أقمشة الزي الكردي في ديريك.. بين تقليد اقتنائها عادة وتضاعف تكاليفها حالياً

 ديريك- سولنار محمد- نورث برس

 

تشهد أسواق مدينة ديريك، أقصى شمال وشرقي سوريا، إقبالاً متزايداً على شراء الأقمشة النسائية الشعبية رغم غلاء ثمنها، وذلك بالتزامن مع اقتراب مناسبات وأعياد اعتادت فيها نساء المنطقة على تجهيز أزياء فولكلورية كردية.

 

 وتزدحم محلات الأقمشة في المدينة في أوقات مختلفة من النهار بالنساء والفتيات اللاتي ينتقين أصنافاً وألواناً مختلفة من الأقمشة لخياطتها كألبسة فلكلورية، جرت التقاليد على ارتدائها في مناسبات عيد المرأة ويوم الزّي الكردي وعيد نوروز خلال شهر آذار/ مارس من كل عام.

 

وتتنقل بسنة فرمان (55عاماً)، من سكان ديريك، مع ابنتين لها بين الأقمشة المعروضة أمام أحد المحال في سوق المدينة، لتختار منها ما يناسبها وابنتيها.

 

رغم إقبالهن على اقتناء الأقمشة وعدم إخفائهن الإعجاب ببعض الأصناف، إلا أن السيدة فرمان تشتكي غلاء الأسعار لدى الباعة، وتفاوتها بين بائع وآخر في سوق المدينة، "أحتاج إلى /100/ ألف ليرة سورية على الأقل لتجهيز لوازم ابنتيَّ الاثنتين من الملابس".

 

وقالت فرمان إن بعض العائلات ذات الدخل المحدود لن يكون بمقدورها هذا العام تأمين احتياجات أفرادها بهذه التكاليف المرتفعة، إلا أنها تفضل ارتداء الزّي الكردي "نتميز بهذا الزّي وبه نُبرز هويتنا في عيد نوروز القومي".

 

وقالت منى محمد /25/ عاماً، من ريف ديريك، إنها سترتدي الزّي الذي قامت بحياكته العام الفائت في عيد نوروز المقبل، بسبب ارتفاع تكاليف خياطة زّي جديد هذا العام.

 

وأضافت إنها إذا قامت بحياكة زّي جديد ستضطر لدفع نحو نصف راتبها، فهو سيكلفها أكثر من /30/ ألف ليرة سورية، وهو ما لا تستطيعه.

 

خلف طاولته في محله الخاص بالأقمشة وسط سوق ديريك، يبيع نزار أوسي، بائع أقمشة، أنواعاً مختلفة من القماش للزبائن الذين يستعدون لاستقبال عيد نوروز هذا العام.

 

يجلب هذا التاجر معظم بضاعته من إقليم كردستان العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي والقريب من مدينة ديريك، لتشابه الأزياء والعادات بين الكُرد على جانبي الحدود، معيداً سبب ارتفاع الأسعار إلى انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، فالقماش الذي كان يبيعه العام الماضي بـ /10000/ ليرة للمتر الواحد، يباع هذا العام بـ /20000/ ليرة.

 

 وتتراوح أسعار الأقمشة المستخدمة في الأزياء النسائية الكردية بحسب نوعها بين /4000/ ليرة سورية وحتى/20000/ ليرة للمتر الواحد، حسب ما أوضحه تجّار أقمشة في المدينة.

 

أما عن أنواع الأقمشة والأزياء المتوفرة في أسواق ديرك هذا العام، قال أوسي، لـ "نورث برس"، إن "أنواعاً قديمةً وجديدةً تتوفر في محال الأقمشة كالساتان الحرير، إضافة إلى الأنواع السابقة ككريب جورجيت والفساتين السادة والجورجيت السادة والساتان السادة مع القفطان المزركش".

 

 ولا تنتهي تكاليف تجهيز الزّي الكردي بشراء الأقمشة، فبعد اقتنائها من الأسواق، تتجه النسوة إلى الخياطين لاختيار تصاميم مناسبة.

 

 وقال عمر عمر، وهو خيّاط في سوق ديريك، لـ "نورث برس" إنه بدأ بحياكة طلبات الزّي الفلكلوري منذ نحو شهر، لكن لم يعد بإمكانه استقبال المزيد من الأقمشة لأنها تراكمت لديه بسبب إقبال الزبائن على تجهيز الملابس مع بقاء أقل من أسبوعين على احتفالات نوروز.

 

وأضاف أن الطلب على خياطة الزّي الكردي ازداد هذا العام لوجود أنواع وألوان جديدة من الأقمشة في السوق، موضحاً أن الموديلات المرغوبة لدى النساء في ديريك "الكسرات والمزمومة"، على حدّ قوله.

 

وتتراوح أجور خياطة فستان الزّي الكردي بين /10000/ ليرة سورية و/15000/ ليرة، وفق نوع القماش والموديل المطلوب، بحسب ما أوضحه الخيّاط عمر.

 

وترتدي النسوة الكرديات الزّي الكردي القومي أثناء الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار/ مارس، ويوم الزّي الكردي في العاشر من الشهر نفسه، وعيد نوروز الذي يعتبره الكُرد عيداً قومياً، في حين تلتزم بعض النساء بارتداء الزّي الكردي في الأفراح والحياة اليومية عموماً.