قبل يومين من موعدها.. إشارات شبه رسمية توحي بتأجيل الانتخابات في ليبيا
أربيل- نورث برس
تتحدث أطراف ليبية عن استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر في الرابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الحالي، الأمر الذي قد يعقد المشهد السياسي والأمني في البلاد.
وعدم نشر القوائم النهائية للمرشحين للرئاسة الليبيبة، إضافة إلى الخلافات المستمرة بين المعسكرين المتنافسين تشير إلى عدم إمكانية تنظيمها في الموعد المحدد، مع توقع إعلان تأجيلها رسمياً خلال الأيام المقبلة.
وطالب 19 مترشحاً رئاسياً مفوضية الانتخابات بإعلان القائمة النهائية في انتخابات الرئاسة، كما أنهم طالبوا المفوضية بكشف أسباب عدم إجراء الانتخابات في موعدها.
كما طالبوا بتزويدهم بتفسيرات لأسباب عدم إجراء الاقتراع في الموعد المحدد.
وهذه المطالبات تعتبر شكلاً من أشكال الاعتراف ضمنياً بأن ليبيا لن تشهد انتخابات رئاسية في الرابع والعشرين من هذا الشهر.
وشدد المرشح الرئاسي الشريف الوافي في تغريدة على أن “تأجيل الانتخابات أصبح أمراً واقعاً لا مفر منه بعد تأخر المفوضية في إعلان القائمة النهائية للمترشحين”.
وأشار إلى أن “ذلك قد يفضي لانهيار خريطة الطريق وعودة العنف والاقتتال وانقسام البلاد”.
وفشلت اللجنة العليا للانتخابات في البلاد في الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين وقامت بحل اللجان الانتخابية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
وانتشرت بشكل كثيف مجموعات مسلحة في عدة مناطق جنوب العاصمة الليبية، أمس الثلاثاء، ما أشاع جوًا من التوتر في الوقت الذي عقد فيه بعض المرشحين للرئاسة لقاءات مع المشير خليفة حفتر.
ولم تصدر السلطات الرسمية أي تعليق رسمي حول أسباب هذا الانتشار الكثيف وخلفياته وهو الثاني للمجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس في أقل من أسبوع.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن هذه التحركات “تخلق حالة من التوتر، وتعزز خطر الصدامات التي قد تتحول إلى صراع”.
وأضافت: “يتعين حل أي خلافات بشأن المسائل السياسية أو العسكرية عبر الحوار، لا سيما في هذه المرحلة، حيث تمر البلاد فيها بعملية انتخابية صعبة ومعقدة يرجى منها أن تؤدي إلى انتقال سلمي”.
كما دعت البعثة الأممية، جميع الجهات الفاعلة الليبية إلى “ممارسة ضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة، والعمل معاً لتهيئة مناخ أمني وسياسي يحافظ على تقدم ليبيا ويمكِّن من إجراء انتخابات سلمية وعملية انتقال ناجحة”.
ومضى أكثر من عام على وقف إطلاق النار بين المعسكرين المتنافسين في الشرق والغرب، وأنهى الاتفاق الحرب التي شنتها قوات حفتر على طرابلس وغرب ليبيا، واستمرت 15 شهراً وانتهت بانسحاب قواته إلى سرت منتصف العام 2020.
وأعقب ذلك تشكيل حكومة موحدة جديدة بداية 2021، في نهاية عملية بقيادة الأمم المتحدة، لإدارة المرحلة الانتقالية وتنظيم انتخابات رئاسية ومن ثم نيابية.