لا تزال عمليات “داعش” تهدد الأمن في شمال شرقي سوريا

القامشلي ـ نورث برس

يواصل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، عملياته التي تهدد أمن واستقرار شمال شرقي سوريا، وهو ما أكده القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، خلال لقاء القيادة العامة لـ”قسد” بالمجلس المدني لإقليم دير الزور وشيوخ العشائر، الأسبوع الماضي، في حقل العمر بريف دير الزور.

وتبنى تنظيم “داعش”، الجمعة، عبر معرفات مقربة منه على مواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً استهداف حاجز لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالأسلحة الرشاشة، بين بلدتي ذيبان ـ الطيانة، قال إنه “أسفر عن إصابات بين عناصر قسد”.

فيما لم تعلق قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على الحادثة، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وقال عبدي خلال اجتماعه مع شيوخ العشائر بدير الزور: “داعش انتهى ولكن كتهديد مازال موجوداً”. وإذا ما تم مقارنة ملف تهديده مع دول الجوار, فإن “وضعنا أفضل”.

وذكر القائد العام لـ“قسد”: “لدينا خارطة طريق مع التحالف لمحاربة داعش. هذا يحتاج تكاتف جهودكم مع المؤسسات الأمنية لإنجاح العملية”.

وفي الآونة الأخيرة، زاد التنظيم المتشدد من هجماته على مقرات وحواجز لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مع الاغتيالات التي تطال موظفي الإدارة الذاتية ووجهاء العشائر ومدنيين، بريف دير الزور الشرقي.

والأسبوع الماضي، تبنى التنظيم، هجوماً استهدف مقرات عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية في بلدة البصيرة 35 كم شرقي دير الزور، شرقي سوريا.

كما ألقت قوات سوريا الديمقراطية، الأسبوع الماضي، القبض على ثلاثة مطلوبين بتهمة تنفيذ عمليات هجوم ضد مراكزها شرقي دير الزور، بحسب ما نشره الحساب الرسمي لمجلس هجين العسكري التابع لـ”قسد”.

وفي الآونة الأخيرة، كثّفت قوات سوريا الديمقراطية بمساندة التحالف الدولي، من عملياتها الأمنية، في ريف دير الزور الشرقي، لملاحقة خلايا التنظيم المتشدد.

وفي التاسع من هذا الشهر، قال منسق الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إن القوات الأميركية باقية في مناطق شمال شرقي سوريا؛ لأن تنظيم “داعش” لا يزال قادراً على إعادة تجميع قواه والانطلاق بهجمات جديدة.

وأضاف ماكغورك، في حديث خلال مؤتمر استضافه معهد “دول الخليج العربي” في واشنطن، أن الولايات المتحدة ملتزمة بمعالجة المخاوف الأمنية لدول المنطقة والوقوف إلى جانب الحلفاء للدفاع عن أراضيهم.

والشهر الماضي، شدد التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، على عزمه مواصلة دعم جهود (قسد) للحفاظ على الأمن والاستقرار في شمال شرقي سوريا.

وقال التحالف الدولي في تغريدة على حسابه الرسمي في “تويتر”، حينها: “سنبقى عازمين على دعم جهود قوات سوريا الديمقراطية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة لكي تتمكن المجتمعات المحلية من إعادة البناء والازدهار”.

وأضاف، تعليقاً على العمليات العسكرية ضد خلايا تنظيم “داعش”، “إنّه مثال آخر على التزامنا الراسخ كشركاء لتهيئة الظروف التي لا يمكن فيها لداعش أن يعود مرة أخرى في شمال شرقي سوريا”.

وشدد وفد من التحالف الدولي زار بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، آخر معاقل التنظيم المتشدد في سوريا، في الواحد والعشرين من الشهر الماضي، على أن قوات التحالف لن تنسحب من مناطق شمال شرقي سوريا وأنها جاهزة للتصدي لكل من يحاول ضرب أمن واستقرار المنطقة.

وفي الثالث والعشرين من آذار/ مارس الماضي، والذي تزامن مع مرور عامين على طرد التنظيم من الباغوز، آخر معاقل “داعش” شرقي دير الزور، طالبت قوات سوريا الديمقراطية القوى الإقليمية والدولية بتحمّل مسؤولياتها في حل ملف معتقلي “داعش” وعائلاتهم.

وفي وقت سابق، قالت “قسد” إن خطورة “داعش” لا تزال “تكمن في شخص الآلاف من المعتقلين، ممن تم اعتقالهم، إلى جانب الآلاف من أفراد أسرهم المحتجزين في مخيمي الهول وروج”.

ورغم سعي الولايات المتحدة لإقناع دول في استعادة مواطنيها وإعادة تأهيلهم أو حتى ملاحقتهم قضائياً، إلا أن تلك المساعي لم تلقَ آذاناً صاغية حتى من بعض الدول المشاركة في التحالف والتي تتحفظ على إعادة مواطنيها.