اقترب رأس السنة ولم تصل صهاريج المازوت لمنازل في الحسكة
الحسكة- نورث برس
يضطر طارق محمد علي (40 عاماً)، وهو من سكان حارة المعيشية في حي الناصرة بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، لشراء مادة المازوت (الديزل) من خارج المحطات بأسعار باهظة مع تأخر استلام مخصصاته للتدفئة هذا الشتاء، بينما لا تتمكن عائلات من تحمل التكاليف الإضافية.
يقول إنه اشترى اللتر الواحد من مادة المازوت بـ800 ليرة من منازل ومستودعات بعض الباعة الذين يبيعونها سراً وسط تشديد الرقابة في الأسواق.
ويضيف: “لدي أطفال صغار.. قمنا بتركيب المدفأة ولم نحصل على مخصصاتنا”.
وخصصت الإدارة الذاتية هذا العام 440 ليتراً من مازوت التدفئة لكل عائلة في مناطقها بسعر 85 ليرة سورية لكل ليتر.
إلا أن سكاناً في الحسكة والقامشلي ومخيمات في المنطقة، قالوا إنهم لم يستلموا مخصصاتهم رغم مرور قرابة شهر من شتاء هذا العام، بينما يقول آخرون إن الدفعة الأولى التي استلموها (220 ليتراً) على وشك النفاذ.
تكلفة إضافية
يشير “محمد علي” إلى أنه يجني من عمله على الدراجة النارية التي يستخدمها كوسيلة مواصلات للسكان نحو عشرة آلاف ليرة سورية، “أشتري بنصف المبلغ محروقات للتدفئة.. في السابق كان سعره على البسطات يتراوح بين 150 و200 ليرة، أما الآن فبات يقدر بنحو 800 ليرة”.
وأواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، قامت لجان من شركة محروقات الحسكة بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي (الأسايش) بحملة مصادرة لكميات من مادتي المازوت والبنزين مما كان يباع في محال وبسطات دون تراخيص.
ويحصل أولئك الباعة على الوقود بطرق غير نظامية لبيعها بأسعار تصل لنحو 800 ليرة للتر الواحد من مادة المازوت ونحو 1200 ليرة لكل لتر من مادة البنزين.
وقبل أيام، وصل صهريج التوزيع إلى منزل فايز علو (49 عاماً)، وهو بائع خضار يعيش في حي المفتي، لكنه ينتقد اقتصار الكمية التي حصل عليها على نصف مخصصات عائلته.
يقول لنورث برس: ” في حي المفتي حصلنا على برميل واحد (220 ليتراً) فقط، في حين أن أحياء الناصرة وغيرها حصلت على برميلين، كيف لنا أن نتدبر امورنا بكمية 220 لتراً فقط، ستكفينا 15 يوماً فقط”.
ويضيف: “في الأعوام السابقة في حال تأخر التوزيع كنا نقوم بشراء وقود التدفئة من الأسواق، أما الآن وبعد منع بيع المحروقات علناً في الأسواق صارت الأمور صعبة لنا، خاصة في ظل التقنين المتزايد للكهرباء النظامية”.
ويطالب “علو” مسؤولي شركة محروقات في الإدارة الذاتية بـ”الإسراع في توزيع محروقات التدفئة قبل انتهاء فصل الشتاء”.
حرق البلاستيك
ويتركز عدم توزيع وقود التدفئة أو تجزئة المخصصات لدفعتين في أحياء الصالحية والمفتي والنشوة الغربية والكلاسة والناصرة وغيرها.
وقد تلجأ عائلات لا تتمكن من تحمل تكلفة شراء المازوت من السوق السوداء أو استعارة كميات من أقاربها إلى حرق قطع البلاستيك والأقمشة المهترئة، وهي ظاهرة ذات مضار صحية كانت قد انحسرت خلال الأعوام القليلة الماضية.
يقول حسن الفياض (41 عاماً)، وهو من سكان قرية العنكزي غرب الحسكة، إن قطع الأخشاب والنايلون وغيرها من المواد التالفة ما عادت متوفرة في أماكن وضع القمامة، نظراً بسبب اضطرار سكان لجمعها للتدفئة مع تأخر حصولهم على مخصصاتهم من المحروقات.
ويضيف: ” لدي أطفال يمرضون بشكل متكرر، نضطر لأخذهم لعيادات الأطباء أو الصيدليات”.
ومن جانبه، قال إبراهيم حسن، وهو مدير لجنة محروقات الحسكة، لنورث برس، إن الأعداد الكبيرة لساكني مدينة الحسكة والوافدين إليها “كان أحد أسباب وأضاف: “نتيجة تأخر التوزيع واشتداد موجة البرد تم إقرار توزيع كمية 220 لتراً كدفعة أولى، بينما كان التوزيع سابقاً 440 لتراً.
وتم إصدار مئة ألف بطاقة في الحسكة، ولا يزال إصدارها مستمراً، بحسب “حسن”.
وتقول لجنة المحروقات إن توزيع الدفعة الأولى سينتهي مع نهاية العام، بينما ستصل الدفعة الثانية لاحقاً للعائلات التي لم تحصل على مخصصاتها كاملة.