بيدرسن: جميع الأطراف في سوريا تواجه مأزقاً وعلينا المضي قدماً بالعملية السياسية
أربيل- نورث برس
شدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن على “استكشاف” إمكانية المضي قدماً بالعملية السياسية في سوريا، خلال عام 2022، فيما أشار إلى أن جميع الأطراف تواجه مأزقاً استراتيجياً. من جانبه، جدد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة، مارتن غريفيثس، دعوته لحماية المدنيين، وركز على الإغاثة في شمال غربي البلاد.
وجاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن، عُقدت أمس الاثنين، بشأن الوضع السياسي والإنساني في سوريا.
وأعرب بيدرسن في كلمة افتراضية عن أمله في “إمكانية العمل على خطوات ملموسة نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 خلال العام المقبل.”
وقال إن الوضع الراهن ينطوي على العديد من المخاطر، “وسيكون من الحماقة فقط إدارة مأزق غير مقبول ومتدهور”.
وشدد على أن الحقائق التي تواجه جميع الأطراف يجب أن تعزز المصلحة في التسوية، وتفتح الفرص لخطوات ملموسة إلى الأمام على المسار السياسي.
مأزق ستراتيجي
وقال بيدرسن، الذي مضى ست سنوات على اعتماده مبعوثاً إلى سوريا، إنه “لا يزال أمامنا، مع الأسف، الكثير من العمل الذي ينبغي فعله في سبيل تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، بشكل يخفف من معاناة الشعب السوري، ويلبي تطلعاته المشروعة، ويعيد لسوريا وحدتها وسيادتها.”
وقال إن جميع الأطراف تواجه مأزقاً استراتيجياً على الأرض استمر حتى الآن لمدة 21 شهراً، دون أي تغييرات في الخطوط الأمامية، مما يوضح بشكل متزايد أنه لا توجد جهة فاعلة أو مجموعة فاعلة يمكنها حسم نتيجة الصراع.
وأضاف، إن ” تحقيق الحل العسكري لا يزال بمثابة وهم”.
وأشار بيدرسن إلى المخاطر المتمثلة بـ”المعاناة الإنسانية وأزمة النزوح المستمرة وانهيار الاقتصاد والانقسام الفعلي للبلد إضافة إلى مخاطر التصعيد المتجدد واستمرار تهديد الإرهاب”.
وسافر بيدرسن، مؤخراً، إلى دمشق لإجراء مناقشات واسعة النطاق مع الحكومة السورية، كما عقد مباحثات واسعة النطاق في المنطقة.
واجتمع مع وزراء خارجية الأردن والسعودية وسلطنة عمان ومصر والإمارات، في تشرين الثاني/ نوفمبر، ومع الحكومة اللبنانية في وقت سابق من هذا الشهر.
مشاركة في مباحثات نور سلطان
وأعرب بيدرسن عن استعداده لعقد الدورة السابعة للجنة الدستورية في جنيف بمجرد التوصل إلى تفاهمات.
وقال إن نائبته، خولة مطر، توجهت إلى نور سلطان، عاصمة كازاخستان للقاء مسؤولين روس وأتراك وإيرانيين وآخرين يشاركون في اجتماع مماثل لاجتماع أستانا.
ومن المقرر أن تشهد العاصمة الكازاخستانية جولة جديدة من المفاوضات بين وفود من الحكومة السورية والمعارضة وبحضور ممثلين عن تركيا و إيران وروسيا.
وستستمر المفاوضات في العاصمة نور سلطان يومي الواحد والعشرين والثاني والعشرين كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وبدأت أول جولة من المفاوضات في كازاخستان قبل خمس سنوات بخصوص “الأزمة السورية”.
وتلعب كل من إيران وروسيا وتركيا دور “الضامن” في المحادثات التي أطلقت عليها “محادثات أستانا” وعقدت منها 16 جولة حتى الآن، كانت آخرها في منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي في العاصمة الكازاخية نور سلطان.
وقال بيدرسن إنه لمس، من خلال كل هذا التواصل، “قدراً كبيراً من عدم الثقة”. ولكن مع ذلك، أشار إلى وجود اهتمام كاف من جميع الأطراف لاختبار ما يمكن أن يتحقق عبر عملية سياسية أوسع، على حد تعبيره.
وأعرب عن أمله في التمكن من البدء في تحديد خطوات تدريجية ومتبادلة وواقعية ودقيقة ويمكن التحقق منها، والاتفاق عليها، والتي يمكن اتخاذها بالتوازي لبناء الثقة والمساعدة في دفع العملية السياسية إلى الأمام تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2254.
استمرار العملية الإغاثية
من جانبه دعا وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة، مارتن غريفيثس إلى حماية المدنيينن والحاجة إلى مزيد من الدعم للمساعدات مع حلول برد الشتاء.
كما أشار إلى الحاجة الملحة لتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى الدولة.
وتحدث المسؤول الإغاثي عن اتخاذ خطوات متجددة أنشئ من خلالها نظام توصيل المساعدات عبر الخطوط خلال الأشهر الستة الماضية، بهدف مساعدة الأشخاص المحتاجين، في الشمال الغربي لسوريا.
وقال إنه تم نشر قافلتين في الشمال الغربي. وقد عبرت القافلة الثانية خطوط الصراع، في التاسع من كانون الأول/ديسمبر، فيما ويجري الإعداد لنشر القافلة المقبلة في شهر كانون الثاني/يناير المقبل.
والأسبوع الفائت، قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إن المساعدات الإنسانية عبر الحدود للسكان السوريين من دون موافقة دمشق، ما زالت ضرورية.
ولا يرد في الدعوات الأممية، أي تركيز على مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا والتي تطالب بدورها فتح منفذ إنساني لإغاثة ملايين الأشخاص بمن فيهم النازحين.
وشدد الأمين العام للمنظمة الدولية على أن “المساعدة عبر الحدود تبقى حيوية لملايين الأشخاص المحتاجين في شمال غربي سوريا” حول إدلب.
ولا يلقى تفويض الأمم المتحدة الذي يسمح للمساعدات الدولية بعبور الحدود السورية من دون موافقة دمشق إجماعاً، إذ تعارضه روسيا التي تشدد على سيادة سوريا، ويريد الغرب إبقاء هذا التفويض لأسباب إنسانية.
وتعمل آلية الأمم المتحدة عبر الحدود التي أنشئت في 2014، عبر باب الهوى منذ 2020 بعدما فرضت روسيا في 2019 إلغاء ثلاث نقاط دخول إلى سوريا من ضمنها “الرمثا” جنوبي سوريا، الذي يصلها بالأردن، و”اليعربية” في الشمال.
أما مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا فتعقد آمالها على معبر اليعربية على الحدود العراقية، المغلق بوجه ملايين السكان فيها.
ورغم أن معبر “اليعربية” مع العراق يمثل شريانًا أساسياً للحياة في شمال شرقي سوريا، لكنه يواجه فيتو روسي- صيني مشترك منذ الثامن من حزيران/ يونيو 2020.
وتتكرر مطالبات الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا من المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفتح المعبر وفصل الوضع الإنساني عن المصالح السياسية للدول.