى جانب أزمات الوقود والكهرباء والغلاء.

ولم تتمكن الحكومة عبر قراراتها العديدة في العام الذي شارف على الانتهاء من تخفيف عقبات الحصول على الخبز ووصوله بكميات مناسبة لمستحقيه.

وفي تموز/ يوليو الماضي، حددت الحكومة السورية عدد الأرغفة المستحقة للعائلات، ما أدى إلى خفض بنسبة 50 في المائة عن الحصص السابقة في معظم الشرائح المحددة.

“أمر مفزع”

وكل صباح، يتوجه إسماعيل أنور (77 عاماً)، وهو موظف متقاعد يعيش في حي مزة شيخ سعد، باكراً إلى الفرن ليحصل على مخصصاته من الخبز.

يقول إن “جميع حلول الحكومة باءت بالفشل، بدءاً من البطاقة الذكية وتقنين مخصصات الخبز للعائلة الواحدة وانتهاء بقرارهم الأخير، فالأزمة ما زالت في تصاعد”.

ويضيف الرجل الذي يعيش مع زوجته بعد زواج أبنائهما: “لقد جربنا كل الأزمات في هذا البلد، ولكن على الحكومة ألا تختبرنا في قضية رغيف الخبز فقراراتها غير المدروسة تدفع الأوضاع لمزيد من التأزم”.

ويقضي لؤي ناصر (23 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالب يتحدر من درعا يقيم في المدينة الجامعية في المزة، ساعات طويلة مع طلاب آخرين في انتظار الحصول على ربطة خبز من الفرن القريب من السكن الجامعي.

يقول إنه يضطر للتأخر عن محاضراته أحياناً حتى يحصل على الخبز من هذا الفرن “فإنتاجه أفضل من الفرن الموجود في المدينة الجامعية، كما أنني أوفر بذلك 200 ليرة”.

ويصف لؤي خطوات تقنين الخبز وتخصيص أيام محددة لها بـ”أمر مفزع في بلد تعجز حكومته عن توفير أبسط متطلبات حياة مواطنيها”.

ويضيف متهكماً: “بقي أن نستيقظ يوماً على قرار إلغاء الخبز”.

إعداد: ياسمين علي- تحرير: حكيم أحمد