الآبار المكشوفة خطر يهدد أطفالاً في إدلب

إدلب- نورث برس

ما زال الطفل سامر لطوف (11 عاماً) وهو نازح من مدينة خان شيخون يعيش في مخيمات دير حسان الحدودية بريف إدلب شمال غربي سوريا، يعاني صعوبة في أداء أبسط الحركات رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على إصابته في حادثة سقوطه في بئر مكشوفة.

وكاد الطفل أن يفقد حياته إثر سقوطه في إحدى الآبار المكشوفة والمنتشرة بكثرة في منطقة المخيمات القريبة من مكان سكنه.

وأصيب بعدة كسور ورضوض شديدة في قدميه ونواح متفرقة من جسده تسببت له بإصابة قد تكون دائمة مع عدم تمكنه من الحركة والمشي بأريحية.

وازدادت، مؤخراً، حوادث سقوط أشخاص غالبيتهم أطفال في آبار عشوائية مكشوفة في منطقة إدلب، ونجمت عنها وفيات وإصابات أدت بعضها لإعاقات دائمة.

ويعيد سكان سبب الحوادث للإهمال وسط غياب الرقابة على مخاطر ترك الآبار مكشوفة.

أنشئت حديثاً

ويقول الطفل سامر، لنورث برس، إنه اعتاد على اللعب مع أصدقائه في تلك البقعة وسط الأراضي الزراعية.

ويضيف أنه لم ينتبه لوجود البئر المنشأة حديثاً والمكشوفة.

ويشير إلى أن من حسن حظه سقوطه في بئر غير عميقة.

ويقول سكان في ونازحون في مخيمات دير حسان أن المنطقة تحتوي العديد من الآبار الارتوازية والمجمعات المائية العميقة.

والشهر الفائت، سقط رامي أبو الفضل (35 عاماً)، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي، ويعيش في إدلب المدينة، في أحد الآبار المكشوفة، ما أدى لإصابته بعد كسور في ظهره وقدميه.

يقول إنه سقط في البئر أثناء عودته إلى منزله ليلاً عبر الأراضي الزراعية، مشيراً إلى أن البئر أنشئت حديثاً، ولم يشاهدها خلال مروره اليومي من الطريق المؤدية لمنزله.

وأضاف أن “البئر التي سقطت فيها لم يستكمل حفرها بعد، وما تزال بعمق ما يقارب خمسة أمتار”.

ويخضع رامي لعلاج وعمليات جراحية تتضمن تركيب صفائح معدنية بعد أن أصيب بجروح وكسور بليغة.

ويقول سكان في إدلب إنه ما من جهة تراقب هذه الظاهرة رغم أنها أدت لإصابة العشرات.

وفي آذار/ مارس الماضي، فقد حسن زعلان (عشرة أعوام) حياته أثناء مساعدة والده في حفر الآبار الجوفية، إذ سقط في بئر يتجاوز عمقه 22 متراً في بلدة كفر روحين شمال إدلب.

واستمرت محاولة إنقاذ الطفل لأكثر من أربعة أيام، وبعد أن باءت جميع محاولات فرق الإنقاذ بإخراجه عبر فوهة البئر بالفشل، لجأت للحفر بشكل موازٍ مع البئر باستخدام معدات ثقيلة، لكن الطفل كان قد فارق الحياة عندما تم إخراجه.

رقابة غائبة

ولم تكن حادثة الزعلان الوحيدة، إذ فقد الطفل أحمد الحمدو (ثمانية أعوام)، وهو نازح من ريف حماة الشمالي يعيش في مدينة سرمدا حياته، بداية العام الحالي، بعد سقوطه في بئر منزلية مكشوفة.

يقول والده إنه سقط في بئر لجيرانه كانوا قد حفروه لجمع المياه دون أن يتم إغلاقه.

ويضيف أنه وجه لصاحب البئر عدة تحذيرات بضرورة إغلاقه خوفاً على الصغار، لكنه لم يستجب إلى أن قضى طفله الأصغر غرقاً داخل البئر.

ومن جهته، يقول مصطفى تامر (28 عاماً)، وهو متطوع في منظمة الدفاع المدني، إنهم سجلوا في منطقة إدلب قرابة 13 حالة وفاة بينهم تسعة أطفال سقطوا في الآبار العشوائية المكشوفة منذ بداية العام الحالي.

ويضيف أن خطر هذه الآبار كبير جداً ومن النادر نجاة أي شخص يسقط داخلها، وأن من الضروري توخي الحذر ونشر التوعية لتلافي العبور أو المشي في المناطق التي تشهد انتشاراً لهذه الآبار.

وتتعدد أسباب انتشار ظاهرة الآبار العشوائية والمكشوفة في الأراضي الزراعية التي يلجأ إليها المزارعون لري محاصيلهم ومواسمهم في ظل شح الأمطار.

لكن السبب الرئيس، بحسب ناشطين، هو غياب الرقابة عن هذه الآبار وعدم ملاحقة القائمين عليها، وهو ما أفضى لانتشارها بشكل واسع.

إعداد: سمير عوض- تحرير: حكيم أحمد