ارتفاع تكاليف الإنتاج يوقف عمل مفاقس البيض في الرقة

الرقة- نورث  برس

يتوقف علاء العبود (37 عاماً) وهو من سكان الريف الجنوبي لمدينة الرقة، شمالي سوريا، في بداية شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام عن عمله في إنتاج الصيصان من فقاسات البيض، نتيجة عدم توفر الكمية المطلوبة من البيض وارتفاع تكاليف الإنتاج.

وتعمل فقاسات البيض عادة على مدار العام، ولكن أصحاب مشاريع التفقيس في الرقة يبدؤون في إنتاج الصوص البلدي من مطلع آذار/ مارس وحتى نهاية آب/ أغسطس فقط، وذلك لقلة البيض وعدم القدرة على تحمل تكاليف التدفئة التي تحتاجها الفقاسات شتاء.

وفقاسة البيض أو ما تعرف بماكينة تفقيس البيض هي جهاز يؤمن الظروف المناخية المناسبة من الحرارة والرطوبة والتقليب التي يحتاجها البيض لينتج الصيصان.

ويضم الجهاز رفوفاً يوضع عليها البيض وتنتج الصيصان بعد 21 يوماً، دون الحاجة للأم الحاضنة، وهي طريقة حديثة لإكثار عدد الدواجن.

ولا تتوفر إحصائية دقيقة لعدد أجهزة تفقيس البيض في مدينة الرقة وريفها، إلا أن عاملين في هذا المجال يقدرون العدد بـ70 فقاسة وهو في تزايد، بحسب قولهم.

ووفقاً لعاملين في تفقيس البيض، فإن عدم توفر بيض مهجن لإنتاج صيصان دجاج لاحم أثر على تطوير عملهم، إذ أن إنتاج الدجاج البلدي من البيض ينخفض بداية الشتاء.

مستلزمات يصعب تأمينها

ومنذ عامين، انتشرت مهنة فقاسات البيض الآلية في الرقة وخاصة في أرياف المدينة وساهمت في توفير فرص عملـ ولكثرة الطلب عليها أقيمت عدة مراكز ومحال تجارية لبيع القطع وتجهيز الفقاسات، ما وفر فرص عمل إضافية.

وتتراوح تكلفة الفقاسة من 500 دولار إلى ثلاثة آلاف دولار أميركي، إذ تزيد التكلفة بحسب زيادة حجم المفقسة وكمية البيض واستهلاكه للطاقة الكهربائية.

وكانت “العبود” يملك فقاسة وحيدة حين بدأ المشروع، وضعها في إحدى الغرف بمنزله وعند نجاح التجربة بنى غرفة طينية وخصصها للعمل.

وأشار الرجل الثلاثيني، وهو معيل لعائلة مكونة من خمسة أفراد، إلى أن مشاريع تفقيس البيض ذات مردود جيد وتؤمن احتياجات السوق المحلية من الدجاج، “ولكنها لا تتلقى دعماً من مكتب الثروة الحيوانية”.

وتحتاج الفقاسات إلى طاقة كهربائية من ساعة وضع البيض وحتى الوصول لمرحلة التفقيس.

ونظراً لازدياد ساعات التقنين الكهربائي في الرقة، يضطر أصحاب فقاسات البيض للاستعانة بمولدات المازوت (ديزل) أو ألواح الطاقة الشمسية أو البطاريات لتوفير الكهرباء لإتمام عملية التفقيس.

ويقوم البعض بتربية الصيصان بعد عملية التفقيس لفترة تتراوح بين عشرة أيام وأسبوعين، حتى تنمو قليلاً ومن ثم بيعها لسكان.

وخلال تلك الفترة، تحتاج الصيصان إلى علف مركب خاص ومجموعة من الأدوية ولدرجة معينة من الحرارة.

ويشير أصحاب الفقاسات إلى أن دعم مشاريعهم من شأنه أن يساهم في انخفاض أسعار البيض. 

وبلغ سعر البيض البلدي في الرقة صيف هذا العام 250 ليرة سورية للبيضة الواحدة، فيما يباع حالياً بأكثر من 300 ليرة سورية. 

لا دعم للمشاريع

وتباع الصيصان البلدية المنتجة عن طريق الفقاسات في الأسواق المحلية وتلقى إقبالاً من قبل السكان نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة مع سعر صيصان التفقيس الطبيعي، حيث يقوم البعض بتربيتها للاستفادة من بيضها أو للتجارة بها.

ويصل سعر الدجاج البلدي البياض إلى 20 ألف ليرة سورية، فيما يباع الصوص الواحد بعمر أسبوع بألفي ليرة سورية.

وقال منذر الصالح، وهو نائب لجنة الزراعة والري في الرقة والتي تتضمن مكتب للثروة الحيوانية، إنهم لا يقدمون الدعم سواء من المازوت لتشغيل مولدات الديزل لتأمين التدفئة للفقاسات أو الأدوية والأعلاف التي تحتاجها الصيصان، دون توضيح الأسباب.

وأضاف أنه لا يمكن توفير بيض لأصحاب مشاريع الفقاسات، وذلك “لعدم توفر قطعان من الدجاج البياض الهجين في مدينة الرقة”.

وتضم الرقة فقاسة واحدة يدعمها مكتب الثروة الحيوانية بكافة المستلزمات لإنتاج صيصان هجينة (للدجاج اللاحم) ويتم توزيعها على أصحاب المداجن وهي ذات طاقة إنتاجية عالية، ووفقاً لما ذكره “الصالح” لنورث برس.

وأشار نائب لجنة الزراعة والري في الرقة إلى أنه سيتم العمل على توجيه المنظمات لدعم مشاريع التفقيس.

وأضاف أنه سيتم إنشاء معمل للأعلاف من قبل لجنة تطوير المجتمع الزراعي في الرقة وتقديم العلف المركب الخاص للصيصان، دون أن يذكر المدة الزمنية لتنفيذ ذلك.

لكن لحين تنفيذ ذلك ستبقى فقاسات البيض طيلة فصل الشتاء متوقفة عن العمل، بينما ترتفع أسعار اللحوم والدجاج في الأسواق

إعداد: حسن العلي- تحرير: سوزدار محمد