السويداء- نورث برس
لا يزال التوتر سيد المشهد في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بعد مقتل القيادي المحلي شادي علبة على يد عناصر حفظ النظام في منطقة دوار العنقود على مدخل مدينة السويداء الشمالي.
ويقول نشطاء إن دمشق تريد إعادة سيطرتها على السويداء عبر بث الفتن وإثارة القلاقل في المدينة، خصوصاً بعد أن أنهت تسويات درعا.
وخلال السنوات العشر الماضية، تلاشى الدور الرسمي لقوات الحكومة وأجهزتها الأمنية في السويداء واقتصر وجودها في أماكن محدودة جداً كمبنى المحافظة وبعض المرافق الأخرى، وتولت فصائل عدة مهمة حفظ الأمن في المدينة وأريافها.
وأمس ليلاً قُتل عنصر من قوات الحكومة السورية وجُرح ثلاثة آخرون إثر هجوم شنّه مسلحون على مبنى قيادة الشرطة في مدينة السويداء، وذلك رداً على مقتل “علبة”.
كما أطلقت مجموعات تتبع للأمن العسكري، أمس، النار على مباني قيادة الشرطة والمحافظة وسط مدينة السويداء مما أدى لسقوط قتيل (عادل الظاهر) من مرتبات فرع الأمن السياسي في المحافظة.
وتضرر عدد من المباني والمحال التجارية المجاورة لهذه المباني وسط رد ناري كثيف من قبل عناصر الأمن في هذه النقاط.
وقالت وسائل إعلام إن القيادي المحلي شادي علبة هو في الأصل تابع لفرع الأمن العسكري ومرتبط به، وحصل الاشتباك نتيجة خلاف على النفوذ مع الأمن السياسي والشرطة التابعة لوزارة الداخلية.
وذكرت المصادر أن قوات الحكومة ألقت جثة علبة على قارعة الطريق، وهو ما أثار غضب ذويه والمجموعات التابعة له، حيث أصدروا بيانات تهدد فيها الحكومة بالرد.
وشهدت السويداء صباح الاثنين الماضي، اشتباكاً بين مجموعة محلية مسلحة قطعت دوار “الباسل” في المدينة على خلفية اعتقال قوات الحكومة الناشط نورس بو زين الدين، الأحد الماضي في دمشق.
واعتقلت دورية أمنيّة الناشط، أثناء وجوده في كراج العباسيين بدمشق، واقتادته إلى مكان مجهول عقب ذلك، بتهمة المشاركة في مظاهرات “بدنا نعيش” المناهضة لحكومة دمشق مطلع العام الماضي.
وكانت محافظة السويداء شهدت، مطلع عام 2020، احتجاجات شعبية استمرت لعدة أيام على التوالي طالبت بتحسين الوضع المعيشي في المحافظة التي تشهد سوءاً في الخدمات والواقع المعيشي.
وتشهد محافظة السويداء حالة من التوتر الأمني عقب تعيين نمير مخلوف محافظًا جديدًا لها، والذي عزز المحافظة بقوات أمنية أثارت تخوف سكان المدينة، التي يوجد فيها العديد من الفصائل العسكرية المناهضة للقوات الحكومية، من احتمالية نشوب صدام بين الطرفين.
ويأتي ذلك في ظل حالة من الغياب شبه التام لأجهزة الحكومة الأمنية تعانيها المحافظة منذ عدة سنوات، إذ تنتشر فيها العديد من المجموعات العسكرية المستقلة، منها موالية للحكومة، ومنها تقدم نفسها على أنها معارضة.
وخلال تشرين الثاني الماضي، تعرّض 15 شخصاً للخطف و”الاحتجاز القسري” في المحافظة، بينما قُتل ثمانية أشخاص خلال الشهر ذاته، بحسب إحصائية أصدرتها شبكة “السويداء 24” المحلية.