زيادة الرواتب في تطبيق الحاسبة على هواتف موظفين في دمشق

دمشق- نورث برس

تكرر ريم السيد (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لموظفة تعيش في حي الورود في دمشق، لجوءها لتطبيق الحاسبة على هاتفها المحمول لجمع ما يلزمها لشراء مواد أساسية لعائلتها ومقارنته مع راتبها بعد الزيادة الذي ستستلمه مطلع العام الجديد.

تقول، بتهكم، إنها تعيد اكتشاف ما تعرفه حول أنها كانت تعيش بحالة مادية أيسر من حالتها بعد زيادات الرواتب خلال العامين الأخيرين.

 وتضيف: “لا جديد، نعم رفع الراتب مرة وبنسبة، ولكن سبقها ارتفاعات وبأضعاف للسلع والمحروقات”.

 ولا تتمكن “السيد”، التي تعمل مدرسة منذ أكثر من 12 عاماً، من تأمين احتياجات منزلها اليومية رغم محاولاتها توزيع مصاريفها على قدر راتبها.

والأربعاء الماضي، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد ثلاثة مراسيم تشريعية تقضي برفع رواتب وأجور وتعويضات العاملين المدنيين والعسكريين وأصحاب المعاشات التقاعدية.

وتعتبر هذه الزيادة هي الثانية خلال عام 2021، بعد الزيادة الأول التي صُدرت في تموز الماضي بنسبة 50%.

ويقضي المرسوم رقم 29 لعام 2021 بزيادة 30 في المائة إلى الرواتب والأجور المقطوعة لكل العاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين.

“ملح على جرح”

تقول ريم إن التخلي عن كثير من الاحتياجات الغذائية والأساسيلة أسرتها المكونة من خمسة أفراد وزوجها الذي يعمل بأجر يومي سيستمر بعد الزيادة.

وتصف زيادة الرواتب بـ”وضع الملح على الجرح”.

لكنها “مجبرة” على العمل ولو مقابل القليل حتى تؤمن ولو بشكل محدود احتياجات أسرتها.

واستلمت الموظفة مطلع هذا الشهر راتبها البالغ 80 ألف ليرة سورية، وسيصبح مع الزيادة الأخيرة 115 ألف ليرة سورية، “لكنها لن تكفينا سوى لأسبوع.

واعتبرت أن المهم ليس النسب في المرسوم ولا المبلغ، “فمطلبنا بسيط، راتب يتناسب مع احتياجاتنا اليومية فقط لا غير”.

وتخشى “السيد” أن يكون الجوع “أقسى من كل ما قاساه السوريون خلال الحرب”.

وتستمر الأسعار في سوريا في الارتفاع مع انخفاض جديد تسجله قيمة الليرة السورية هذه الأيام إذ بلغ سعر صرف الدولار الأميركي الواحد في أسواق دمشق يوم أمس الجمعة 3.585 ليرة سورية، بحسب موقع الليرة اليوم المتخصص بأسعار الصرف.

وتصدرت سوريا قائمة الدول الأكثر فقرا ًبالعالم، بنسبة بلغت 82.5%، بحسب بيانات موقع “World By Map” العالمي، التي وردت في تقرير له في شباط/ فبراير الماضي.

“لا يشبع البطون”

ويعتقد سمير يوسف (43 عاماً)، وهو اسم مستعار لموظف يعيش في حي البرامكة وسط دمشق، أن ارتفاعات الأسعار ورفع الدعم عن أسعار المشتقات النفطية والخبز ستتجدد بعد الزيادة.

ويقول إن زيادة الرواتب “ضحك على الذقون فالراتب الجديد لا يشبع البطون الجائعة”.

ويضيف الأب لأربعة أطفال: “نحن لم نطالب بزيادة الرواتب، كان الأجدر إعادة الدعم للسلع الأساسية”.

والسبت الماضي، تناقلت وسائل إعلام محلية، كلمة لعضو مجلس الشعب السوري، عبد الرحمن الخطيب، دعا فيها الحكومة السورية إلى ربط رواتب العاملين بالدولة بسعر صرف الدولار الأميركي.

ونقلت عن “الخطيب” قوله إنه “يجب ربط أسعار المواد الغذائية في سوريا بسلم الرواتب الممنوح للموظفين، فالناس تعبت من كل شيء”.

وأضاف أن “كافة التبريرات التي تصدر عن الوزراء في الحكومة أصبحت غير مقنعة للمواطن، فالناس اليوم لا تطلب سوى أبسط أمور الحياة، أن يعيشوا بكرامة”.

والشهر الماضي، باع “يوسف” قطعة أرض ورثها من والده، بعد أن ضاقت به الأحوال.

ويفكر  في شراء “بعض المواد الغذائية، تحسباً من ارتفاعات جديدة لأسعارها”.

لكنه يعود ويقول إن ذلك لن يجدي نفعاً ولن يدوم المبلغ الذي بقي معه وسط الغلاء.

إعداد: ياسمين علي- تحرير: حكيم أحمد