إدلب- نورث برس
يجوب مصطفى الأحمد (38 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان إدلب شمال غربي سوريا، على عشرات شركات الصرافة والحوالات قبل أن يعمد إلى تصريف نقوده بسبب تفاوت الأسعار بين العملتين التركية والأميركية.
يقول إنه شاهد تفاوت أسعار الصرف بين محلات وشركات الصرافة في منطقة إدلب، ما دفعه للتنقل بين شركات الصرافة.
ويضيف لنورث برس بلهجته المحلية: “ما دام الشغلة هيك، إللي يدفع أكتر بصرف عنده”.
ويصف سكان في المنطقة عمليات صرف قاموا بها أيام تذبذب الأسعار بالاحتيال، يقول “الأحمد” إنه سمع عن الكثير منها.
وتضم منطقة إدلب أكثر من 80 شركة للصرافة والحوالات.
وتخضع جميعها “للمؤسسة العامة لإدارة النقد” التابعة لحكومة الإنقاذ الذراع المدني لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
وسجل سعر صرف الليرة التركية، يوم أمس السبت، 16.41 مقابل الدولار الأميركي، في حين سجلت مقابل الليرة السورية 218 ليرة، بحسب موقع الليرة اليوم المتخصص بأسعار العملات.
وقبل أيام، صرف محمد الرحيم (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من مدينة معرة النعمان يعيش في إدلب المدينة، مبلغاً بالدولار الأميركي ليكتشف لاحقاً أن الصراف احتسبه أقل بكثير من سعره في الأسواق.
حدث ذلك مع انخفاضات لقيمة الليرة التركية التي تعتمدها السلطات والفصائل في شمال غربي سوريا.
يقول “الرحيم” إنه صرف مبلغ 200 دولار أميركي بسعر 14 ليرة تركية، ليتفاجأ بعد خطوات أن سعر الدولار يتجاوز 16 ليرة تركية.
ويقدر ما خسره بنحو 400 ليرة تركية (نحو 90 ألف ليرة سورية).
يلوم الآن جهله بأمور الصرف وعدم متابعته لتسعيرات الدولار المعروضة على بعض مكاتب الصرافة قبل الدخول لإحداها.
ولم يتمكن الشاب من رفع دعوى قضائية على صاحب مكتب الصرافة بسبب تقلب سعر الصرف، وهو ما برره الصراف: “كل دقيقة سعر الليرة بيختلف”.
ويحمّل سكان في إدلب الأجهزة التابعة لحكومة الإنقاذ مسؤولية ما يجري في أسواق الصرافة والحوالات مما يصفونه باستغلال واحتيال.
فقد خسر منصور الحمدو ( 45 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة الدانا شمال إدلب، أكثر من 1000 ليرة تركية بعد أن حول 500 دولار أميركي لليرة التركية.
يقول إن سوق الصرافة في إدلب أصبحت بلا ضوابط أو قوانين تردع “المخالفين والمحتالين”.