ميرفا.. طفلة موهوبة تحلم بالعودة لعفرين رفقة العلاج والموسيقى
كوباني- نورث برس
رغم عدم تجاوز عمرها عشرة أعوام، تعزف الطفلة ميرفا حيدر النازحة من مدينة عفرين على آلة الكمان بشكل مميز بحسب مدرسيها في معهد لتعليم الموسيقا في كوباني شمالي سوريا، إضافة إلى أداءها الأغاني بشكل مبهر بحسب من حضروا أمسية موسيقية شاركت فيها الطفلة قبل نحو شهرين.
وتنحدر عائلة ميرفا من قرية “سيويا” بريف عفرين التي نزحت منها قبل ثلاثة أعوام بسبب غزو تركيا والفصائل الموالية لها للمنطقة.
وفي العام 2018 عقب الغزو التركي رفقة فصائل المعارضة المسلحة، لجأ نحو 300 ألف شخص من نازحي منطقة عفرين للسكن في مخيمات العودة وعفرين وبرخدان وسردم وشهبا، بينما توزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.
وتوجهت عائلات أخرى إلى مناطق كوباني والجزيرة شمال شرقي سوريا أو هاجر أفرادها إلى خارج البلاد.
وتعيش الطفلة مع عائلتها في كوباني منذ نزوحها، وقبل عامين بدأت التدرب بالعزف على آلة الكمان والغناء.
شغف بالموسيقى
وأواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، شاركت ميرفا إلى جانب متدربين آخرين لمعهد “فجين” للموسيقا في أمسية موسيقية غنائية في مركز باقي خدو للثقافة والفن في كوباني.
وخلال الأمسية، أدت ثلاثة أغان إلى جانب عزف مقطوعات موسيقية على آلة الكمان، والتي لاقت استحسان الجمهور.
وتتلقى الطفلة تدريبات العزف والغناء لساعتين أسبوعياً في المعهد الذي يشرف عليه الفنان حسين خاني.
تقول لنورث برس إنها ممتنة لوالديها ومدربتها دوزكين لتشجيعهم ومساعدتهم لها.

ويومياً، تتدرب ميرفا لساعتين على العزف في منزلها بعد تلقي الدروس، كما يتابع والداها أداءها باهتمام ويكتبان لها كلمات الأغاني لتتمكن من حفظها وغنائها.
تصف المعلمة دوزكين موهبة ميرفا بالمميزة، وتقول إنها سريعة الاستيعاب وتؤدي الأغاني بشكل مميز بالمقارنة مع من في سنها.
وتضيف أن المتدربة الصغيرة “دقيقة الاستماع وتتمكن من أداء ما تسمعه من أغان، كما تمكنت من عزف الأغاني اعتماداً على النوتة الموسيقية خلال فترة أقل من ستة أشهر”.
وترى المدرسة دوزكين أن تشجيع عائلة الطفل له دور كبير في تطوير المواهب الفنية والموسيقية.
حلم واشتياق
تتذكر ميرفا منزلها ومدرستها في عفرين حيث درست الصفين الأول والثاني الابتدائي.
واحتفلت ميرفا المولودة في السابع من آذار/ مارس عام 2011، بثلاثة أعياد ميلاد هنا في كوباني.
“احتفلت بعيد ميلادي آخر مرة في معهد الموسيقى الذي أتدرب فيه، ولأن أغلب أقاربنا ليسوا هنا، أدعو أصدقائي وجيراني”
تقول أيضاً: “عندما يرد اسم عفرين في أغنية، أتذكر منزل جدي وجدتي وجمال وطبيعة قريتنا التي أشتاق لها”.
تتابع دراستها الآن في الصف الخامس، وتأخذ معها أحياناً كمانها لتغني وتعزف في دروس الموسيقا.
تقول إن التلاميذ في المدرسة يحبون صوتها وعزفها ولهجتها فيلحون عليها للغناء مجدداً.
تجتهد ميرفا في المدرسة، وتحلم أن تكون طبيبة في المستقبل، دون إهمال شغفها بالفن وتطوير موهبتها.
“أريد أن أدرس الطب وأصبح طبيبة كي أساعد الآخرين، أحب الأطفال الرضع كثيراً وأتمنى أن أساعد المرضى منهم وأمهاتهم للشفاء”.
وترى الفتاة متدربين على آلات العود و الكمان والغيتار في معهد التدريب الموسيقي، وتطمح لتعلم العزف على العود مستقبلاً.
وتحلم “بالمشاركة في أمسيات موسيقية وغنائية في عفرين بعد تحريرها”.